نشرت أوغندا قوات خاصة في جوبا، عاصمة جنوب السودان، وذلك في إطار جهودها لتأمين العاصمة بعد تصاعد التوترات الداخلية بين الرئيس سلفا كير ونائبه الأول ريك مشار. جاء هذا القرار وسط مخاوف من عودة الحرب الأهلية التي انتهت باتفاق سلام في عام 2018 بعد صراع دام خمس سنوات وأسفر عن مقتل نحو 400 ألف شخص.
وتهدف أوغندا لتأمين جوبا ومنع تفاقم الأوضاع الأمنية بعد اعتقالات حكومة كير لوزيرين وعدد من كبار المسؤولين العسكريين المتحالفين مع مشار، مما أثار مخاوف من انهيار اتفاق السلام.
وأكد قائد الجيش الأوغندي موهوزي كاينيروجابا أن القوات الخاصة دخلت جوبا قبل يومين من إعلانه، مشددًا على أن أوغندا لا تعترف إلا بالرئيس سلفا كير كزعيم شرعي لجنوب السودان، وأن أي تحرك ضده يعتبر إعلان حرب على أوغندا.
وسبق لأوغندا أن نشرت قواتها في جوبا عامي 2013 و2016 لدعم كير في مواجهة مشار، قبل أن تسحبها لاحقًا. وتخشى أوغندا من أن يؤدي اندلاع حرب شاملة في جنوب السودان إلى تدفق اللاجئين عبر الحدود، مما قد يخلق حالة من عدم الاستقرار الإقليمي.
وتصاعدت الاشتباكات بين القوات الموالية لكير ومشار حول بلدة الناصر في شمال البلاد، مما يهدد استقرار اتفاق السلام.
ولم يعلق وزير إعلام جنوب السودان أو المتحدث العسكري على نشر القوات الأوغندية، مما يشير إلى حساسية الموقف.
وقد يؤدي نشر القوات الأوغندية إلى تعزيز موقف كير مؤقتًا، لكنه قد يزيد من حدة التوترات مع مؤيدي مشار، مما يعقد جهود السلام.
تُعرف أوغندا، بقيادة الرئيس يوري موسيفيني، بنزعتها التدخلية في الصراعات الإقليمية، مما قد يؤثر على علاقاتها مع دول الجوار مثل إثيوبيا وكينيا.