الأربعاء 11 رَمضان 1446هـ 12 مارس 2025
موقع كلمة الإخباري
الحقبة السوداء عادت.. تحذير شيعي لبناني من امتداد أحداث سوريا عبر الحدود
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 03 / 10
0

حذر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، أمس الأحد، من "تداعيات خطيرة" للاشتباكات المسلحة الأخيرة في منطقة الساحل السوري، واصفًا الانتهاكات التي طالت المدنيين هناك بـ"المذابح"، في وقت دعا فيه الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع انتقال الاضطرابات إلى أراضيها.

وقال نائب رئيس المجلس علي الخطيب، في بيان نشره عبر منصة "فيسبوك": "الأنباء الواردة من سوريا عن المذابح التي حصلت في الساحل السوري أوجعتنا وآلمتنا وأدمت قلوبنا لفظاعتها وبشاعتها، بقدر ما تدفعنا الى الأسف والتوجس من مستقبل مظلم ينتظر هذا البلد الشقيق الذي ما أردنا يوما إلا أن يكون آمنا ومستقرا".

وأضاف الخطيب: "المشاهد الفظيعة التي وصلتنا وتصلنا عن الانتهاكات التي حصلت بحق المدنيين الأبرياء، تجعلنا في حالة من الصدمة، لأننا اعتقدنا في مرحلة من المراحل ان هذه الحقبة السوداء من تاريخ بلادنا قد انتهت الى غير رجعة. فلا ديننا ولا قيمنا ولا اخلاقنا تبيح قتل الناس الأبرياء على الهوية".

واعتبر أن ما حصل "يستدعي تدارك هذه المظالم بحق الأبرياء قبل أن تتفاقم الأمور إلى ما هو أكثر عنفا وبطشا، بحيث يصبح من المستحيل التعايش بين المكونات السورية، وبما يحقق أهداف الغرب والصهاينة في تقسيم سوريا وإلغاء كينونتها كدولة واحدة موحدة".

ووجه الخطيب نداءً إلى "العقلاء في أمتنا العربية والإسلامية" للتحرك السريع ووقف العنف، مطالبًا بـ"محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وتأمين الحماية للمدنيين السوريين الى أي طائفة أو منطقة انتموا، قبل أن تذر الفتنة الكبرى بقرنها، وتنتشر الى كامل المنطقة بما يصعب ضبط الأمور وإصلاح الحال".

كما حذر المسؤول اللبناني "الأهل في لبنان من تداعيات هذا الواقع"، مطالبًا "الدولة والأجهزة الأمنية باتخاذ أقصى التدابير الآيلة الى ضبط الأوضاع والحؤول دون امتداد الأحداث إلى الأراضي اللبنانية".

وشهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان في سوريا خلال الأيام الأخيرة اضطرابات أمنية غير مسبوقة مع هجمات منسقة نفذتها قوات موالية لنظام بشار الأسد المخلوع، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من قوات الأمن السورية والمدنيين، بحسب مصادر محلية.

ووثقت تقارير حقوقية عمليات إعدام ميداني وانتهاكات ضد مدنيين في مناطق الاشتباك، الأمر الذي دفع الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للنظر في تلك الادعاءات، إضافة إلى لجنة عليا مكلفة بالحفاظ على السلم الأهلي في البلاد.

وفي كلمة متلفزة مساء الأحد، قال الشرع إن "المخاطر التي نواجهها اليوم ليست مجرد تهديدات عابرة، بل هي نتيجة مباشرة لمحاولات انتهازية من قبل قوى تسعى إلى إدامة الفوضى وتدمير ما تبقى من وطننا الحبيب".

وأضاف الرئيس السوري: "نجد أنفسنا أمام خطر جديد يتمثل في محاولات فلول النظام السابق ومن وراءهم من الجهات الخارجية (لم يسمها) خلق فتنة وجر بلادنا إلى حرب أهلية، بهدف تقسيمها وتدمير وحدتها واستقرارها".

وشدد الشرع على أن "سوريا ستظل صامدة، ولن نسمح لأي قوى خارجية أو أطراف محلية بأن تجرها إلى الفوضى أو الحرب الأهلية"، مضيفًا: "لن نتسامح مع فلول الأسد، الذين قاموا بارتكاب الجرائم ضد قوات جيشنا ومؤسسات الدولة، وهاجموا المستشفيات وقتلوا المدنيين الأبرياء، وبثوا الفوضى في المناطق الآمنة".

المحرر: حسين صباح



التعليقات