يشكل الغثيان أثناء الصيام مشكلة صحية مزعجة تواجه الكثيرين، خاصة مع ساعات الصيام الطويلة وعدم اتباع أنماط غذائية متوازنة، وفق ما يؤكد خبراء التغذية.
وترتبط هذه المشكلة بعدة عوامل صحية، أبرزها اضطرابات المعدة والجفاف، بينما قد تزداد الأعراض سوءاً خلال فترات الامتناع عن الطعام والشراب.
وقال مختصون في التغذية إن "هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى الشعور بالغثيان خلال فترة الصيام، أبرزها تناول الأطعمة الدهنية أو الحارة قبل بدء الصيام، مما يؤدي إلى زيادة حموضة المعدة".
وأضافوا أن "الجفاف نتيجة قلة شرب الماء خلال ساعات الإفطار، وتناول وجبة إفطار دسمة ومليئة بالدهون، فضلاً عن القلق والتوتر، والإفراط في تناول الحليب أو الأطعمة الغنية بالألياف، كلها عوامل تسهم في اضطرابات الجهاز الهضمي والشعور بالغثيان".
وينصح الخبراء بضرورة الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون والتوابل الحارة قبل الصيام، لأنها تساهم في زيادة حموضة المعدة، مما قد يؤدي إلى الشعور بالغثيان.
كما يوصون باستشارة الطبيب حول إمكانية تناول مضادات الحموضة قبل بدء الصيام لمن يعانون من الحموضة أو ارتجاع المريء، وشرب كميات كافية من الماء بين وجبتي الإفطار والسحور، مع تفضيل بدء الإفطار بتناول التمر وشرب كوبين من الماء لتعويض السوائل.
ويقترح المختصون الجلوس في مكان مفتوح أو جيد التهوية عند الشعور بالغثيان، لأن الهواء النقي يساعد في تحسين التنفس ويقلل من هذه الأعراض، إلى جانب تناول شاي النعناع بعد الإفطار، باعتباره من المشروبات المهدئة للمعدة، حيث يساعد في استرخاء العضلات الهضمية ويخفف الغثيان.
ووفقاً للخبراء، فإن الأطعمة الغنية بالبروتين مثل الفول والعدس تساهم في تقليل حموضة المعدة، مما يساعد في الوقاية من الغثيان، كما أن الزنجبيل معروف بقدرته على تهدئة المعدة وتحسين الهضم، لذا يمكن مضغه أو تناوله كمشروب دافئ عند ظهور الأعراض.
ويشدد المختصون على أهمية اختيار وجبة سحور متوازنة تحتوي على البروتينات والألياف مثل البيض والزبادي والحبوب الكاملة والخضروات لضمان طاقة مستدامة خلال النهار دون التسبب في اضطرابات هضمية.
كما ينصحون بتجنب الأطعمة المقلية والوجبات الدسمة عند الإفطار، واستبدالها بأطعمة خفيفة يسهل هضمها، مع تقسيم وجبة الإفطار إلى وجبتين صغيرتين بفاصل زمني بسيط، والمضغ الجيد للطعام لتحسين عملية الهضم وتقليل احتمالية حدوث الغثيان.
ويؤكد الخبراء أن "التوتر الزائد قد يكون سبباً في الشعور بالغثيان، لذا يُفضل ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل لتقليل التوتر"، مشددين على ضرورة استشارة الطبيب إذا استمر الشعور بالغثيان بشكل مزعج، لمعرفة الأسباب الكامنة والحصول على العلاج المناسب.
المحرر: حسين صباح