مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق السلام في غزة يوم السبت الماضي، وعدم حصول المناقشات حول المرحلة الثانية على زخم بعد، تتزايد المخاوف من أن السلام الهش الذي تم تحقيقه بشق الأنفس قد يتحطم مرة أخرى، مما يؤثر على أكثر من مليوني شخص في الجيب الساحلي المحاصر.
وتقول تقارير لمنظمات حقوقية تابعها كلمة الإخباري: إن "مستقبل سكان غزة لا يزال غير مؤكد؛ حيث ظهرت مقترحات مختلفة بشأن الحكم وإعادة الإعمار بعد الحرب، لكن لم يحظ أي منها بقبول واسع النطاق"، مبينة أنه "على الرغم من عدم الاستقرار، أعرب العديد من السكان عن عزمهم على البقاء. ومع ذلك، سيستمرون في تحمل النزوح والدمار وعدم اليقين".
كما تشير مصادر مصرية إلى أن "وفداً إسرائيلياً اقترح في القاهرة تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة لمدة 42 يوماً".
وأضافت المصادر أن "المفاوضات لم تتطرق بعد إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تسعى إلى إنهاء الحرب في غزة وتأمين الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة".
وفي ردها، قالت حركة حماس، اليوم السبت، إن المقترح الإسرائيلي بتمديد المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة في غزة "غير مقبول"، مضيفة أن الوسطاء والدول الضامنة مطالبون بإلزام الاحتلال بالالتزام بالاتفاق بمراحله المختلفة.
وقال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم إنه لا توجد مفاوضات حتى الآن مع حماس بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، متهما إسرائيل بـ"التهرب من الالتزام بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة".
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان فجر الأحد إن إسرائيل قبلت الاقتراح الأميركي بوقف مؤقت لإطلاق النار مع حماس في غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح.
وشدد البيان أيضا على أن إسرائيل قد تعود للقتال إذا رأت أن المفاوضات غير فعالة، حيث انتهت يوم السبت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر 42 يوما.
وعلق معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي قائلاً: "إن إسرائيل لم تحقق أهداف الحرب التي حددها المستوى السياسي: فهي لم تدمر القدرات العسكرية والحكومية لحماس بالكامل، وكان إطلاق سراح الرهائن حتى الآن جزئياً فقط".
وقال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يرى المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار مفيدة بسبب الإفراج التدريجي عن الرهائن، لكنه ينظر إلى المرحلة الثانية على أنها فخ من شأنه أن يجبر إسرائيل على الانسحاب الكامل من غزة، مما يحد من قدرتها على استهداف حماس.
فيما قال محللون لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا): إن "نتنياهو يتعرض أيضا لضغوط من أعضاء الحكومة اليمينيين المتطرفين، الذين يؤيدون المرحلة الأولى فقط ويطالبون بضمانات بأن غزة لن تشكل تهديدا لإسرائيل، وإلا فإنهم سينسحبون من الائتلاف. وقد أدت معارضتهم إلى تردد الحكومة في المضي قدما في المفاوضات".