الثلاثاء 20 رَجب 1446هـ 21 يناير 2025
موقع كلمة الإخباري
كتاب مقدس وصلوات.. كواليس حفل تنصيب ترامب رئيساً لأمريكا العلمانية!
خاص ـ كلمة | سراج علي
2025 / 01 / 19
0

بينما سيؤدي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب البالغ من العمر (78 عاماً) اليمينَ الدستورية لولاية رئاسية ثانية، صبيحة يوم الاثنين، فإنّ المزامير وترانيم الكتاب المقدّس (الإنجيل) ستعلو خلال هذا الحفل الذي ينتظره العالم بترقّب كبير.

وعلى خشبة مسرح مبنى الكابيتول الأمريكي في واشنطن، سيقف ترامب ويلقي خطابه التاريخي خلال حفل تنصيبه لولاية ثانية، والتي ستغطّى بمزيج من الفعاليات الدينية وإن كانت مقلّصة بعض الشيء عن الفعاليات التي اعتاد عليها الأمريكيون مع تنصيب رؤساء بلدهم.

وبمجرّد أن ينطق ترامب بالقسم الأمريكي "أقسم رسمياً أنني سأقوم بأداء مهام منصب رئيس الولايات المتحدة بأمانة، وسأبذل قصارى جهدي للحفاظ على دستور الولايات المتحدة وحمايته والدفاع عنه" سيصبح حينها الرئيس الـ (47) للولايات المتحدة الأمريكية.

استعدادات خاصة وبروفة مبكّرة

ووفقاً لما تابعه موقع (كلمة) فقد جرى منذ يومين تأمين مكان التنصيب بعدد كبير من أفراد الجيش الأمريكي، كما تم تقديم (بروفة) لحفل التنصيب قبل سبعة أيام بالتمام.

كما أعلنت لجنة تنصيب الرئيس أيضاً أن ترامب سيشارك مرة أخرى في مراسم التنصيب في كنيسة القديس يوحنا الأسقفية في وسط مدينة واشنطن، بالإضافة إلى خدمة صلاة في كاتدرائية واشنطن الوطنية.

ويظهر من هذه الاستعدادات أن حفل التنصيب هذه المرّة يكون محاطاً جداً بالتقاليد والأعراف الدينية.

فقد ذكرت وسائل الإعلام أنّ ترامب سيستخدم نسختين من الكتاب المقّدس، نسخة شخصية أهدتها له والدته في عام (1955)، ونسخة لينكولن التاريخية من الكتاب المقدس، وهو مجلد مغطى بالمخمل استخدم في حفل تنصيب الرئيس أبراهام لينكولن في عام (1861).

كما قالت لجنة التنصيب الرسمية: إن "نائب الرئيس جي دي فانس سوف يقسم أيضاً على نسخة شخصية من الكتاب المقدس، وهي نسخة عائلية كانت تملكها جدته الكبرى من جهة والدته".

وبعد ذلك، سيلقي ترامب خطاب تنصيبه الذي سيحدد فيه الرئيس أهدافه للأعوام الأربعة المقبلة.

ومن المقرر أن يتوجه ترامب بعد ذلك إلى غرفة الرئيس - القريبة من قاعة مجلس الشيوخ - للتوقيع على وثائق رئيسية.

وسيحضر بعد ذلك غداءً تنظمه اللجنة المشتركة في الكونجرس حول مراسم التنصيب، ثم يتبع ذلك استعراض عسكري ينطلق من مبنى الكابيتول على طول شارع بنسلفانيا إلى البيت الأبيض، رغم أنه ليس من الواضح كيف سيتم تعديل الاستعراض العسكري هذا العام.

وفي وقت لاحق من مساء الاثنين، سيظهر ترامب في ثلاث حفلات تنصيب في جميع أنحاء المدينة تتمثل بـ (حفل القائد الأعلى، وحفل تنصيب الحرية، وحفل ستارلايت)، ومن المتوقع أن يلقي كلمة في الاجتماعات الثلاثة.

رئيس متدين أفضل من رئيس شاذ!

ويعتقد الكثير من الأمريكيين ممن تابع موقع (كلمة) تعليقاتهم وتدويناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أن من المهم أن يكون رئيس بلادهم منتمٍ دينياً وليس شاذاً كما كان يرون ذلك في شخصية الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن.

ووفقاً لوسائل الإعلام الأمريكية التي تابعها موقعنا، فقد كانت المسيحية "جزءاً من مراسم تنصيب الرئيس منذ وضع جورج واشنطن يده على الكتاب المقدس أثناء أداء القسم لأول مرة. وقد دعا الرؤساء الجدد القساوسة لإلقاء الدعاء، واستشهدوا بآيات من العهدين القديم والجديد بحرية، وذهبوا إلى الصلوات قبل وبعد المراسم".

في حين ذكر تقرير لمجلّة (التايم) ترجمه (كلمة) أنّ "تحرّكات ترامب وتأكيده على التقاليد الدينية خلال حفل التنصيب وهو ما فعله في فترة ولايته الأولى نجحت في استقطاب جمهور واسع من الإنجيليين".

وبيّنت بأن "الطرق التي دعا بها ترامب في خطاب تنصيبه السابق كانت صريحة بشكل غير عادي؛ فقد وعد بتوحيد العالم المتحضر ضد الإرهاب المتطرف"، وقال: إن الوحدة ستكون ولاءً كاملاً للولايات المتحدة الأمريكية". ثم استشهد بمزمور لداود من الكتاب المقدس لدعم سياسته. "يخبرنا الكتاب المقدس، "ما أجمل وأطيب أن يعيش شعب الله معًا في وحدة".

وفقاً للتقرير فقد كان الإنجيليون البيض "يشكّلون جوهر الدائرة الانتخابية لترامب، ونسبة (81٪) منهم صوتوا لصالحه في شهر (نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي). كما قامت حملة ترامب بترقية الوعاظ التلفزيونيين الذين لعبوا دوراً مركزياً في لجنته الاستشارية الإنجيلية".

زعماء دينيون في الحفل بينهم شيعي!

كما اختار ترامب هذه المرّة مجموعةً من الزعماء الدينيين للصلاة في حفل تنصيبه يوم الاثنين، على الرغم من أن التغييرات في الخدمات العبادية المخطط لها في كاتدرائية واشنطن الوطنية وكنيسة القديس يوحنا، التي سوف تجعل من الصعب على الرئيس القادم ترك بصمته على التجمعات الدينية الأخرى المحيطة بتنصيبه.

وتشمل قائمة الزعماء الدينيين، وفقاً للمتحدث باسم اللجنة الافتتاحية، الكاردينال تيموثي دولان، رئيس أساقفة نيويورك، الذي سيقدم الصلاة الافتتاحية إلى جانب القس فرانكلين جراهام، رئيس جمعية بيلي جراهام الإنجيلية.

وسيقدم البركة الحاخام آري بيرمان، رئيس جامعة يشيفا؛ والسيد هشام الحسيني رئيس مركز كربلاء الإسلامي في ديربورن بولاية ميشيغان؛ والقس لورينزو سويل، الذي يخدم كنيسة 180 في ديترويت؛ والقس فرانك مان، وهو كاهن من أبرشية بروكلين في نيويورك.

ويحتل القس سيويل جراهام المكانة الأرفع من بين هؤلاء نسبةً إلى علاقته السابقة مع ترامب، حيث تحدّث في المؤتمر الوطني الجمهوري الذي انعقد في العاصم المنصرم قائلاً: إن "الله يخطط لاستخدام ترامب لمثل هذا الوقت" بحسب قوله.

ويأتي كذلك دور الحسيني أحد القادة المسلمين الذين أعربوا عن دعمهم لترامب خلال الشهر الأخير من الحملة، مما ساعد في تعزيز فوز الجمهوريين المفاجئ في ديربورن، موطن ناخبين مسلمين ديمقراطيين كبيرين ولكن تقليديًا أعربوا عن إحباطهم. من دعم الرئيس جو بايدن القوي لإسرائيل وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس.

وأعلنت لجنة تنصيب ترامب أيضًا أن ترامب سيشارك مرة أخرى في مراسم التنصيب في كنيسة القديس يوحنا الأسقفية في وسط مدينة واشنطن، بالإضافة إلى خدمة صلاة في كاتدرائية واشنطن الوطنية.

ولكن على كل حال، تم تقليص الخدمات نفسها بطرق لا تسمح لترامب وفريقه إلا بفرص قليلة، إن وجدت، لتغيير البرنامج.

فقد أعلنت كنيسة القديس يوحنا أن خدمة يوم التنصيب في الصباح الباكر يوم الاثنين (20 يناير) لن تتضمن تقديم عظة دينية، وهو تغيير عن السنوات الماضية، بما في ذلك في تنصيب ترامب الأول في عام (2017)، عندما ألقى القس روبرت جيفريس من الكنيسة المعمدانية الأولى في دالاس عظة في الكنيسة بعنوان "عندما يختار الله زعيماً".

وقد اتخذت كاتدرائية واشنطن الوطنية موقفاً مماثلاً في (أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، عندما قال المسؤولون: إنه "بغضّ النظر عمن فاز في الانتخابات، فإنهم يخططون لعقد خدمة من أجل الأمة" بحسب قولهم الذي نقلته وكالة (آر أن إس) وترجمها (كلمة).

وذكرت وسائل الإعلام أيضاً أن "الحفل سيضم الصلاة مع المزامير ومقاطع أخرى من الكتاب المقدس تتخللها ترانيم صلواتية وغير حزبية".

الطقس يعاكس حلم ترامب بيوم التنصيب

كما أشارت إلى أن "حفل التنصيب سيتزامن مع رياح قطبية باردة بسبب الصقيع القطبي المتوقع في واشنطن" وهو ما اعتبرته أنه "يقوض آمال الملياردير الجمهوري بمشهدية احتفالية كبرى في مستهل ولايته الثانية".

وفي ظل هذه الأوضاع، أعلن ترامب إجراء تعديل على برنامج تنصيبه، وذكر ذلك في منشور له على منصّته الخاصة (تروث سوشيال) قائلاً: "رياح قطبية تضرب البلاد، ولا أريد أن أرى الناس يتأذون أو يتعرضون للإصابة بأي شكل"، مضيفاً "لذا أمرت بأن يلقى خطاب التنصيب وكذلك أداء الصلوات وباقي الخطابات في القاعة المستديرة لمبنى الكابيتول".

وبفعل هذا التعديل، لن يقف ترامب على درج مبنى الكابيتول المطل على متنزه ناشونال مول الذي يستضيف تقليدياً جماهير غفيرة تتقاطر لحضور حفل تنصيب الرؤساء.

وتاريخياً، تعود المرة الأخيرة التي أجريت فيها مراسم التنصيب داخل مقر الكونغرس لعام (1985) حين أدى الرئيس رونالد ريغان اليمين الدستورية لولايته الثانية داخل مبنى الكابيتول بسبب الصقيع حينها أيضاً.

ومع ذلك، لم يظهر ترامب أي إحباط جراء معاكسة الظروف الجوية لحلمه بيوم التنصيب المنتظر، حيث قال: إن "المراسم في داخل مقر الكونغرس ستكون تجربة جميلة جداً للجميع، خصوصاً للجمهور التلفزيوني العريض".

وتتوقّع الأرصاد الجوية أن تصل درجات الحرارة في واشنطن يوم الاثنين في وقت تنصيب ترامب إلى نحو (7 درجات مئوية) تحت الصفر، لكن الشعور بالبرد سيكون أكبر بسبب الرياح الباردة.



التعليقات