الأربعاء 3 جمادى الآخرة 1446هـ 4 ديسمبر 2024
موقع كلمة الإخباري
كلمة يتتبّع زمنياً جهود العتبة العباسية لــ "إغاثة اللبنانيين"
بغداد ـ كلمة الإخباري | خاص
2024 / 12 / 02
0

خدمات إغاثية عديدة وأخرى طبية وعلاجية وإسكانية وأطنان من المواد الغذائية، هي أبرز ما قدّمته العتبة العباسية في محافظة كربلاء، لأكثر من شهرين متتاليين، في سبيل دعم العوائل اللبنانية الوافدة إلى العراق جراء القصف الإسرائيلي على بلادها.

وفي حين جرى الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، إلا أنّ العتبة العباسية وفقاً لما صرّح به رئيس لجنة الإغاثة محمد الأشيقر لـ (كلمة)، "متواصلة بتقديم المزيد من الدعم والإسناد".


تلبية نداء المرجعية الدينية

وقال الأشيقر: إنّ "العتبة العبّاسية وانطلاقاً من توجيهات المرجعية الدينية العليا وممثلها السيد أحمد الصافي، شكّلت خلية أزمة لإغاثة العوائل اللبنانية، سواء التي نزحت صوب سوريا أو من قدمت إلى العراق لتكون في ضيافة العتبة المقدسة".

وتابع بأنّ "هذه الخلية اضطلعت بمهمة كبيرة في تقديم الدعم والإسناد؛ وإغاثة العوائل المنكوبة، التي تعرّضت للقصف والتهجير والتشريد لمدّة شهرين، وكانت في أمس الحاجة إلى إسعافها وتلبية احتياجاتها الضرورية".

وانطلاقاً من استراتيجيتها الإنسانية، حرصت العتبة العباسية وفقاً للأشيقر على "التعاطي مع هذه الأزمة الإنسانية باهتمام عالٍ، فأرسلت فوراً قوافلَها الإغاثية المحمّلة بالمواد الغذائية والطبية والملابس وغيرها من الاحتياجات".

وأوضح بأنّ "القوافل الإغاثة وصل عددها حتى الآن (6 قوافل) وجرى تقديمها للعوائل اللبنانية التي نزحت من بلادها صوب سوريا"، مضيفاً بأنّ "الدعم الإنساني للعتبة العباسية شمل افتتاح مستشفى ميداني ومركز طبي ومطابخ لإعداد وجبات الطعام اليومية".

وبيّن الأشيقر بأنّ "اللجنة الإغاثية في العتبة المقدسة بدأت الآن تحضيراتها لتجهيز قافلة المساعدات (السابعة) لإغاثة الشعب اللبناني المتضرّر من العدوان الإسرائيلي".

وأضاف بأنّ "القوافل يجري تزويدها بالمواد الإنسانية عبر لجنة الإغاثة وممثليات المواكب والهيئات الحسينية في المحافظات العراقية إضافة إلى الأهالي والمتبرعين"، مبيناً أن "القافلة تحمل على متنها موادّ غذائية، ولوجستية، وطبية، بالإضافة إلى مستلزمات الأطفال الضرورية".

وتأتي هذه الحملة بهدف التخفيف من معاناة الشعب اللبناني وتلبية احتياجاتهم الأساسية، كما بين الأشيقر.

وزاد بالقول: إن "العتبة العبّاسية استقبلت في الوقت ذاته النازحين اللبنانيين الذين وصلوا إلى مدينة كربلاء المقدسة، وجرى تسكينهم في الفنادق التابعة لها، إضافةً إلى الفنادق التي استؤجرت لتوفير سكن ملائم لهم"، منوهاً إلى أن "هناك العديد من البرامج الثقافية والدينية والدعم النفسي أُقيمت لهذه العوائل المباركة".

وتنطلق المساعدات الإغاثية للعتبة العباسية من مدينة كربلاء باتجاه سوريا على المعبر البري الرابط مع العراق.


أطنان من المواد الإغاثية

من جهته أوضح رئيس قسم الإعلام في العتبة العباسية علي البدري في حديثه لـ (كلمة) أنّ "شهر تشرين الثاني المنصرم شهد إيصال قافلة المساعدات السادسة التي بعثتها العتبة المقدسة لإغاثة العوائل اللبنانية النازحة في سوريا".

وتابع بأن "القافلة جرى استلامها من قبل جنة الإغاثة التابعة للعتبة في سوريا، وكانت محمّلة بـ (500 طن) من المواد الإغاثية، من بينها المواد الغذائية والطبية والأفرشة والبطانيات والمستلزمات الضرورية التي تحتاجها العوائل"، مبيناً أن القافلة تتكون من 20 شاحنة) منها شاحنتان محمّلتان بالموادّ الطبّية والعلاجية، بينما تحمل باقي الشاحنات الموادّ الغذائية والأفرشة".

وأضاف البدري بأنّ "المواد الإغاثية جرى توزيعها على مراكز إيواء النازحين لإيصالها لمحتاجيها، في مختلف المناطق السورية"، لافتاً إلى أن "العتبة المقدسة أخذت في نظر الاعتبار تغير أحوال الطقس وانخفاض درجات الحرارة مع قدوم الشتاء، فحرصت على توفير الملابس الشتوية وغيرها من المستلزمات الضرورية".

ونظراً لهذه الظروف الجوية الصعبة على العوائل النازحة (والحديث لا يزال للبدري) "حرصت اللجنة الإغاثية على تأهيل بناية مناسبة لاستقبال العائلات اللبنانية وتقديم الخدمات الصحية، فضلاً عن تأهيل المستشفى الميداني وإرسال آخر متنقل مجهّز بالأدوية والأجهزة الطبية وفريق من الأطباء المتخصّصين، وقد شملت الخدمات الطبية معالجة نحو (25 ألف حالة مرضية)".

وفي تتبّع زمني لجهود العتبة العباسية في إرسال قوافل المساعدات، فقد انطلقت أولى القوافل الإغاثية بتاريخ (29 أيلول الماضي)، وتضمنت مجموعة من المواد المتنوعة والمستلزمات الضرورية، إضافة إلى الأمور اللوجستية المطلوبة.

في حين انطلقت القافلة الثانية بتاريخ (2 تشرين الأول الماضي)، وشملت (400 طنٍ) من المساعدات الإنسانية، من خلال (40 آلية كبيرة)، إضافة إلى إرسال (3 صهاريج وقود) بسعة (36 ألفَ لتر).

وجرى تجهيز جميع المستلزمات الطبّية والغذائية المتنوّعة التي يحتاجها النازحون اللبنانيون، سواء أكانوا في سوريا أو داخل لبنان، بالإضافة إلى العيادات المتنقّلة لإسعاف الجرحى، ومحاولة نقلهم إلى مستشفى الكفيل التخصّصي في كربلاء المقدسة.

وبعد (5 أيام فقط)، أرسلت العتبة العباسية قافلتها الثالثة لمساعدة العوائل اللبنانية، وحملت معها نحو (1200 طنٍ) من المواد الغذائية، والأدوية، والوقود، والمياه، موزّعة على (55 شاحنة كبيرة).

وبتاريخ (23 تشرين الأول الماضي)، أرسلت العتبة العباسية قافلة المساعدات الإغاثية الرابعة، وضمّت كميات كبيرة من المواد الغذائية والطبية والمستلزمات الحياتية الضرورية.

لتأتي بعدها في مطلع (تشرين الثاني الماضي) قافلة المساعدات الخامسة، والتي حافظت العتبة المقدسة فيها على مسارها في توفير جميع الاحتياجات اللازمة، وتألفت من (19 شاحنة كبيرة) احتوت على (8 آلاف سلة غذائية) و(16 ألف بطانية)، إضافة إلى اللحوم والمواد الغذائية المتنوّعة".


أيام من الدفء والكرم العراقي

عدد من العوائل اللبنانية المحتضنة في محافظة كربلاء من قبل العتبة العباسية، عبّرت من جهتها عن امتنانها لما وصفته بـ "الكرم العراقي الذي لا نظير له"، وثمّنت للقائمين على لجنة الإغاثة "ما قدّموه للبنانيين صغاراً وكباراً ونساءً ورجالاً على مدى الأزمة الإنسانية التي عصفت به وببلادهم".

كما أكّدت بأنّ "ما رأته هنا وحتى أقاربهم من العوائل النازحة إلى سوريا، لا يمكن يُنسى أبداً، وسيظلُّ في ذاكرة كل من عاش هذه الأزمة الخانقة، وتلقّى الرعاية اللازمة من العتبة العباسية والمرجعية الدينية".

وفي حين تستعد هذه العوائل للعودة، شكرت العتبة العباسية والمرجعية الدينية في النجف وكل الإغاثيين الذين لبّوا نداءها وهرعوا لتلبية احتياجاتها في ظل ظروفها المأساوية.


إشادات متتالية للجهود الإغاثية

يوم الأحد الموافق (24 تشرين الثاني المنصرم) أشادت رئاسة الوزراء على لسان مستشارها لحقوق الإنسان ورئيس اللجنة العليا لإغاثة الشعب الفلسطيني واللبناني، بحملات العتبة العباسية الإغاثية.

واعتبر الدكتور زيدان العطواني الذي زار محافظة كربلاء أن "الخدمات والإمكانات التي جعلتها العتبة العباسية تحت تصرّف العوائل اللبنانية النازحة إلى سوريا والوافدة إلى العراق، أمر يستحق الثناء والتقدير". 

وبيّن أن "العتبة العباسية عملت على تأمين المساعدات الإنسانية وإرسالها للنازحين اللبنانيين في سوريا".

وفي ظل مثل هذه المساعدات الكبيرة، قال العطواني: إنّ "العتبة العباسية تقدّم نموذجاً متميزًا في العمل الإنساني المنظّم، إذ يتم توزيع المساعدات وفقًا لخطط مدروسة تلبي احتياجات المستفيدين، ما يعكس القيم العراقية الراسخة في دعم الأشقاء العرب".

وأضاف "اطّلعنا على عددٍ من الفنادق التي يقيم فيها ضيوف العراق من الشعب اللبناني، إذ لمسنا منهم تقديرًا كبيرًا للجهود المبذولة من قبل العتبة المقدسة في توفير المستلزمات وما يحتاجون إليه".








التعليقات