أظهرت التكتيكات العسكرية والرشقات الصاروخية التي يسدّدها حزب الله اللبناني على الجيش الإسرائيلي، توسّع هذه الضربات لتشملَ مناطق تلوى الأخرى استوطنها الإسرائيليون، وكانت فيما مضى مدناً فلسطينية ينعمُ فيها أهلها بسلام.
وبعد كلمةِ أمين حزب الله الشيخ نعيم قاسم يوم الأربعاء (20 تشرين الثاني الجاري)، تتصاعد المواجهة التي وصفها المحللون والمراقبون بـ "الحاسمة". كما قال في كلمته أن "فشل العدو في تحقيق أهدافه يعدّ انتصاراً".
الأهداف التي لم يحققها الجيش الإسرائيلي كما بين قاسم، أوضحها بالقول: إنّ "حزب الله يقاتل على جبهتين رئيسيتين، أولهما إسناد غزّة، والثانية منع العدو من الزحف".
وأشار إلى أن "على العدو أن يتوقع الرد على وسط تل أبيب إذا استهدف بيروت".
وأكّد أيضاً بأن "المقاتلين مستعدون لخوض معركة طويلة، مع الحفاظ على القدرة على الوصول إلى الخطوط الأمامية، وإجراء التبديلات، وتوفير السلاح".
فيما أفصح عن أكثر عن مستقبل هذه المواجهة، حين قال "سنظل في الميدان ونقاتل مهما ارتفعت الكلفة، وسنجعلها عالية باهظة، وسنرد اعتداء العدو ونحن في موقع الدفاع".
وأشار أمين حزب الله أنه "بعد شهرين من الحرب على لبنان النتيجة هي صمود أسطوري للمقاومة ومعركتنا الثانية بعد معركة إسناد غزة بدأت منذ شهرين هذه المعركة أسميناها (معركة أولي البأس) وهي لصدِّ العدوان الشامل على لبنان".
ووفقاً لما تابعه موقع (كلمة) الإخباري، عن خطوط المواجهة الجديدة والضربات العسكرية التي سدّدها حزب الله اليوم، فقد وصلت رشقاته الصاروخية إلى مناطق عدة تابعة لإسرائيل وأخرى تتجمّع فيها عناصر تابعة له، إلى جانب تدمير دبابات تابعة.
المناطق التي سدد حزب الله صوبها رشقاته الصاروخية، اليوم السبت، تمثلت بــ "مستوطنة إيلين هشاحر، والأطراف الشرقية لبلدة البياضة، ومستوطنة برعام، قاعدة مشمار الكرمل للدفاع الجوي، تجمع إسرائيلي شرقي مدينة الخيام، وآخر في بلدة شمع جنوبي لبنان، وكريات شمونة، ومستوطنة ديشون".
وخلال موقف اليوم ذاته، واصلت كتائب القسّام وحركة حماس الفلسطينية توجيه ضرباتها صوب الجيش الإسرائيلي، وقد نجح ما وصفه أمين حزب الله بـ "إسناد غزّة" بتوفير غطاء لها وإحداث فارقٍ جديد في المواجهة، بعد سقوط قتلى من الجيش الإسرائيلي وتدمير آلياته العسكرية.
وبالعودة على ما ورد في كلمة أمين حزب الله، فقد قال في ختامها إنّ "نتنياهو أعلن أهدافه الكبرى، فتبين أنه يريد الشرق الأوسط الكبير، لكن النتيجة كانت صموداً أسطوريا للمقاومة وعندما لا تحقق تل أبيب أهدافها؛ يعني أننا انتصرنا ونحن نواجه أهدافها في لبنان".
ورغمَ هذه المواجهة المحتدمة ما بين حزب الله وإسرائيل، رسم الشيخ قاسم أملاً لكل اللبنانيين، حيث قال: "بعد وقف العدوان سنبني بالتعاون مع الدولة والدول الصديقة، وسيعود كل لبنان أجمل وأفضل".