يعد معدل ضربات القلب أثناء الراحة أحد المؤشرات الأساسية لصحة القلب واللياقة البدنية، وقد أصبح بإمكان ملايين الأشخاص تتبعه يوميًا بفضل الساعات الذكية. هذه الأجهزة تقدم إشعارات إذا تجاوز معدل ضربات القلب مستوى معين، مما يساعد في مراقبة المخاطر المحتملة مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
لكن الخبراء يحذرون من أن هذه الأجهزة قد لا تكون دقيقة دائمًا في قياس صحة القلب. تعمل الساعات الذكية على قياس معدل ضربات القلب باستخدام مستشعرات ضوء صغيرة، مما يعني أن دقة القياس قد تتأثر في حال كان الجهاز غير مثبت بشكل صحيح أو في حالات معينة مثل الأشخاص ذوي البشرة الداكنة أو من لديهم وشوم على معاصمهم، حيث يمكن أن تؤثر هذه العوامل على دقة القياس.
تعتبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) أن المعدل الطبيعي لضربات القلب للبالغين يتراوح بين 60 و100 نبضة في الدقيقة. ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن المعدل المثالي يختلف حسب العمر، فمثلًا أظهرت دراسة أن الرجال في الخمسينيات الذين بلغ معدل ضربات قلبهم 75 نبضة في الدقيقة كانوا أكثر عرضة للوفاة مرتين مقارنة بأولئك الذين كان معدل ضربات قلبهم 55 نبضة أو أقل.
ومن جهة أخرى، تشير بيانات مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض الأمريكية (CDC) إلى أن المعدل المثالي لنبضات القلب هو أقل من 60 نبضة في الدقيقة، مع تفضيل المعدل الأمثل بين 47 و57 نبضة في الدقيقة، وهو ما يُرصد غالبًا لدى الرياضيين المحترفين.
تتفاوت المعدلات المثالية وفقًا للعمر والجنس، حيث يتراوح معدل ضربات القلب في الراحة للرجال بين 18 و25 عامًا بين 40 و52 نبضة في الدقيقة، ويصل إلى 52-55 نبضة في الدقيقة لدى الرجال الذين يزيد عمرهم عن 65 عامًا. أما لدى النساء، فيتراوح المعدل في الراحة بين 40 و48 نبضة في الدقيقة للنساء الرياضيّات بين 18 و25 عامًا، ويصل إلى 52-55 نبضة في الدقيقة للنساء فوق سن الـ65.
إضافة إلى معدل ضربات القلب، يعتبر تقلب معدل ضربات القلب (HRV) مؤشرًا مهمًا آخر على صحة القلب، حيث يعكس قدرة القلب على الاستجابة للتغيرات الفسيولوجية والضغوط اليومية. ويُلاحظ أن هذا المقياس يكون منخفضًا لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية.
وفي الختام، ينصح الخبراء بعدم الاعتماد الكامل على الأجهزة الذكية في تتبع صحة القلب، خاصة في الحالات التي تظهر فيها أعراض لمشاكل قلبية. ورغم أن هذه الأجهزة يمكن أن تساعد في مراقبة بعض المؤشرات، إلا أن استشارة الطبيب تبقى أساسية عند ظهور أي علامات مقلقة.