نجحَ مشروع مزارع الساقي التابع للعتبة العباسية في كربلاء، بزراعة (38 ألف نخلة) من (110 أصناف) من التمور المميزة، إلى جانب تربية الدواجن والماشية لرفد السوق المحلية بمنتجات التمور واللحوم وبيض المائدة.
وجرى إنشاء المشروع ضمن مشروع أكبر يتمثل بمشروع (الساقي) الذي تصل مساحته الكلية لـ (10 آلاف و250 دونماً) يتضمن تحويل المياه الجوفية إلى نهر ثالث يرفد محافظات الوسط والجنوب بالمياه الصالحة للشرب، فضلاً عن استثمار جزء من المساحة الموجودة للزراعة وتربية الحيوانات.
وبحسب معلومات كشفت عنها إدارة العتبة العباسية وتابعها (كلمة) الإخباري، فإن هذا المشروع "جاء لمواجهة أزمة المياه التي بدأت تُلقي بظلالها على العالم بصورةٍ عامّة وعلى العراق بصورةٍ خاصّة، من خلال قلّة مناسيب مياه نهري دجلة والفرات، لذا أصبح من الضروريّ اللجوء والاستعانة بالمياه البديلة المتمثّلة بمياه الآبار".
وتابعت بأنه "من هذا المنطلق تبنّت إدارة العتبة هذا المشروع بالتنسيق مع دوائر الدولة في المحافظة ودائرة الزراعة والآبار".
وأوضحت بأن المشروع يحقق عدداً من الأهداف "أهمّها توفير خزينٍ مائيّ بالاعتماد على المياه الجوفيّة، التي يُمكن الاستفادة منها في حالة حدوث أيّ طارئ أو أيّ أزمةٍ مائيّة خانقة، والتي بدأت مؤشّراتها تظهر عاماً بعد آخر، وذلك عن طريق حفر (52) بئراً، مع استثمار باقي المساحة لزراعتها بعددٍ من المحاصيل الزراعيّة ومنها النخيل".
فيما قال مدير المشروع، زكي صالح في حديث صحفي تابعه (كلمة): إنّ "مشروع مزارع الساقي أنشأته العتبة العباسية في كربلاء على مساحة (1000 دونم) ضمن مشروع الساقي، وقد كان سابقاً عبارة عن أرض جرداء ومخازن للعتاد الحربي ويقع تحديداً قرب منطقة الأخيضر".
وتابع بأن "العتبة العباسية بذلت جهوداً كبيرة في المجال الزراعي، ومنها هذا المشروع الذي حوّل صحراء المحافظة إلى مروج خضراء".
وأوضح أيضاً بأن "المشروع يضم كذلك زراعة أشجار الزيتون والفواكه والحمضيّات، فضلاً عن زراعة المصدّات الطبيعية؛ للمحافظة على البيئة والنخيل من الأتربة عبر زراعة نحو (45 ألف) شجرة كاليبتوز".
وجرى في هذا المشروع استثمار مساحة (5 آلاف دونم) لزراعة المحاصيل الاستراتيجية (الحنطة والشعير)، والاعتماد على مياه الآبار التي يصل عددها لـ (52 بئراً).
بينما يرى مدير قسم الدراسات والتصاميم في مديرية ري بابل، منتظر محمد، خلال زيارته للمشروع أن "هذا الإنجاز الزراعي يعدّ مبعثَ فخر لكلّ العراقيين".
فيما يشير عدد من المختصين والخبراء إلى أن أهمية "هذا المشروع لا تقتصر فقط على رفد السوق بالمنتجات الغذائية فحسب؛ وإنما أيضاً تشغيل الأيادي العاملة".