توقّعت الباحثة المتخصصة في السياسة الخارجية الأميركية تجاه إيران، (أسال راد)، أنه من المرجح أن يجعل سلوك ترامب، الذي لا يمكن التنبؤ به، العديد من العواصم العالمية غير مرتاحة بشأن فوزه.
جاء ذلك في تصريحات أوردتها وسائل إعلام غربية وتابعها "كلمة".
وتعتقد الباحثة أنه "بما أن إيران على وجه الخصوص كانت الهدف الرئيسي للسياسة الخارجية لإدارته السابقة، بانسحاب الأخيرة من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة فرض العقوبات بموجب سياسة الضغط القصوى، فهناك الكثير من الغموض والترقب بخصوص مستقبل علاقات الدولتين".
لكن ترامب صرح في وقت سابق أنه يمكن أن يبرم صفقة جديدة مع إيران، وحتى إدخالها في اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل دون تقديم تفاصيل حول كيفية قيامه بذلك.
وعندما سئل عما إذا كان سيعيد التفاوض على اتفاق مع إيران إذا أعيد انتخابه، قال ترامب "بالتأكيد، سأفعل ذلك" وأضاف "علينا أن نعقد صفقة لأن العواقب مستحيلة".
من جهته اعتبر ديفيد دي روش، أستاذ الدراسات الأمنية بجامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون، والمسؤول السابق بحلف الناتو ووزارة الدفاع الأميركية، "أن على إيران أن تكون قلقة للغاية من وصول ترامب مجددا للحكم". واتفق خبير الشؤون الدولية ولفغانغ بوستزتاي، مع هذا الطرح.
وذكر بوستزتاي في تصريحات تابعها "كلمة": أنه "في إستراتيجية الأمن القومي الأميركي لعام 2017 عند بداية حكم ترامب، تم تسمية إيران كواحدة من أهم التهديدات للشرق الأوسط والمصلحة الوطنية الأميركية. وقالت إن الولايات المتحدة ستعمل مع الشركاء لحرمان النظام الإيراني من جميع الطرق المؤدية إلى سلاح نووي وتحييد النفوذ الإيراني الخبيث".
وأضاف الخبير أن علينا "تذكر تصريحات ترامب الأخيرة حول الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل، حيث أوصى الإسرائيليين بضرب البرنامج النووي الإيراني أولا، ولا أعتقد أن نهجه قد تغير. وإذا حدث هجوم صاروخي إيراني آخر، أعتقد أنه سيشجع الإسرائيليين على الانتقام على نطاق واسع، حتى قبل تنصيبه الرسمي".
من جانبه، أشار السفير ديفيد ماك، المساعد السابق لوزير الخارجية، والخبير حاليا بالمجلس الأطلسي، إلى إمكانية أن يجدد ترامب، بل ويزيد من الضغوط الأميركية على إيران والقوى المدعومة منها في الدول العربية.
وأشار السفير ماك إلى أنه "من غير المرجح أن يفضّل ترامب العودة إلى الاتفاق النووي إلى جانب تخفيف العقوبات الأميركية على إيران. وأشكّ في أن ترامب يريد أن تخوض الولايات المتحدة حربا مع إيران، لكنه قد يخطئ في الحسابات ويخطئ في واحد من قراراته المهمة بهذا الخصوص".
أما الخبيرة أسال راد فقد أشارت إلى أنه "من الجانب الإيراني، فقد أشار الرئيس الجديد مسعود بزشكيان إلى أنه يريد التعامل مع الولايات المتحدة من أجل معالجة القضية النووية وتأمين تخفيف العقوبات. ومع ذلك، فإن التفاوض مع الرئيس ترامب معقد بسبب حقيقة أن إدارته اغتالت الجنرال قاسم سليماني في عام 2020. وفي الوقت نفسه، أظهرت الحكومة الإيرانية براغماتية في مناسبات عديدة، وربما لا تزال ترغب في حل المأزق الحالي وتريد تخفيف التوترات في المنطقة".
ولم يستبعد الخبير دي روش التوصل لاتفاق جديد بين ترامب وإيران. وقال إنه "رغم أن ترامب رئيس يهتم بالسياسة الداخلية بصفة أساسية، ولا يكترث كثيرا للقضايا الخارجية، فإنه يهتم كثيرا بكيفية النظر إليه وما سيكون عليه إرثه".
ويشعر ترامب، كما يقول دي روش، أن سياسة الضغط القصوى لم تُعطَ الوقت الكافي كي يظهر تأثيرها، ومن هنا سيفرض عقوبات جديدة منذ البداية ويوسعها، وسيستفيد بشكل كامل من ضعف الموقف العسكري الإيراني حاليا.
وأوضح الخبير أن "كل ذلك سيكون هدفه إضعاف إيران بما يكفي لقبول صفقة جديدة تشمل الصواريخ وحلفاءها في المنطقة، بالإضافة إلى البرنامج النووي، ويوقعها معهم ترامب شخصيا".
خلال فترة رئاسته الأولى، اتبع ترامب نهجًا متشددًا تجاه إيران، بما في ذلك الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات صارمة.
بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، هناك قلق بشأن مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران.
وعين ترامب براين هوك، الذي كان المبعوث الخاص لإيران في إدارته الأولى، في منصب مهم، مما يرسل رسالة تشديد ضد إيران.
ومن غير المرجح أن يفضّل ترامب العودة إلى الاتفاق النووي وتخفيف العقوبات على إيران،
ولكن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق جديد بين ترامب وإيران، رغم الصعوبات الناجمة عن اغتيال الجنرال قاسم سليماني، وفقاً لمحللين.