في مثل هذا اليوم (الأول من شهر جمادى الأولى ـ سنة 1309 هـ/ 1890 م)، وقفت المرجعية الدينية بوجه الاستعمار البريطاني الذي أرادَ فرض سيطرته الكاملة على إيران، حيث أصدر المرجع الديني السيد محمد حسن الشيرازي (ت: 1895م) فتواه التاريخية التي عُرفت بفتوى التنباك (التبغ)، وقادت إلى ثورة شعبية عارمة في البلاد.
أصدرت المرجعية هذه الفتوى بعدما منح الملك القاجاري في إيران ناصر الدين شاه، حق بيع وشراء التبغ في إيران لصالح شركة بريطانية، ولكن الأخيرة كانت تخطّط لأكثر من ذلك، وكانت تريد أن يدوم استعمارها للبلاد إلى الأبد.
وعلى إثر الفتوى التي أصدرها الشيرازي بتحريم التدخين واستخدام (التبغ)، أدى إلى إلغاء الاتفاقية وإبطال كل امتيازات زراعة وتجارة التبغ أمام الشركة البريطانية، فيما نجحت الثورة أيضاً بإخراج أكثر من (400 ألف) بريطاني من الأراضي الإيرانية.
وجاء في نص فتوى المرجعية: إن "استعمال التنباك (التبغ) حرام بأي نحو كان، ومن استعمله كان كمن حارب الإمام المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف)".
ووفقاً للمصادر التاريخية والروايات الواردة عن هذا الحدث التاريخي، فقد امتنع الإيرانيون عن التدخين، كما أقدموا على كسر أدوات التدخين (النرجيلة)، ووصل الأمر حتى إلى بلاط الشاه الإيراني، عندما امتنعت زوجته عن تحضير (النرجيلة) له وأقدمت على كسرها، التزاماً بفتوى المرجعية الدينية.
والسيد الشيرازي هو الميرزا محمد حسن الشيرازي الملقّب بـ (المجدّد الشيرازي)، المولود في مدينة شيراز عام (1815 م)، ونال درجة الاجتهاد في حوزة النجف الأشرف بعد قدومه إلى العراق عام (1879)، واُختير للمرجعية الدينية بعد وفاة أستاذه الشيخ الأنصاري المعروف بـ (الشيخ الأعظم) وذلك سنة (1281 هـ)، كما أنه يعتبر مؤسس الحوزة الدينية في مدينة سامراء، وله أنشطة وفعاليات عديدة خلال مرجعيته الدينية.
وبعد وفاته جرى دفن جثمانه في مرقد الإمام علي (عليه السلام) بمدينة النجف الأشرف، ويروى أن مجالس العزاء على روحه استمرّت عاماً كاملاً.