حتّى هذه اللحظة تؤكّد دول عديدة ومنظمات حقوقية أن إسرائيل أصبحت منبوذةً بسبب اعتداءاتها المستمرّة على المدنيين في غزة، والتي خلّفت مئات الآلاف من الضحايا بينهم النساء والأطفال وأتت على تدمير ما يمس حياة الفلسطينيين.
واليوم، تواجهُ إسرائيل عزلةً دبلوماسية متصاعدة، إلى جانب نكران أفعالها حتى في المحافل الرياضية والفنية العالمية، ناهيك عن الصدمة النفسية التي تصيب جيش الكيان يوماً بعد آخر.
يقول الصحفي والناشط الحقوقي (روبرت إنلاكش) في إفادة له ترجمها (كلمة): إن "هناك خسائر كبيرة مُنيت بها إسرائيل بالكامل، ولكنها لا تريد الاعتراف بها؛ بسبب الرقابة العسكرية التي تحجب هزائم ساحة المعركة، ولكنها بدأت تؤثر على قواتها نفسياً".
ومؤخراً، أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية الإسرائيلية عن تنامي انعدام الثقة والتوترات داخل وحدة الكوماندوز النخبوية (إيجوز)، مما يسلط الضوء على المخاوف بشأن ضعف عملية اتخاذ القرار في جنوب لبنان ويثير تساؤلات حول فعالية الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية.
هذا على المستوى العسكري والدبلوماسي، ونجد الأمر ذاته في المحافل الدولية والفعاليات التي تشارك فيها إسرائيل؛ ولكنّها تخرج بــ "خيبة كبيرة"، بسبب رفضها من قبل المشاركين في هذه المحافل.
إن إشارات نبذ إسرائيل، ثقافيًا واقتصاديًا أصبحت واضحة وعميقة، من خلال رصدنا السريع هذا:
- منعت إندونيسيا وجزر المالديف حاملي جوازات السفر الإسرائيلية من دخول البلاد.
- قطعت تركيا جميع الروابط التجارية مع إسرائيل.
- انخفاض السياحة الوافدة إلى إسرائيل بنسبة (76%) في النصف الأول من هذا العام مقارنةً بالعام السابق.
- واجه الوفد الإسرائيلي في مسابقة الأغنية الأوروبية موجة من الانتقادات والنبذ من دول أخرى.
- كما أدار مشجعو كرة القدم الإيطاليون ظهورهم للنشيد الوطني الإسرائيلي.
- وفي توقعاته لشهر يوليو 2024، عدّل بنك إسرائيل توقعاته للنمو إلى 1.5٪ لعام 2024، من توقعاته السابقة البالغة 2.8٪. وخفضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني التصنيف الائتماني لإسرائيل بمقدار درجتين.
- وبعد ستة أشهر من بدء الحرب الانتقامية التي شنتها إسرائيل على غزة، أصدرت محكمة العدل الدولية حكماً مؤقتاً يفيد بوجود خطر انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني.
والآن، بعد مرور عام كامل على الجريمة، تظهر خسارة إسرائيل مهما حاولت أن تصنع، فيما يبرز سؤال رئيسي يتلخّص في الكيفية التي تتعامل بها القيادة والمجتمع الإسرائيلي مع حقيقة مفادها أن أغلب دول العالم تبنّت قضية الفلسطينيين وسقطت هي في شرّ أعمالها.