هل يجوز رفع الصوت بالصلاة على محمد وآل محمد (عليهم السلام) داخل العتبات المقدسة، كما هو المألوف عند كثير من العوام في حرم الحسين (عليه السلام) وغيره. وهل هو مصداق لقوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له﴾(١)؟
الجواب: يستحب رفع الصوت بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما في الحديث الصحيح عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ارفعوا أصواتكم بالصلاة عليّ، فإنها تذهب بالنفاق»(٢).
وأما الآية الكريمة فإنها واردة لرفع الصوت المنافي للآداب، والمبني على الاستهوان به، كما روي عن بعض أهل الجفاء أنهم أتوه، فنادوه ـ وهو في حجرته وهم في الخارج ـ أن اخرج إلينا يا محمد. فآذى ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فنزلت الآية ردعاً لهم.
ولا تشمل الآية على ما إذا كان رفع الصوت تكريماً له (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو تمجيداً لله تعالى، أو في مقام أداء الواجب، كما كان يرفع بمحضره الصوت بالأذان صباحاً ومساءً، وكان الشعراء والخطباء يلقون في المحافل بين يديه الشعر في مدحه (صلى الله عليه وآله وسلم) والخطب، وكانوا يرفعون أصواتهم عند الحرب ونحوها من المناسبات المقتضية لذلك.
فما يفعل في المشاهد المشرفة من رفع الصوت بالصلاة عليه من أفضل القربات، إلا أن يخاف من ترتب الضرر على القائل أو غيره من المؤمنين، فيحرم لذلك، لا لحرمة رفع الصوت بنفسه.
الهوامش
••••••••••••••••
(١) سورة الحجرات الآية: ٢.
(٢) وسائل الشيعة: ٧/ ١٩٣.