السبت 18 ربيع الأول 1446هـ 21 سبتمبر 2024
موقع كلمة الإخباري
لماذا نحتاج إلى الدين؟ .. شهادات لعائدين من الجحيم!
الشيخ مقداد الربيعي
2024 / 08 / 16
0

في خضم المسيرة البشرية نحو الفهم والارتقاء، تبرز الحاجة الملحّة للمعنى والغاية كواحدة من أهم التحديات التي تواجه الإنسان في مختلف العصور. ومع تنامي الاتجاهات الفكرية والفلسفية المتنوعة، يبقى الدين حجر الزاوية الذي يمنح الحياة بُعدًا روحانيًا ومعنويًا لا يمكن للإلحاد أن يوفره. يُنظر إلى الدين على أنه المنبع الأصلي الذي يستقي منه الإنسان القيم والمبادئ التي تجعل لحياته معنى، في حين يقود الإلحاد إلى العدمية والفراغ الوجودي، مما يسلط الضوء على الفجوة العميقة التي يملؤها الدين في حياة الفرد والمجتمع.

نحاول في هذه المقالة عرض مجموعة من التجارب الشخصية لأشخاص اختاروا السير في طريق المادية والألحاد، فسقطوا في بئر العدمية وفقدان المعنى، ولم ينقذهم سوى العودة للدين، فهو الوحيد القادر على إضفاء المعنى والشعور بالجدوى والهدف على حياة الإنسان، هذا الظمأ، والتوق الغريزي للروحانية دفع بهؤلاء نحو أمراض نفسية انتهت بالبعض منهم للانتحار، والبعض الآخر للسقوط في قاع المخدرات والجنس ونحوها، بينما لجأ قسم ثالث الى السحر والشعوذة للتعويض.

شهادات لعائدين من الجحيم

يشاركنا الكاردينال شونبورن، في كتابه المتميز "من يحتاج إلى الله؟"، تجربته الشخصية المؤثرة: «حاولت في شبابي، عام 1967، وهي سنة عصيبة شهدت ذروة الثورة الطلابية في ألمانيا. كنت حينها في الثانية والعشرين من عمري. على الرغم من أنني كنت أعيش في الدير، إلا أنني في خضم تلك الأزمة الكبيرة التي قلبت كل شيء رأسًا على عقب، حاولت جاهدًا ألا أصلي لمدة عام كامل. كان البعض يدافع عن فكرة أن الصلاة عبث لا طائل منه، وأن الأفعال هي المهمة. وكانت فكرتي العظيمة في ذلك الوقت هي الانخراط في العمل الاجتماعي، وبالفعل انخرطت بكل حماس وطاقة في مساعدة المشردين ومدمني الكحول والمحتاجين، وتوقفت عن الصلاة لمدة عام. في الواقع، ربما كنت قد صليت بعض الصلوات، لكنني كنت أحاول التخلص من هذه العادة بشكل متعمد. المثير للدهشة أنه في البداية، لم أشعر بأي نقص أو فراغ، شعرت بنوع من التحرر من عبء، واعتقدت أن هذه هي الحرية الحقيقية؛ ألا أضطر للاستيقاظ مبكرًا للصلاة الجماعية، وأن أعيش بلا أي قيود أو التزامات أو تعب ناتج عن الصلاة المستمرة. ولكن مع مرور الأشهر، بدأت ألاحظ أن الأمور أصبحت باهتة، فقدت ألوانها وبريقها. لا أعرف ما الذي كان سيحدث لو لم يلمسني في تلك اللحظة فضل إلهي حقيقي.

إن مسار حياة الكاردينال شونبورن يتوازى بشكل مذهل مع مسار أجيال بأكملها رأت في "إزالة الروحانية من العالم" تحررًا، ولكنهم وجدوا أنفسهم، بعد فترة وجيزة من المتعة الزائلة، أمام فراغ وجودي بدون هدف حقيقي.

لقد أدى التطرف في النزعة الاستهلاكية والسعي وراء اللذة الحسية إلى نتائج مريرة، سواء لأولئك الذين استهلكوا كل طاقاتهم فيها أو لأولئك الذين حُرموا منها دون إرادتهم.

عصرنا الحديث، الذي يتميز بالفوضى والخمول الروحي، يتحسر على مأساة غياب الروح في العالم، وفي الوقت نفسه، يحارب كل ما يمكن أن يغذي هذه الروح.

يذكرنا هنري دي لوباك في كتابه الرائع "مأساة الإنسانية الإلحادية" الصادر عام 1944، بقوله: «ليس صحيحًا أن الإنسان، كما يُشاع أحيانًا، لا يمكنه تنظيم الأرض بدون الله. ولكن الصحيح أنه بدون الله، لا يمكنه في النهاية إلا أن ينظمها ضد الإنسان. إن الإنسانية الخالية من الله هي إنسانية غير إنسانية».

يمكن للجميع أن يدركوا بسهولة صدق هذا التأمل من خلال استذكار الأحداث المأساوية في تاريخنا الحديث.

سلط الكاتب والرحالة الشهير، سيلفان تيسون، الضوء على هذا الانفصام المأساوي في الروح البشرية بقوله: «فرنسا جنة يسكنها أناس يعتقدون أنهم في الجحيم». كلمات تلخص بعمق تناقضًا صارخًا يعيشه البعض بين النعمة التي تحيط بهم والشقاء الذي يعتريهم.

ومن جهته، يعبر الأكاديمي آلان فينكلكروت، اليهودي العلماني، عن شعوره بأنه "يتيم الله"، كناية عن فقدان الصلة بالمعنى الروحي العميق في عالم يسوده الفراغ. ويأسف في كتابه "الإنسانية المفقودة" على تراجع القيم الروحية والمبادئ الأخلاقية في القرن العشرين. ويشبه ذلك بفقدان السقف الذي كان يحمي ويوجه البشرية، لتحل محله فوضى القيم النسبية والشكوك الوجودية.

لننتقل الآن، إلى شهادة كاتب بارز من القرن العشرين، جاك ماريتين، الذي ذاق طعم هذا الدوار في العدم. يشهد على انتقاله من عالم عدم الإيمان إلى عالم الإيمان. هذه التجربة تستحق أن تُسلط عليها الأضواء. فماريتين هذا هو حفيد جول فيري، الماسوني وأحد مؤسسي الجمهورية الثالثة. وقد نشأ في بيئة جمهورية ومعادية للدين، لكنه أصبح بعد سنوات من تحوله، صديقًا مقربًا للبابا بولس السادس وأحد واضعي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

في كتابها "الصداقات العظيمة"، كتبت زوجته رايسا: «كان الشاب جاك البالغ من العمر 16 عامًا يتمرغ يأسًا على أرضية غرفته، لأنه لم يكن هناك إجابات على كل الأسئلة... هذا القلق الميتافيزيقي، الذي يخترق جذور الرغبة في الحياة ذاتها، قادر على أن يتحول إلى يأس تام، ويؤدي إلى الانتحار... في إحدى أمسيات الصيف، بينما كنا نسير أنا وجاك في حديقة النباتات، قررنا أن نثق بالمجهول لبعض الوقت؛ كنا سنمنح الحياة فرصة، كتجربة يجب القيام بها، على أمل أن يكشف لنا معنى الحياة استجابة لندائنا الحار... وأنه إذا لم تنجح هذه التجربة، فسيكون الحل هو الانتحار... أردنا أن نموت برفض حر، إذا كان من المستحيل أن نعيش وفقًا للحقيقة!». (الصداقات العظيمة، منشورات ديكل دي بروير)

وفي كتابه "حياة بلا نهاية"، الصادر في عام 2018، يستخدم الكاتب الشهير فريدريك بيغبيدر لغته المميزة لوصف حالة عدم الرضا التي تعاني منها حضارة فقدت بريقها ومعناها. يشارك بيغبيدر تجربته الشخصية في البحث عن معنى للحياة، ويصف كيف قاده بحثه الروحي إلى إعادة التفكير في موقفه من الإيمان والدين.

يتردد صدى تجربة بيغبيدر في قصة الفيلسوفة إديث شتاين، التي عانت أيضًا من يأس عميق أدى بها في النهاية إلى اعتناق الدين. وصفت شتاين حياتها قبل تحولها بأنها "لا تطاق"، حيث كانت تفكر في الانتحار بشكل متكرر. ووصفت حالها: «وصلت إلى النقطة التي بدت فيها حياتي لا تطاق. كنت أقول لنفسي غالبًا أن هذا سخيف تمامًا.... لكن كل هذه الحجج لم تكن ذات فائدة لي. لم أعد أستطيع عبور الشارع دون أن أتمنى أن تصدمني سيارة. وإذا ذهبت في رحلة، كنت آمل أن أسقط في هاوية ولا أخرج منها حية».

يجسد كل من بيغبيدر وشتاين فكرة أن البحث عن المعنى هو دافع بشري أساسي، وأن الإيمان، يمكن أن يوفر العزاء والهدف في عالم غالبًا ما يبدو قاسيًا ولا معنى له.

من خلال سرد هذه القصص الشخصية، يستكشف بيغبيدر أزمة الإلحاد المعاصرة وعودة ظهور الاهتمام بالدين، وإدراك متزايد بأن الحياة بلا معنى أو هدف يمكن أن تكون مؤلمة بعمق.

آثار أخرى

أظهر البروفيسور البارز في علم النفس بول كلايتون فيتز من جامعة نيويورك، من خلال أبحاثه الأكاديمية ومنشوراته، أن الإلحاد، وخاصة عندما يتخذ شكلاً متشدداً، غالباً ما ينبع من جرح "نفسي" لدى الفرد تجاه شخصية الأب. ويطلق على ذلك "فرضية الأب المعيب". استناداً إلى عدد كبير من الأبحاث في علم النفس، قام أيضاً بدراسة سير حياة العشرات من الملحدين المتشددين المشهورين الذين تركوا بصمتهم في التاريخ.

وعلى الرغم من وجود بعض الاستثناءات، فقد أظهرت أبحاثه العديدة وجود علاقة مذهلة. وعلى العكس من ذلك، فقد أثبت أن الأشخاص الذين تمكنوا من تطوير علاقات "إيجابية" مع آبائهم غالباً ما حافظوا على علاقة إيجابية مع فكرة الله.

كما أظهر عالم الاجتماع والأكاديمي الأمريكي ويليام سيمز بينبريدج وجود علاقة لا يمكن إنكارها بين الإلحاد وانخفاض معدلات الخصوبة من جهة، وبين الإلحاد وارتفاع الفردانية من جهة أخرى ("الإلحاد"، المجلة متعددة التخصصات لبحوث الدين، المجلد 1، رقم المقال 2، 2005، ص 1-26).

في دراسة عالمية حول الإلحاد، أشار عالم الاجتماع فيل زوكرمان إلى أن البلدان الأكثر إلحاداً تشهد أعلى معدلات الانتحار.

وأخيراً، أثبتت الأكاديميتان والباحثتان في علم النفس وعلم الإدمان سارة زيمور ولي آن كاسكوتا أن الإيمان الديني يمثل دعماً ملحوظاً في مكافحة مختلف أشكال الإدمان الضارة.

لا حل إلا الدين

يعرب لوك فيري، الفيلسوف الشهير ووزير التربية الوطنية الفرنسي السابق، عن قلقه بشأن تراجع الإيمان في العصر الحديث قائلاً: «لست شخصًا متدينًا، لكنني أعتقد أننا لا يجب أن نقلل من شأن القلق الذي ينتاب الناس بسبب هذا التراجع الروحي في العالم».

حتى أندريه كومت سبونفيل، الفيلسوف الملحد المعروف، أقر بأنه «تأتي لحظة يشعر فيها الملحد بالعجز التام. عندما يفقد عزيزًا عليه، سواء كان أحد والديه، أو زوجته، أو طفله، أو أعز أصدقائه، يختطفه الموت منه... في أوقات المعاناة التي لا تجد لها عزاءً، يتمنى المرء أن يكون مؤمنًا بالله، ويحسد أحيانًا أولئك الذين يؤمنون. يجب علينا أن نعترف أن هذا هو الجانب القوي للدين، وأنهم لا يُشق لهم غبار في هذه النقطة». فما هو الحل؟

يُذكّرنا الطبيب النفسي والمحلل النفسي الفرنسي الشهير، بوريس سيرلنيك، في كتابه "Psychothérapie de Dieu"، بأهمية البعد الديني في حياة الإنسان كركيزة أساسية لتحقيق التوازن النفسي. يقول: «تعلم دين الوالدين يوطّد رابطة الارتباط بنفس قدر أهمية التحدث بلغتهم ... والقصص التي تُروى عن الحياة بعد الموت، في العالم الآخر، تنير الدرب وتُقدّم وصفات أخلاقية وسلوكية لتحقيق الذات وفقًا لإرادة الله».

كما يلفت سيرلنيك الانتباه إلى آليات التعويض التي تتشكّل في البيئات التي "تُبغض الله". ويقول: «بدلًا من ذلك (هذا النوع من البيئات)، تُقدّم يوتوبيا اجتماعية تصوّر حياة أخرى في عالم مثالي، كجنة الشيوعيين الدنيوية أو جنة النجاح المادي. البيئات التي لا تقدّم شيئًا لأطفالها تحرمهم من مرشدين للنمو، فتُحوّلهم إلى تائهين بلا أحلام ولا مشاريع في صحراء من اللامعنى، حيث يأتي الدجالون ليُسوّقوا بضاعتهم».

تتوافق هذه الملاحظة بشكل لافت مع ما عبّرت عنه المتصوفة النمساوية ماريا سيما: «يقول العالم العلماني أن الروحانية لم تعد ضرورية في هذا العصر الذي يتسيّد فيه العلم وعلم النفس. وهذا يتناقض تمامًا مع الواقع. فلماذا إذن يتوافد الناس بالآلاف إلى الهند للتأمل على ضفاف نهر الغانج، ولماذا تزدحم الطوائف والجماعات المنحرفة في مدننا؟ إن الجانب الروحي في الإنسان يحتاج إلى الغذاء والري كباقي الجوانب. هناك الكثير من الجهل والارتباك اليوم ... عندما يُهمل هذا الجانب المهم (البعد الديني والروحي)، يبدأ الإنسان لا شعوريًا بالبحث عن بديل، عن شيء يتكئ عليه. وهنا يقع الناس بسهولة في فخاخ المخدرات والكحول والجنس، أو ينغمسون في السعي المحموم وراء المال والسلطة والمكانة، أو ينضمّون إلى أي طائفة تعدهم بالسعادة والسلام، دون أن يدركوا أن قادتهم على اتصال بالأرواح الشريرة».

عندما تحلُّ الوثنية محلَّ الإيمان

يستهل الفيلسوف ريمي براغ كتابه الرصين "حول الدين"، مُسلِّطًا الضوء على ظاهرةٍ مُقلقةٍ تتمثَّل في استبدال الإيمان الراسخ بتقديس الأفكار والفلسفات المادية وتحويلها الى أديان، فيتساءل براغ: هل يُمكن للإلحاد أن يُنجب صوفيَّةً مُغايرة؟ ويُجيب مُوضِّحًا أنَّ الأيديولوجيات الشمولية، سواءً النازية أو اللينينية، قد أفرزت ما يُشبه "الدِّيانة العلمانية" أو "الدِّيانة السياسية". تلك المصطلحات التي استخدمها مفكِّرون كبار مثل ريمون آرون وإريك فوغلين، تحمل في طيَّاتها شحنةً نقديةً، مُفادها أنَّ هذه الأيديولوجيات، رغم ادِّعائها العقلانية، تختزن في أعماقها معتقداتٍ غير عقلانية.

ويُشبِّه براغ هذه الأيديولوجيات بأنَّها مُحاكاةٌ سطحيَّةٌ للدِّين وللعلم في آنٍ واحد، مُستشهدًا بالاقتصاد السياسي في اللينينية والبيولوجيا الداروينية في النازية. ويخلص إلى أنَّ الأيديولوجية ليست إلَّا انحرافًا مزدوجًا للعلم والدِّين، يتقاطع ويتداخل، يُفسد كلٌّ منهما الآخر.

ويتجاوز براغ حدود الأفكار إلى الواقع المُعاش، مُشيرًا إلى أنَّ العصر الحديث شهد مآسي ومذابح لا تُحصى نتيجةً لعبادة الأهواء الأرضية. ويُحذِّر من أنَّ ثقافة الموت تهدِّد احترام الحياة، والجشع يُقوِّض التضامن، والمصلحة الاقتصادية تُفكِّك الأسرة، والفردانية المُفرطة تَسحق الكرامة الإنسانية.

وفي نهاية المطاف، يُنبِّه براغ إلى أنَّ التَّحدِّي الأكبر الذي يواجهنا اليوم هو الحفاظ على القيم الإنسانية الرَّفيعة في عالمٍ يتخبَّط في خضمِّ صراع الأيديولوجيات والمصالح.

لأنَّ الإلحاد الإنساني عجز عن إرواء غليل التطلعات الروحية المتأصلة في نفوس البشر، ها نحن ذا نشهد اليوم كيف أنَّ التيارات الروحية الجديدة بمختلف أشكالها، من طوائف وديانات غامضة، وممارسات سحرية وخفية، وانحرافاتها المريبة، تفتِن معاصرينا فتنةً ساحرة لم يسبق لها مثيل. عددٌ كبيرٌ من الذين يدَّعون بإخلاص إلحادهم أو تحررهم من الأديان، لا يُقدِمون على خطوةٍ أو اختيارٍ إلا بعد استشارة عرافٍ أو منجمٍ أو ساحر، أو بعد قراءة الطالع. إنَّ سوق "اللاعقلانية" لم يشهد ازدهارًا في مجتمعاتنا العلمانية كما هو عليه الحال اليوم. وإذا كان "الله قد مات"، على حد تعبير نيتشه، فإنَّ ظمأ الإنسان المعاصر إلى الروحانية يظلُّ حيًّا نابضًا. ومع تضاؤل عدد الكهنة والقساوسة، نشهد عودة السحرة والآلهة القديمة، وصعود موجةٍ من الوثنية الجديدة. خير دليل على ذلك، النجاح الباهر الذي تحققه الأعمال السينمائية والأدبية والمسلسلات التلفزيونية التي تدور حول هذه الموضوعات. يكفي أن تزور كبرى المكتبات أو تتجوَّل في رحاب الشبكات الاجتماعية لتُدرك مدى رواج هذه الظاهرة وانتشارها. فحرمان الإنسان مما يغذِّي حياته الدينية، لن يدفعه إلا إلى إرواء ظمأه من خلال أديانٍ أو أنظمة دينية بديلة.

من منظور علمي ونفسي، يظهر الدين كاستجابة فطرية لحاجة الإنسان الروحية. فقد أظهرت العديد من الدراسات أن الإنسان بطبيعته كائن روحاني يسعى إلى إشباع احتياجاته الروحية بجانب حاجاته الجسدية والمادية. يقدم الدين للإنسان طقوسًا وممارسات تساعده على التعبير عن إيمانه والتواصل مع الخالق، مما يحقق توازنًا داخليًا بين العقل والجسد والروح. هذه الممارسات الدينية تُسهم في تعزيز الشعور بالطمأنينة والسكينة الداخلية، وتُكسب المؤمن قدرة على التكيف مع ضغوط الحياة ومصاعبها.

ختاماً.. بينما يقود الإلحاد إلى العدمية والشعور بالفراغ، يقدم الدين للمؤمنين رؤية شاملة ومنسجمة للكون والحياة، مما يحقق التوازن النفسي والاجتماعي الضروري لعيش حياة مليئة بالهدف والمعنى.



التعليقات