قصّة "خلاصي" في الغدير!
أأبا تراب أن حبك مذهبي
فعسى المحب ينال بعض رضاكا
فعليك من ربي السلام معطرا
وعلى النبي واله يغشاكا
يا امير المؤمنين وفيك الوجود قد انطوى ، ماذا اقول فيك وقد تلعثم لساني وطار ذهني وشردت مني أحرفي لأصل كنه معرفتك ،
سيدي ، هل لي أن اقص للناس بعض كراماتك معي ، وهل لي بأن ابوح ما في خزينة أفكاري ، هل لي أن أكون ممن يروي ما جرى لي وكيف كان علي عليه السلام قد حل معضلتي ،
والى الناس اقص فضائلكم ،
في يوم من الايام كنت طالب في المرحلة الأولى كلية التربية واسط جامعة القادسية قسم التاريخ عام ١٩٩٧.
كنا مجموعة من الشباب المؤمن المتسلح عقائديآ ،
والمواظب على الأعمال الدينية والمناسبات الخاصة بأل محمد صلوات ربي عليهم الوفيات والولادات ، ولم نبالي بما يجري من ظلم وتعسف وطغيان للنظام وأعوانه وحزبه ،
ذات يوم أصر زملائي الطلبة إلى البقاء في الأقسام الداخلية حيث تجمعنا هذه الغرف البسيطة ، وان نعقد النية إلى زيارة أمير المؤمنين عليه السلام في يوم الغدير الأغر عيد الله الاكبر ،
وكان يصادف بذلك اليوم ليلة جمعة مباركة ، فصار الاتفاق على المضي قدما وعقدنا النية للزيارة ،
وكان اغلب الطلبة هم من محافظات الوسط والجنوب ،
عند العودة من الكلية إلى القسم الجو حار والتيار الكهربائي كالعادة منقطع تماما ،
ارتأت بي النفس أن أذهب إلى سدة الكوت كوني سباح ماهر (ابن عرب) يعشق السباحة والرماية وركوب الخيل ،
ما أن وصلت إلى السدة وقفت بنظرة نأمل إلى الماء وصوت هدير المياه ملأ أركان قلبي وعاد بي الحنين الى مصاب سيد شباب اهل الجنة عليه السلام ،
واذا بدموعي تسيل على خدي من شدة التفكير بما جرى في واقعة كربلاء ،
محل الشاهد .
قفزت إلى الماء لاطفاء لهيب الحر والابتعاد عن الالم بظل المعاناة في زمن قلت فيه الخدمات وبشتى أنواعها ، وكما يسمى الآن ب(الزمن الجميل ) عليه ما عليه من الله وعلى جماله لما عشناه من معاناة والشعب العراقي بأسوء حالاته ،
سبحت كثيرا إلى أن وصلت إلى منتصف نهر دجلة العظيم والماء يدفعني تارة لشدته ويأخذني مرة أخرى ،
إلى أن توقفت يدي وقدمي أصبت بتشنج رهيب استوقف العمل بمفاصلي ،
ولم أر نفس الا انني أغرق وسط حوض النهر ،
ولم اشاهد أحدا قريب ليرى معاناتي وقد نسج الموت وشاح الفقد ورسمه فوق ناصيتي ، وبهذه اللحظات وبعلو صوتي انادي ( يا ناس أنا أموت فهل من مجيب ) ، فلا مجيب يسمعني ،
غط رأسي الماء وانقطعت بي السبل ، وارتفع إلى الاعلى لتمسكي بالحياة ، ولم اجد لذلك سبيل ، فناديت بقلبي وعقلي ولساني ، يا صاحب البيعة يا علي يا امير المؤمنين ، ( أنا دخيلك وأقسم عليك بحق فاطمة نظرة خلاص واني زائركم هذه الليلة ) ، فغط رأسي الماء فزاد اعتقادي أن الموت لا مفر منه وهذه نهاية حياتي ، وما إن مرت لحظة الا وانا اقف على جزرة قد أظهرت كل جسمي والماء يصل إلى رگبتي ، شعرت بها والله إن الأيدي الإلهية الخفية وبحق قسمي على امير المؤمنين عليه السلام قد نبع من قلبي واعتقادي به أنه لن يتركني وبيني وبين الموت لحظة ، فهذه من لطائف الله وبركات صاحب البيعة صاحب عيد الغدير الأغر عيد الله الاكبر قولا وفعلا ،
الطاف قد تجسدت معي لمجرد قسم صادق قد خلصني من الموت الذي لابد منه ، ومن بركات هذا اليوم أنا حي واكتب ما جرى معي لفضائل عيد الغدير وصاحبه .
.سائلا الله في علاه أن يحسن خاتمتنا الى خير وان يثبتنا على ولاية امير المؤمنين عليه السلام ،
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين