الخميس 20 جمادى الأول 1446هـ 21 نوفمبر 2024
موقع كلمة الإخباري
قصّة "خلاصي" في الغدير!
د. سعد محمود المسعودي
يا امير المؤمنين وفيك الوجود قد انطوى ، ماذا اقول فيك وقد تلعثم لساني وطار ذهني وشردت مني أحرفي لأصل كنه معرفتك ،
2024 / 06 / 23
2

قصّة "خلاصي" في الغدير!

أأبا تراب أن حبك مذهبي 

فعسى المحب ينال بعض رضاكا

فعليك من ربي السلام معطرا

وعلى النبي واله يغشاكا

 يا امير المؤمنين وفيك الوجود قد انطوى ، ماذا اقول فيك وقد تلعثم لساني وطار ذهني وشردت مني أحرفي لأصل كنه معرفتك ،

سيدي ، هل لي أن اقص للناس بعض كراماتك معي ، وهل لي بأن ابوح ما في خزينة أفكاري ، هل لي أن أكون ممن يروي ما جرى لي وكيف كان علي عليه السلام قد حل معضلتي ،

والى الناس اقص فضائلكم ،


في يوم من الايام كنت طالب في المرحلة الأولى كلية التربية واسط جامعة القادسية قسم التاريخ عام ١٩٩٧.

كنا مجموعة من الشباب المؤمن المتسلح عقائديآ ،

والمواظب على الأعمال الدينية والمناسبات الخاصة بأل محمد صلوات ربي عليهم الوفيات والولادات ، ولم نبالي بما يجري من ظلم وتعسف وطغيان للنظام وأعوانه وحزبه ، 

ذات يوم أصر زملائي الطلبة إلى البقاء في الأقسام الداخلية حيث تجمعنا هذه الغرف البسيطة ، وان نعقد النية إلى زيارة أمير المؤمنين عليه السلام في يوم الغدير الأغر عيد الله الاكبر ،

وكان يصادف بذلك اليوم ليلة جمعة مباركة ، فصار الاتفاق على المضي قدما وعقدنا النية للزيارة ،

وكان اغلب الطلبة هم من محافظات الوسط والجنوب ،

عند العودة من الكلية إلى القسم الجو حار والتيار الكهربائي كالعادة منقطع تماما ،

ارتأت بي النفس أن أذهب إلى سدة الكوت كوني سباح ماهر (ابن عرب) يعشق السباحة والرماية وركوب الخيل ،

ما أن وصلت إلى السدة وقفت بنظرة نأمل إلى الماء وصوت هدير المياه ملأ أركان قلبي وعاد بي الحنين الى مصاب سيد شباب اهل الجنة عليه السلام ،

واذا بدموعي تسيل على خدي من شدة التفكير بما جرى في واقعة كربلاء ،

محل الشاهد .

قفزت إلى الماء لاطفاء لهيب الحر والابتعاد عن الالم بظل المعاناة في زمن قلت فيه الخدمات وبشتى أنواعها ، وكما يسمى الآن ب(الزمن الجميل ) عليه ما عليه من الله وعلى جماله لما عشناه من معاناة والشعب العراقي بأسوء حالاته ،

سبحت كثيرا إلى أن وصلت إلى منتصف نهر دجلة العظيم والماء يدفعني تارة لشدته ويأخذني مرة أخرى ،

إلى أن توقفت يدي وقدمي أصبت بتشنج رهيب استوقف العمل بمفاصلي ،

ولم أر نفس الا انني أغرق وسط حوض النهر ،

ولم اشاهد أحدا قريب ليرى معاناتي وقد نسج الموت وشاح الفقد ورسمه فوق ناصيتي ، وبهذه اللحظات وبعلو صوتي انادي ( يا ناس أنا أموت فهل من مجيب ) ، فلا مجيب يسمعني ،

غط رأسي الماء وانقطعت بي السبل ، وارتفع إلى الاعلى لتمسكي بالحياة ، ولم اجد لذلك سبيل ، فناديت بقلبي وعقلي ولساني ، يا صاحب البيعة يا علي يا امير المؤمنين ، ( أنا دخيلك وأقسم عليك بحق فاطمة نظرة خلاص واني زائركم هذه الليلة ) ، فغط رأسي الماء فزاد اعتقادي أن الموت لا مفر منه وهذه نهاية حياتي ، وما إن مرت لحظة الا وانا اقف على جزرة قد أظهرت كل جسمي والماء يصل إلى رگبتي ، شعرت بها والله إن الأيدي الإلهية الخفية وبحق قسمي على امير المؤمنين عليه السلام قد نبع من قلبي واعتقادي به أنه لن يتركني وبيني وبين الموت لحظة ، فهذه من لطائف الله وبركات صاحب البيعة صاحب عيد الغدير الأغر عيد الله الاكبر قولا وفعلا ،

الطاف قد تجسدت معي لمجرد قسم صادق قد خلصني من الموت الذي لابد منه ، ومن بركات هذا اليوم أنا حي واكتب ما جرى معي لفضائل عيد الغدير وصاحبه .

 .سائلا الله في علاه أن يحسن خاتمتنا الى خير وان يثبتنا على ولاية امير المؤمنين عليه السلام ،

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين

التعليقات
علي الشمري
عن الامام الصادق (علية السلام) اذا كان يوم القيامة نادى مُنادٍ من بطنان العرش اين خليفة الله في أرضه فيقوم داوود النبي علية السلام فيأتي النداء من عند الله عز وجل لسنا إياك اردنا وان كُنت لله خليفةٌ ثم ينادي ثانياً اين خليفة الله في ارضه فيقومُ امير المؤمنين علي ابن ابي طالب علية السلام فيأتي النداء من قِبِل الله عز وجل يامعشر الخلائق هذا عليُّ ابن ابي طالب خَليفة في ارضه وحجتهُ على عباده
علي الشمري
عن الإمام الصادق (عليه السلام): إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ نادى مُنادٍ مِن بُطنانِ العَرشِ: أينَ خَليفَةُ اللّهِ في أرضِهِ؟ فَيَقومُ داودُ النَّبِيُّ (عليه السلام)، فَيَأتِي النِّداءُ مِن عِندِ اللّه ِ عز وجل: لَسنا إيّاكَ أرَدنا وإن كُنتَ للهِ خَليفَةً. ثُمَّ يُنادي ثانِيَةً: أينَ خَليفَةُ اللّه ِ في أرضِهِ؟ فَيَقومُ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ (عليه السلام)، فَيَأتِي النِّداءُ مِن قِبَلِ اللّه ِ عز وجل: يا مَعشَرَ الخَلائِقِ! هذا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ، خَليفَةُ اللّه ِ في أرضِهِ وحُجَّتُهُ عَلى عِبادِهِ