الاثنين 2 مُحرَّم 1446هـ 8 يوليو 2024
موقع كلمة الإخباري
المرجعية تؤكد على ضرورة حفظ أخبار الماضين لإنارة طريق الباقين
حسن الهاشمي
2024 / 05 / 18
0

الحفاظ على الكتاب والعترة تبقى من أهم الهواجس التي تنتاب المرجعية الدينية، ولا تتبدد تلك الهواجس الا بعد انقشاع تلك الغمة وذلك اللبس الذي يحوم حولهما من تصنيف وتأليف وتفسير، ولا يتم ذلك الانقشاع الا بالتحقيق والتمحيص والتثبّت في كل ما جاء بهما ذينك الكنزين من معارف وعلوم وأحكام قادرة على النهوض بالأمة حضاريا ودينيا لما فيها خير البشرية في الدارين، وفي هذا السياق فان ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد أحمد الصافي أكد على أهمية التحقيق في حفظ التراث المخطوط ونشره، ولاعمام الفائدة وبعد التوثيق والتمحيص قمنا باستلال أهم ما جاء في كلمته خلال الملتقى العلمي لمحققي العتبة العباسية المقدسة الذي عُقد في محافظة النجف الأشرف، يوم الاثنين، 4 مارس 2024م. 

الفرق واضح بين مصنف ومؤلف الكتاب وبين محققه، فمصنف الكتاب هو صاحب الكتاب الذي كتبه وألّفه وسطّر مضامينه، وأما محقق الكتاب فهو الذي يتولى ضبط نص الكتاب والمقابلة بين نسخه، وضبط مصادره الروائية والتاريخية، وترجمة الشخصيات المهمة، وتصحيح أغلاطه ان وجدت، ونحو ذلك من بذل الجهود العظيمة التي تنقذ أوراق ومؤلفات مخطوطة لكبار رحلوا، قبل أن يتداركها التلف ويلفها العدم والنسيان؟! وتظهرها بحلتها الجديدة، وطباعتها الانيقة، بعبارات سلسة ومفاهيم واضحة، ومقاصد مفهومة للقاصي والداني، للمتبحر بالعلوم والمبتدأ فيها، وهي بذلك تتيح لنشر الأفكار والمضامين لأكبر شريحة ممكنة وعدم حصرها لأصحاب الشأن والاختصاص كل حسب اختصاصه واهتمامه. 

الكثير من علماء وأعلام الشيعة الاِمامية لهم أعمال متفرّدة وجهود كبيرة في المحافظة على تراث الطائفة الحقّة وإحيائه؛ ليكون رافداً ثرّاً للمسلمين، في حاضرهم ومستقبلهم، وفي مختلف جوانب الحياة، وانت تتصفح التاريخ القديم والحديث ترى الكثير من العلماء ممن أفنى عمره الشريف في هذا السبيل تأليفاً وانتخاباً واستنساخاً وتحقيقا؛ ولا يخفى على أحد أهمّية المخطوطات في أصالتنا العقائدية والاجتماعية في الجانب العلمي والبُعد التراثي والديني والتأريخي، وحفظ التراث عن طريق التحقيق عبارة أُخرى من الحصيلة النهائية للجهود المضنية التي بذلها الآباء في الدين والعلم، وتوارثها الأبناء خلفاً عن سلف وجيلاً بعد جيل في سبيل الرقيّ العلمي والتسامي الروحي، وللحفاظ على الجذور العلمية والأُسس الاعتقادية والمباني الدينية.

وانطلاقاً من الجانب الاعتقادي للتراث كانت مؤسسات التحقيق تنظر إلى تلك المخطوطات من ناحية المسؤولية، فترى أنّ المصادر والأسانيد، كلّما كانت صلتها وثيقة بالدين والمذهب ازدادت أهمّيتها أكثر فأكثر؛ لِما في حفظها من تشييد لأركان الاِسلام، واطّلاع على حقائق مذهب أهل البيت عليهم السلام.

بعض المصنّفات الحديثية الموغلة في القدم انت تكتسب أهمّية كبيرة على غيرها من الكتب الأُخرى؛ لوجود النقل عن المعصوم عليه السلام فيها، الذي يعدّ من المصادر الأساسية للتشريع، إضافة إلى الواجب المفروض علينا في الأخذ بالدقّة والاحتياط في تحصيل مختلف مواضيع مسائل الشريعة السمحاء عن تلك المصنّفات الأصليّة، وفي الجانب التراثي تنبّهت مؤسسات التحقيق إلى أنّه ليست بالقليل تلك الكتب التي لم تطبع ولم تشهدها المكتبات، وظلت حبيسة خزائن المخطوطات تترقّب الظهور، في الوقت الذي افتقدتها المكتبة الاِسلامية وحرمتها الأوساط والمحافل الدينية والعلمية.

وقفت تلك المؤسسات أنّ ليس للمشكلة حلّ إلاّ الكتابة والتحقيق والتمحيص؛ لحفظ ذلك التراث المفعم بالعلوم والمعارف والآثار الخالدة التي قد عبّر عنها الاِمام الصادق عليه السلام بقوله: (بالكتابة تقيّد أخبار الماضين للباقين، وأخبار الباقين للآتين، وبها تخلد الكتب في العلوم والآداب وغيرها؛ ولولاه لانقطع أخبار بعض الأزمنة عن بعض، ودَرَست العلوم، وضاعت الآداب، وعظم ما يدخل على الناس من الخلل في أُمورهم، وما يحتاجون إلى النظر فيه من أمر دينهم، وما روي لهم ممّا لا يسعهم جهله) بحار الأنوار للمجلسي، 3 / 82 .

ثمّ ممّا أحسّت به مشكلة تلف المخطوطات أو فقدانها؛ لعلل وأسباب مختلفة، لعلّ من أهمّها جمود حركة الاستنساخ، وربّما تعطيلها أو ندرتها؛ وأثر الركود العلمي والثقافي الناجم عن الأوضاع الاجتماعية المختلفة، والذي أدّى إلى وضع النسخ القديمة في معرض الزوال دون أن يستنسخ عليها نسخة جديدة تحفظها من الاندثار.

ولقد نهضت محاولات عديدة ومثمرة من أجل صيانة المخطوطات وحفظ متونها، وقامت مؤسسات التحقيق بتتبع الكتب المخطوطة القيّمة أينما وجدت، وقامت باستنساخ بعضها وتحقيق بعضها الآخر، وقد مرّت فترات زمنية مهمّة في التاريخ شكَّلت انعطافة كبيرة في المجال العلمي؛ نتيجة ما قدّمه النسّاخ من أعمال وجهود محمودة خلال تلك الفترات، من تكثير لنسخ الكتب والمصادر المختلفة وتوزيعها في الأمصار، فتمكَّن علماؤنا أن يستثمروا هذه الفرص السانحة، فقاموا بنشر علومهم المختلفة، التي هي الامتداد الطبيعي لعلوم أهل البيت عليهم السلام، واستمر هذا الازدهار العلمي في رُقي ونمو إلى أوان ظهور المطابع ومن ثم التكنلوجيا الحديثة من أقراص مدمجة وانترنت ومواقع بحثية الكترونية متعددة.

وفي اتساع رقعة العلم فان طبع المخطوطات ونشرها أضحى من العوامل المهمة في حفظ المخطوطات ونشرها، ويزداد الأمر أهمّيةً في ما يتّصل بأصحاب الولاية الاِلهية العظمى المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام؛ فقد قال صلى الله عليه وآله: (من كتب فضيلة من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن نظر إلى كتابة من فضائله غفر الله الذنوب التي اكتسبها بالنظر) بحار الأنوار للمجلسي 26 / 229 ح 10.

نورد هنا أهم ما جاء في كلمة السيد أحمد الصافي في الملتقى:

1ـ المحققون هم سند العلماء الأفاضل، الذين بذلوا جهدًا ولا زالوا يبذلونه من أجل استنطاق تاريخ علماءنا الأعلام، فيما سطروا من معارف جليلة على مدار الحقب الزمانية المترامية الأطراف.

2ـ المراكز المعنية بمسألة التراث بما له من أهمية كبيرة وواسعة غير مغفول عنها، وهذا ليس فينا وإنما في جميع الدول والحضارات، يحاولون أن يحافظوا على تراثهم سواء كان التراث الإنشائي أو التراث الفكري، ونحن نهتم بالتراث الفكري، كون الاهتمام بالآثار من اختصاص جهات أُخر؛ لأنّ هذا الاهتمام لم يكن بشكل كبير خلال الفترات والأحقاب الزمانية الماضية، بسبب تأثر هذا الجانب بأوضاع البلاد، سواء كان العراق أو غيره، ولذلك قد ضاع منها الكثير، بسبب انه لا يقع بيد أمينة تحافظ عليه، وقد يباع بأزهد الأثمان وينتهي به المطاف إلى الحرق أو التمزيق أو الإهمال، ولذلك ان هذه المهمة شاقة ونبيلة وتستدعي منا النشاط تلو النشاط.

3ـ تاريخياً في العشرين سنة الماضية، سعينا بشكل كبير وسريع أن نجمع ما يتيسر لنا من المخطوطات باعتبار العتبات المقدسة لها الصندوق الآمن إذا توفرت فيها أكبر كمية من المخطوطات، وسعينا إلى ذلك ثم بدأنا بالمحافظة عليها، وكلّفنا بعض المختصين للذهاب إلى بعض دول أوروبا؛ لغرض دراسة كيفية المحافظة عليها ومعالجتها بالشكل اللائق، وتوفّر عندنا مختبر مهم للحفاظ على المخطوطات، ثمّ بدأنا بفهرستها بعد تجميعها، وانتقلنا للمرحلة الثالثة وهي أن تكون بيد الباحثين، بالإضافة إلى الاهتمام بالمكتبات المخطوطة حتى في خارج العتبة العباسية المقدسة، بل في خارج العراق، والمسيرة مستمرة، وحصلنا على نسخ كثير جدًّا من المخطوطات الأصلية أو المصورة، وهذا جهد يُشكر عليه جميع الذين يساعدوننا في الحفاظ على هذا الإرث النفيس.

4ـ عند التعامل مع أي مخطوطة، أمامنا المحقق سواء كان شخصًا واحدًا أو لجنة، فهو يتناول الكتاب والمؤلف، مميزات الكتاب دون غيره من الكتب، ومن هو صاحب الكتاب وعصره، وأهم الظروف التي مر بها والصعوبات التي واجهها في التأليف والتدوين. 

5ـ ضرورة تخصيص التحقيق لبعض العلوم دون غيرها، كعلم الأصول والفقه والرجال والتفسير، أمّا بقية العلوم الأُخر إن كانت مهمة فلها مرحلة أخرى، لكن الأولوية تُعطى إلى تلك العلوم الأربعة، إذا كان هناك شيء آخر يكون نفيسًا من قبيل بعض الشروحات في الأدب أو بعض العلوم، أو ترجمة لعالم رباني وعثرنا عليه، فلا بأس بإلفات النظر إليه وبذل الجهد لتحقيقه. 

6ـ إنّ سمعة المراكز التحقيقية في العتبة العباسية المقدسة سمعة جيدة جدًّا، والتأكيد على النوع أكثر من الكم ميّزة لجميع مراكز العتبة المقدسة، إذ إنّنا نسمع كلامًا طيبًا ونرى إنتاجًا وفيرًا وطيبًا، بحيث لم تُخدش النوعية ومتانة التحقيق رغم كثرة المراكز الموجودة.

7ـ ولعل كثرة مراكز التحقيق هي حالة صحية في مورد، وغير صحية في مورد آخر، الجانب الصحي هو أنّ التراث الذي نملكه تراثًا واسعًا، فيمكن أن تنهض به الأعداد الكبيرة من المراكز، أمّا الجانب السلبي فقد يكون هناك تكرار في تحقيق المخطوطة من نفس الجهات، ولرفع هذا التعارض شكلنا مؤسسة هي الهيأة العليا لإحياء التراث، لتكون مطلعة على جميع مراكز التحقيق والتوفيق فيما بينها.

8ـ كلما خرج المحقق من العهدة العلمية والشرعية وبذل جهدًا كبيرًا في عمله، وكلما شعر بأنّه لم يُقصر في جهده، فهذا هو المطلوب، أما إذا أصاب أو أخطأ فهذا شيء آخر، طالما العمل يجري على قدم وساق وأن يخرج بنتائج ملموسة فانه عمل مبارك، أقولها ليس بمقام المدح، ولكن من باب (وأما بنعمة ربك فحدث) إلى الآن الجو العام لتحقيقات العتبة العباسية المقدسة، هو أمر جيد ولابد من المحافظة على الدقة والاخلاص في العمل والاستزادة منه، مقياس الجودة هو الذي يتردد في أروقة الحوزة العلمية لكل مطلب علمي أو لكل تأليف وتحقيق وتصنيف.

9ـ لابد أن يكون إخراج الكتب المحققة بنسق وهوية واحدة، فالإنسان عندما يمسك الكتاب ويشاهد طبيعة إخراجه وأسلوب التحقيق يعرف أنّه من تحقيقات مراكز العتبة العباسية المقدسة، وهذا لابد أن تعمل عليه ملاكات الهيأة، وتكون البصمة واحدة مميزة في إخراج الكتاب.

10ـ التعريف بالمخطوطات وبالمؤلف من الأمور المهمة جدًّا، هذا سينفعنا ويهيئ لنا فائدة قادمة، وهي أنّنا سنكلف الهيأة بأن يجمعوا جميع مقدمات كتب التحقيق، ممن تناولت حياة المؤلف بطريقة دقيقة جدًّا، وكلما كان الوصف دقيقًا، وكلما تناول - وإن كان بشكل مختصر - عصر المؤلف والدواعي إلى تأليف الكتاب، وكلما حافظنا على خصوصية المؤلف في التأليف، كلما استطعنا إفادة الباحث أو الطالب من حياة هذا المؤلف، ومجموع هذه التراجم يمكن أن تكون موسوعة أو كتابًا كبيرًا يبحث في حياة العلماء.

11ـ إنّ طالب العلم يتأثر كثيرًا بحياة العلماء، وعندما يقرأ حياتهم باعتبار هو بدأ يسلك هذا المسلك، وسيستشعر بشكل مباشر قيمة ما عنده، وأيضاً التحمل الذي بذله العلماء في سبيل الوصول إلى ما وصلت إليه مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، وهو سيكون له حوافز كثيرة على أن يبقى مصرًّا على التحصيل، وإن أعاقته بعض العوائق، باعتبار لا يوجد عالم محصّل لم يمر بعوائق، لأنّ العلم مقرون بهذه العوائق الموجودة، التي تختلف كيفيتها في مدى سعتها وضيقها، وقدرة الشخص على تحمل بعض الأمور أو الاستسلام.

12ـ في العصر الحديث كثير من الكتب تناولت بعض الشخصيات التي ظهرت قبل ستين أو مئة سنة، والآن كُشف النقاب عن بعض خصوصيات تلك الشخصيات، فترى الكل يتناولها لمعرفة خفاياها وكيف كانت تدير بعض الأمور، فبهذا الجانب سنستفيد منه في إنجاز هذا المؤلف، الذي يصب في خانة قصص العلماء، وهو أشبه بالسيرة الذاتية، تخرج منها فوائد سنجنيها من هذا المؤلف.

13ـ يجب أن تكون هناك لجان تجتمع وتعرف ماهي إبداعات علماء كل قرن في مهمات المسائل وتطور المسألة الأصولية، إضافة إلى التعرف على الإبداعات الرجالية وتاريخ حدوثها، كون معرفة هذه الأمور سيخفف على الباحث الكثير من الجهد، ويساعده على تطوير الجوانب العلمية، مما يمكنه من اتخاذ مسارٍ علميٍ جيدٍ في محاولة معرفة تاريخ المسألة العلمية وأصلها.

14ـ يجب على الباحث أن يعمل على تطوير نفسه علميًّا، ويستمر في الحفاظ على الموازين العامة العلمية، وأن يبدي رأيه ويناقشه علميًّا، بحثاً عن التطور، ومثالاً على ذلك محاولة أحد الأخوة المهتمين بعلم الرجال، في إرجاع كتاب البرقي إلى أصله، الذي يعود إلى سعد بن عبد الله الأشعري وليس للبرقي، إنما البرقي كان راويًا له، الذي ذكر مجموعة من القرائن التي تؤكد ذلك، فهذا أعطانا فرصة أن نخرج من كتاب لا نعرف أصله، إلى كتاب نعرف أصله ومؤلفه، وهذه تُعد إحدى المحاولات الجادة للتطوّر.

15ـ إنّ العلماء أظهروا براعة في تأليفهم ونظمهم للكتب، إذ كانوا يعتنون بكتابتها بشكل فني مبهر وملفت للأنظار، وهذا يدعو إلى التحقيق في النظريات وإرجاعها إلى أصلها؛ لما لها من أثر وفائدة على الباحثين والمحققين بمعرفة إلى من تعود نظرية معينة. 

16ـ على المحققين أن يسلطوا الضوء على منهجية الكتاب، خصوصًا تلك الكتب غير الفقهية، كون بعض العلوم فيها منهجية تعطي جانبًا عقليًّا لمعرفة تقدم بعض المنهجيات في بعض الكتب وتأخرها، إذ كان بعضهم بارع في المنهجية، وهذا يدل على رصانة الأفكار وترتيبها عند المؤلف بشكل سليم بعيدًا عن الفوضى، والانتقال من مطلب إلى آخر، يسير بشكل منظم، وهذا جانب مهم في إبراز العملية المنهجية.

17ـ في زمن السيد حسن الصدر (رضوان الله عليه) في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام، أشار إلى أنّ بعضهم ألّف العلوم، وبيّن أنّ علماء المسلمين كانوا روادًا في مجالات معينة، فلذلك الآن تجد كتابًا عندما تقرأه تقول أنّ قيمته قد تكون قليلة، لكن في وقته كانت كبيرة لأنّه أسس لنقطة معينة، وبيّن أنّ كثيرًا منهم قد كتبوا في علم ما واهتموا ونقلوا أقوالا، وأنّه ليس من السهولة في تلك العصور أنّ الإنسان يحصل على كتب كبيرة وينقل منها، فالنقل من الكتاب في ذلك الوقت ليس سهلاً كما هو المتعارف اليوم من سهولة البحث، أما في تلك الظروف الصعبة، خصوصًا في الليالي كيف كان المحقق يحصل على ما يريد وبعض الكتب الحجرية والخطية لم تفهرس؟! وفي تلك الفترة كان هذا العمل عملاً مهمًّا وجبارًّا.

18ـ إنّ الجانب العلمي في الحوزة العلمية مفتوح بشكل كبير جدًّا، في الوقت الذي يرى البعض أنّ صاحب الوسائل له خبرة كبيرة في الكتب، من جانب آخر يقول البعض ان صاحب الوسائل ليس له خبرة بذلك، ويُعطي شواهد على ذلك، فالأوّل محق، والثاني محق أيضًا، هذا الاجتهاد في دائرة الوصول إلى الحق أمر مطلوب، والإنسان يطور إمكاناته وقابلياته دائمًا، فخصوصية كل شخص تختلف، واختلاف امتي رحمة في مثل هكذا موارد؛ لأنه اختلاف يفضي الى الابداع وتحريك الفكر للوصول الى الحقيقة.



التعليقات