قال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، إن (فصائل المقاومة الإسلامية) أخذت على عاتقتها نصرة الشعب الفلسطيني، وإن تحركها العفوي في بعض المناطق الجغرافية الحساسة -ومنها مضيق باب المندب– سيستمر حتى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على حد تعبيره.
ورأى ولايتي أن التنسيق والدعم المتقابل بين حركات المقاومة -كما أسماها هو- "يتعزز يوما بعد يوم حتى أوشك على بلوغ مرحلة تكون فيها جبهة المقاومة عصية على الانكسار والهزيمة".
وأضاف أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين أدى إلى تعزيز التضامن بين شعوب المنطقة وأحرار العالم مع الشعب الفلسطيني.
معركة فريدة
واعتبر وزير الخارجية الإيراني الأسبق أن معركة "طوفان الأقصى" فريدة من نوعها طوال تاريخ الصراع مع إسرائيل، مؤكدا أن نضال "الشعب الفلسطيني وصموده أمام آلة الحرب الإسرائيلية، طوال أكثر من 4 أشهر، عزز ثقة المجاهدين بأنفسهم أكثر من ذي قبل"، على حد قوله.
ورأى ولايتي أن "الجانب الفلسطيني اليوم أقوى من أي وقت مضى بينما تواصل معنويات الجانب الصهيوني انهيارها". وأكد أن ملامح الضعف والهوان لم تظهر يوما على ملامح الفلسطينيين رغم فظاعة الجرائم الإسرائيلية وحماتها.
وقال إن جماعة الحوثي اليمنية "سددت ضربات موجعة لتحالف الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الصهيوني وحلفائهم وبددت غطرسته في المنطقة"، وإن الجانب اليمني يقوم بخطوة جبارة لمنع تشكيل تحالفات غربية وإقليمية جديدة ترمي للسيطرة على المحيط الهندي بذريعة مواجهة الصين هناك.
وأضاف ولايتي أنه في حال نجحت القوى الغربية بتشكيل التحالف في المنطقة وتكريس حضورها العسكري والأمني في إطار تحالفات "إيكواس" أو"كواد" أو مجموعة " آي 2 يو 2″، فإن تداعيات حضورها لن تقتصر على المحيط الهندي، بل ستتدحرج كرة النار إلى المناطق الأخرى بما فيها المحيط الهادي.
جبهة نشطة
ورأى مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية أن عمليات جماعة الحوثي في البحر الأحمر وبحر العرب تسعى لفك الحصار عن قطاع غزة والضغط على إسرائيل والحيلولة دون تشكيل التحالفات الأجنبية في المنطقة.
وردا على سؤال حول تداعيات معركة "طوفان الأقصى" والضربات الأميركية ضد أهداف تابعة للفصائل العراقية والسورية واليمنية المتحالفة مع طهران، جدد المتحدث ذاته تأكيده أن جبهة المقاومة النشطة من اليمن مرورا بالعراق ثم سوريا وصولا إلى لبنان، تزداد صلابة وشموخا كل يوم.
ورأى ولايتي أن "محور المقاومة يعمل على مقارعة الظلم والإرهاب في الشرق الأوسط وأنه -على غرار الهزيمة الأميركية في العراق وأفغانستان- فإن مستقبل المنطقة لن يكون لمصلحة الثالوث الأميركي والبريطاني والصهيوني قطعا".
وتابع أن تعزيز قدرات محور المقاومة سيخلق فرصا كثيرة لمقابلة السياسات التوسعية للمحور "الصهيوأميركي" في المنطقة، مؤكدا أن "المقاومة الإسلامية تهدف إلى مقارعة الكيان الصهيوني وحماته لوضع حد للهيمنة الغربية على منطقة غرب آسيا والدفاع عن الشعب الفلسطيني"، على حد تعبيره.
علاقات إستراتيجية
وبشأن ما إذا كانت طهران ستقلص عدد مستشاريها العسكريين في سوريا إثر استهداف عدد منهم في القصف الإسرائيلي المتكرر على دمشق، قال ولايتي إن "الجمهورية الإسلامية كوّنت علاقات شاملة وإستراتيجية مع سوريا كونها تمثل حلقة ذهبية في محور المقاومة، وأنه لا تغيير في تلك العلاقات خلال الفترة المقبلة".
وقال إن علاقات طهران ودمشق إستراتيجية وعميقة وتاريخية على شتى الأصعدة، وإن سوريا قادرة على لعب دور إقليمي ودولي مهم، مضيفا أن "جبهة المقاومة تمكنت من إفشال مؤامرات الأعداء، وحققت انتصارات عديدة من خلال الاتحاد والتعاون، وأنه لا شك في مواصلتها تحقيق الانتصارات".
وأشار إلى أنه "بعد مضي 12 عاما من الحرب على سوريا، أضحت أكثر صلابة في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية"، واصفا دور دمشق في الموازنات الإقليمية بأنه "مصيري".
وإجابة على سؤال بشأن الاغتيالات التي طالت عددا من القادة العسكريين الإيرانيين وآخرين في فصائل المقاومة، وصف ولايتي بلاده بأنها "ضحية الإرهاب"، متهما إسرائيل بـ"تبني سياسة إرهاب الدولة بحق الشعب الفلسطيني".
كما اتهم الولايات المتحدة بتشكيل ورعاية "التنظيمات الإرهابية" ومنها تنظيم الدولة، وذلك بعد فضيحة دعم واشنطن لمتمردي "الكونترا" في أميركا اللاتينية قبل عقود.
المصدر: الجزيرة نت