أجبر انعدام الغاز والكهرباء في قطاع غزة السكان للجوء لمواقد الحطب وحرق الملابس والكتب مع مواصلة الجيش الإسرائيلي فرض حصار مطبق على القطاع حرمه من كل الاحتياجات الأساسية من غاز ومياه وكهرباء وأدوية.
***
ومع غياب كل مقومات الحياة في القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون شخص، بدأت مظاهر الحياة البدائية تنتشر بين الغزيين، حيث أصبحت مواقد الحطب مصدر الطاقة اللازم للطهي وصناعة الخبز، ومصدر التدفئة.
وفي ظل ندرة الحطب في القطاع المنكوب، يضطر الأهالي لاستخدام بدائل أخرى كالملابس والكتب، وكلها مواد لها تأثيراتها على الصحة والبيئة.
ومتحدثا عن حجم المعاناة التي وصل إليها الناس في غزة، قال عادل العلوي، من سكان رفح (جنوب) “الوضع صعب جدا جدا والمعاناة لا توصف”.
وأضاف أنه مع غياب الوقود، اضطر لتكسير طقم الكنب بمنزله لاستخدامه كحطب للطهي وإطعام أطفاله.
عماد العلول، من سكان غزة، اشتكى للأناضول من قسوة العيش التي يواجهونها مع فقدانهم للغاز والمياه والكهرباء.
وقال العلول، “خرجنا منذ أول الحرب وكما ترون نخبز على الصاج (فرن تقليدي) وكل حاجة نعملها على النار مع غياب الغاز والكهرباء، وحتى أننا بدأنا بحرق ملابسنا والدفاتر والكتب من قلة الحطب”.
ومؤخرا انتشرت مقاطع مصورة تظهر قيام فلسطينيون بالعمل على صناعة أفران طينية بدائية لاستخدامها في أعمال طهي الطعام، وجاءت هذه الفكرة لسد حاجة الناس في ظل انقطاع الوقود وانعدام غاز الطهي في كامل قطاع غزة.
يشار إلى أنه منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لم تدخل أية كميات من الوقود إلى القطاع، الأمر الذي أصاب مفاصل الحياة بالشلل شبه التام.
والجمعة، وافقت إسرائيل وللمرة الأولى منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي، على إدخال الوقود الى قطاع غزة، بهدف “منع انتشار الأوبئة” إلى أراضيها من بين أمور أخرى.
وفي تصريح مكتوب وصل الأناضول على نسخة منه، قال مصدر سياسي إسرائيلي، “امتثالا لطلب الولايات المتحدة تمت الموافقة على السماح بدخول ناقلتي ديزل يوميًا لتلبية احتياجات الأمم المتحدة لدعم البنية التحتية للمياه والصرف الصحي”.
وفي وقت لاحق، نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤول في الخارجية الأمريكية، مطلع على التفاصيل، أن “إسرائيل ستسمح بدخول 140 ألف لتر إلى غزة كل يومين”.
وأوضح أن “120 ألف لتر سيتم توزيعها كل يومين لتلبية احتياجات شاحنات الأونروا، والاحتياجات الأخرى مثل تحلية المياه، وضخ مياه الصرف الصحي، والمخابز والمستشفيات في جنوب غزة”.
وأضاف “و20 ألف لتر أخرى كل يومين لمولدات الكهرباء لشركة الاتصالات بالتيل”.
ومنذ 43 يوما يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني، صدر مساء الجمعة.