الاثنين 20 شوّال 1445هـ 29 أبريل 2024
موقع كلمة الإخباري
الحرب على غزة تتصاعد: إسرائيل تبدأ غزوها البري
متابعة - كلمة الإخباري
2023 / 10 / 28
0

بعد ايام على اعتداءاتها الاجرامية على قطاع غزة، استهلت إسرائيل مرحلة التمهيد المباشر لاجتياحها البرّي للقطاع، الأمر الذي يضع نواياها الخبيثة تجاه الفلسطينيين أمام المجتمع الدولي الذي يواصل تغطيته لارتكابات إسرائيل ومسعاها القديم الجديد لتهجير الفلسطينيين.

ليل الجمعة - السبت، كان ساخناً لجهة عمليات الاحتلال الإسرائيلي البرية في غزة  تحت وابل من القصف العنيف وغير المسبوق منذ بداية الحرب، في عملية محدودة رفم ضراوتها، تبدو بمثابة اختبار لقدرات الجيش الاسرائيلي قبل البدء بالغزو. وخوفاً من توثيق جرائمه، عمد الاحتلال إلى عزل غزة عن العالم قاطعاً عنها كل خدمات الاتصالات والانترنت، وحتى منظمة الصحة العالمية واليونيسف فقدا التواصل مع كل الطواقم داخل القطاع.

مصادر مراقبة علّقت بالقول: "يبدو أن الإسرائيليين غير واثقين من أن نتائج عملية برية تصل الى عمق القطاع، وهم يحاولون جسّ نبض حول مدى جهوزية رد المقاومة". وأشارت الى ما ذكره بعض الاعلام الاسرائيلي الذي تحدث عن خسائر في صفوف الاسرائيليين في أكثر من نقطة.

ومع بدء إسرائيل التحضير رسمياً للتوغّل البري، تتجه الأنظار حكماً الى جنوب لبنان في حال توسعت الحرب، مع كل ما لها من تداعيات على الداخل اللبناني لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها، الأمر الذي يستوجب اتخاذ اجراءات احترازية فعلية تحسّباً لأي عدوان.

في هذا السياق، أشارت مصادر حكومية الى تحويل مجلس الوزراء الى خلية أزمة لاحتواء أي تطور قد يحصل. ولفتت في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية الى أن وزارات الخدمات تحوّلت الى خلية عمل لتأمين ما يلزم من مقوّمات صمود اللبنانيين بمواجهة أي عدوان إسرائيلي يخرج عن قواعد الاشتباك التي رأيناها منذ بداية طوفان الأقصى.

وعن التحضيرات اللوجستية التي قد تعتمدها الحكومة في حال توسعت رقعة الحرب، أفادت المصادر بأن التداول مستمر بين رئيس الحكومة والوزراء تحسباً لأي طارئ، وأن الموضوع المالي بشكل خاص استحوذ على اهتمام رئيس الحكومة ووزير المال وتمثل بالاجتماع الذي عُقد في السراي الحكومي بحضور الحاكم المؤقت لمصرف لبنان وسيم منصوري لتأمين النفقات المطلوبة لشراء القمح والطحين والمحروقات في حال انزلقت الأمور نحو الأسوأ واستدعت اجراءات عاجلة، بالاضافة الى تأمين أماكن للنازحين.

المصادر لفتت الى اعتماد خطة طوارىء كإطار عام أصبحت واضحة صحياً وغذائياً، كما تشمل أيضاً موضوع المرافئ والمطارات التي ستبقى رهن الطلب.

المصادر تحدثت عن إمكانية أن يدعو الرئيس نجيب ميقاتي الحكومة الى اجتماع لمجلس الوزراء، حيث من المتوقع أن يحضره وزراء التيار الوطني الحر بعدما شاركوا في اللقاء التشاوري الاخير في السراي، وبغض النظر عن الاشكال الذي حصل مع وزير الدفاع بخصوص ملف قيادة الجيش.

بالتزامن، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية الى ان التطورات ضبابية في ظل استمرار حرب الابادة على غزة، ولفت الى أن الهجوم البري سيبقى رهن التطورات التي قد تحصل، فالعدو حتى الساعة يتهيّب الأمر  لكن هذا لا يعني أنه تخلى عنه وهو لديه خطط كثيرة. فهناك خبراء داخل الكيان الاسرائيلي يدرسون طبيعة الهجوم وتوقيته ويعتبرون انه لا بد من تنفيذه في النهاية لإعادة الهيبة التي فقدتها اسرائيل بعملية طوفان الاقصى.

وعن الوضع في الجنوب، رأى هاشم أنه رهن تطور الأمور. ولم يستبعد أن يغامر العدو بموضوع الحدود وقد يتمادى بإجرامه ويكون توسيع الحرب احدى هذه العوامل. وعن تحصين الجبهة الداخلية تداركاً للأسوأ، قال هاشم: "هناك وحدة كوارث ورئيس حكومة ووزراء معنيين يحاولون تأمين الحد الأدنى من متطلبات أي تطور. لكن ليس هناك جهوزية كاملة ونحن بظرف غير طبيعي، ويجب أن نكون على جهوزية تامة تداركاً للأسوأ. لكن بالمقابل لا أحد يمكنه أن يتوقع شيئاً عن هذا العدو الذي قد يبادر الى توسيع الحرب وجر الجبهة الشمالية الى حرب واسعة، ووسط هذه التوقعات يجب العمل على توحيد الجبهة الداخلية ومعالجة الشغور في المؤسسة العسكرية تحسباً لأي طارئ".

الأحداث تتسارع، وليلة غزة الأخيرة خير مؤشر الى ان المنطقة لا تزال على صفيح ساخن سينفجر في أي لحظة ويستدعي أقصى درجات الاستعداد على كافة المستويات.



التعليقات