رئيس الأركان الأمريكي: لا أعتقد أن النزاع مع الصين حتمي عسكري إسرائيلي يحذّر من انهيار الجيش تظاهرات في البصرة بسبب ارتفاع أسعار البنزين المُحسّن مستشار السوداني يتحدث عن ملفات مهمة ستحسم مع "واشنطن".. وسلم الرواتب سيتغير البنزين المُحسّن.. مخاوف من تداعيات رفع أسعار الوقود بقرار "غير مدروس"! علاج منزلي لـ "تشقق القدمين" مسؤول رفيع: إسرائيل لم تتسلم كل الأسلحة التي طلبتها من الولايات المتحدة بوتين: لن نهاجم «الناتو» بل سنسقط مقاتلاته البرلمان: لا أزمة مالية في العراق.. والرواتب مؤمّنة في موازنة 2024 مقتدى الصدر يشكل لجان مركزية تضم "مستشارين" و "الكتلة الصدرية" (وثيقة) هادي العامري: العراقيون عاشوا كابوساً حقيقياً جثمَ على صدورهم كيف تختار شاحن لاسلكي لهاتفك الذكي؟ رفع أسعار البنزين المحسّن.. الحكومة تكشف الأسباب وموعد عودة السعر القديم الأردن: الربط الكهربائي مع العراق سيدخل الخدمة يوم السبت المقبل الداخلية تعلن القبض على 10 متهمين في بغداد دراسة تكشف علاقة غريبة بين ChatGPT وفقدان الذاكرة المنجزات مقابل البانزينات مكتسبات تنسفها القرارات! الإسراء والمعراج.. حقيقته وأهدافه ما هي فائدة «الإسراء والمعراج» للنبي (ص)؟ الكهرباء تستعد لـ "شهر أيار" المقبل بصيانات استباقية التجارة تكشف مصير "البطاقة التموينية" وعلاقتها بـ "البطاقة الموحدة" النزاهة تضبط 16 متهماً بـ "جريمة الرشوة" السوداني يترأس اجتماعاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني هل حادثة "رد الشمس" حقيقية؟ ولماذا تأخر الإمام علي عن الصلاة؟!! وفاة النائب السابق "محمد الهنداوي" بعد صراع مع المرض مجلس النواب يرفع جلسته مسعود بارزاني: لن نلتزم بقرارات المحكمة الاتحادية التربية تعلن جدول الامتحانات المهنية العامة البرلمان يصوت على توصيات اللجنة المكلفة بخصوص فيضانات محافظة دهوك مجلس النواب يصوت على تعديل قانون العقوبات العراقي

«الجيوش الإلكترونية»في الانتخابات العراقية.. سلاح جديد يطلق قذائفه في كل اتجاه
الأربعاء / 02 / أيار - 2018
 أحمد الدباغ
سلاح جديد بات مرافقًا للانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق، فبالإضافة لوسائل الدعاية التقليدية المعتمدة في الانتخابات، والتي تشمل الملصقات و«البروشورات» والإعلانات التلفزيونية، يلجأ المرشحون في العراق لوسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة منصة «فيسبوك»، التي أصبحت قبلة المرشحين والسياسيين سعيًا منهم وراء حشد الدعم عبر تلك المنصات، ويستخدمون في ذلك ما بات يُعرف بـ«الجيوش الالكترونية».
ما هي «الجيوش الالكترونية»؟ وكيف تدار؟
اصطُلح على تعريف الجيوش الالكترونية على أنها « مجموعات مدربة تعمل وفق أجندة خاصة هدفها اختراق مواقع الخصوم، والترويج لوجهة نظر معينة عبر مختلف منصات الإنترنت، وإسكات وتشويه سمعة المناوئين، إلى جانب ترويج الشائعات والأكاذيب وخلق البلبلة».
«حسان الدليمي» من مركز الراصد للترويج وإدارة الصفحات في فيسبوك، يقول «إن ظاهرة الجيوش الإلكترونية بدأت تشهد رواجًا في العراق خلال السنة الأخيرة، وازداد الطلب على هذه الجيوش مع تحديد موعد الانتخابات البرلمانية في 12 مارس (آذار) القادم، وعن طريقة إنشاء هذه الجيوش وإدارتها»، يقول الدليمي: «إن إنشاء هذه الجيوش في غاية البساطة؛ حيث يحتاج القائمون عليها إلى طاقم فني مدرب بعض الشيء، وأجهزة كمبيوتر ووسيلة اتصال بالإنترنت».
يعمد هؤلاء إلى إنشاء الصفحة الخاصة بالسياسي أو المرشح أو أي كان، ثم يتم تمويل هذه الصفحة والترويج لها، وهذا يتم من خلال بطاقات ثمن الواحدة منها 25 دولارًا، تكفي لعرض الصفحة ضمن الإعلانات الخاصة بفيسبوك، والترويج لها آلاف المرات، ويمكن شحن التمويل المناسب لها كل مرة، ويضيف الدليمي أن الوسيلة المتبعة في ذلك تتم إما من خلال التعاقد مع شركات مختصة بالترويج وصنع الجيوش الإلكترونية، أو من خلال مجموعة من الصحافيين المكلفين من المرشح، أو الكتلة السياسية لتنفيذ هذه المهمة، بحسبه.
هل يتنافى العمل الصحافي مع إدارة «الجيوش الإلكترونية»؟
لا تقف ظاهرة «الجيوش الإلكترونية» عند إنشاء الحسابات فقط، بل يتعدى ذلك الى توظيف السياسيين والمرشحين لصحافيين يعملون ليل نهار على الترويج لهذه الصفحات ودعمها، الصحافي «بكر العبيدي» من العاصمة بغداد – وقد عمل لفترة معنية مديرًا لحملة أحد مرشحي الانتخابات المقبلة – يقول: «هي حرب انتخابية، وصراع في مناطق ودوائر الانتخاب، وفيها يلجأ المرشح إلى كل الوسائل الإعلامية من أجل تحسين صورته لدى الناخب والتشويش على الخصوم، ليس بالضرورة أن يكون هذا العمل أو التصرف شرعيًا او غير شرعي؛ فالآن وفي هذه المرحلة يعد هذا الترويج ضرورة إعلامية، وأصبح من أدواتها ووسائلها؛ للتأثير على الرأي العام».
وأضاف العبيدي مجيبًا على تساؤل عما إذا كان هذا العمل يعد انتهاكًا لميثاق الشرف الصحافي: «أعتقد أنه نقطة قوة في صالح الإعلامي، إن أحسن استخدام الفريق الإلكتروني». وعن إمكانية نجاح الكتل السياسية من خلال استخدام هذه الجيوش الإلكترونية يقول العبيدي: «لا يقاس النجاح من خلال استخدام الجيوش الإلكترونية، والفرق الإلكترونية، إنما هي أداة مكملة للماكينة الإعلامية من أجل صد الهجمات من الأطراف الأخرى، والدفاع عن المرشح، أو شن هجوم على مرشح معين».
مبالغ طائلة تدفعها الكتل السياسية لصحافيين يديرون الحملات الانتخابية عبر «السوشيال ميديا»، الصحافي «أيوب الجبوري»، صحافي يعمل ضمن الحملة الانتخابية لأحد الأحزاب الإسلامية «الشيعية»، والتي رفض ذكر اسمها، يقول إنه يتقاضى ألف دولار شهريًا مقابل العمل ضمن الحملة الإعلامية الإلكترونية للحزب، ويضيف الجبوري بأن عمله يتم من مكتبه في بيته، وليس في مقر الحزب، وأنه ينسّق مع صحافيين آخرين يعملون ضمن الحملة، ويحددون كل يوم الأهداف وما سينشر في صفحة الحزب على السوشيال ميديا، وعن طبيعة عمله، وفيما إذا كان مقتنعًا بعمله هذا أم لا من حيث الموضوعية والمهنية الصحافية، يقول الجبوري: «إنه عملٌ في المقام الأول، وما دام ليس هناك أي تبعات قانونية عليّ، فلا مانع من أن أعمل لصالح كتلة أو حزب معين حتى لو لم أكن مقتنعًا بما يقوم به».
الحملات الانتخابية في العراق
الصحافي «غزوان جاسم» يقول: «إن ظاهرة الجيوش الإلكترونية ليست وليدة هذه الانتخابات، وكانت حتى سنوات قريبة مضت عبارة عن مجموعة محبي حزب أو كتلة سياسية يتبرعون للدفاع عن وجهات نظر هذه الكتل»، ويضيف جاسم بأنه يمكن القول: إن «هذه الظاهرة بدأت رسميًا في العراق في نهاية الحقبة الثانية لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي عام 2014 عندما بدأت تظهر نواة هذه الجيوش بين المالكي وخصومه الكثيرين، وكانت في أول الأمر تعتمد على التسقيط في القرارات وفي السياسات التي يتبعها الخصوم، لكنها ظلت محافظة على الحد الأدنى من العقلانية والصراع السياسي الطبيعي»، بحسبه.
هل تؤثر «الجيوش الإلكترونية» في رأي الشارع العراقي؟
الصحافي وليد الزبيدي المختص بصحافة وسائل التواصل الاجتماعي، يقول، في معرض حديثه عن ظاهرة الجيوش الإلكترونية والحسابات الوهمية المستخدمة في حسابات النواب والمرشحين، إن «هذه الخدعة لا تنطلي على أحد، وبإمكان أي مستخدم بسيط أن يكتشفها، وكان الأولى بالنواب ممن يعكفون على استخدام هذه الوسائل أن يعرضوا برامج سياسية حقيقية قابلة للتنفيذ مع خطة عمل متكاملة تستطيع كسب الناخب، بدل اللجوء إلى هذه الطرق البدائية»، ويرى الزبيدي أن واجبات هذه الجيوش لا تخرج عن فبركة الفضائح للخصوم والتي غالبًا ما تكتشف بعد مدة وجيزة.
وعن استخدام فيسبوك دون غيره من وسائل التواصل الاجتماعي، كـ«تويتر» و«جوجل بلس» مثلًَا، يقول الزبيدي: إن العراقيين يستخدمون «فيسبوك» بالدرجة الأولى، دون بقية المنصات، على عكس دول الخليج التي تستخدم تويتر بالدرجة الأولى، ويضيف أن الشباب اليافعين الذين لا تزيد أعمارهم عن 20 عامًا بدأوا يستخدمون «تويتر» خلال السنوات القليلة الماضية، لكن هؤلاء قد لا يحق لكثير منهم المشاركة في الانتخابات بسبب العمر، ولذلك يلجأ السياسيون إلى استخدام «فيسبوك»، دون غيره.
هجمات إلكترونية يتعرض لها النواب والمرشحون
يشكو عدد من النواب والمرشحين للانتخابات المقبلة من الجيوش الإلكترونية وهجماتها، تقول النائب في البرلمان العراقي والمرشحة للانتخابات المقبلة فرح السراج: إن الهجمات الإلكترونية تصدر عن جهات سياسية، وهي تابعة لمرشحين منافسين، وتضيف فرح قائلة: «من خلال صفحتي على فيسبوك، رصدنا أكثر من 900 حساب وهمي يهاجم الصفحة ويشوش عليها».
وعن طرق الهجمات وكيفية حصولها، تقول فرح: إن هناك عدة طرق للهجمات، «كلما أنشر موضوعًا في الصفحة، فإن هناك مجموعة من الحسابات تنشط ما بين الساعة الحادية عشرة والنصف ليلًا وحتى الواحدة والنصف فجرًا، أي بمعدل ساعتين، تقوم هذه المجموعات بمحاولة تعطيل الصفحة والموضوعات من خلال التدخل بالموضوعات الشخصية لي، أو التهكم عليّ شخصيًا، وهناك طريقة أخرى تتمثل في الإبلاغ عن الموضوعات أو النشر في صفحات أخرى تهاجمني وتهاجم ما قمت به».
وعن الطرق المعتمدة لمعالجة هذه الهجمات، تقول فرح: «إنه يتم حظر هذه الحسابات، لكن هذا يؤدي أحيانًا إلى مشكلة أخرى تواجه الصفحة، وهي أنه مع ازدياد عمليات الحظر، فإن هذا الإجراء يؤثر في قوة الصفحة حتى لو كانت ممولة، ويلجأ الفريق التقني في مرات عديدة إلى إخفاء المنشورات؛ حتى لا يؤثر ذلك في قوة الصفحة»، بحسب فرح
مراكز العد والفرز في المفوضية العليا للانتخابات في العراق
وعن ماهية هذه الحسابات الوهمية تقول فرح: «إن جميع هذه الحسابات – ومن الاطلاع على الملف الشخصي للحساب «البروفايل» – قد أنشئت خلال الأشهر الماضية – في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على أقصى تقدير – وأن محتويات هذه الحسابات تضم صورة أو صورتين فقط دون أي بيانات تشير إلى معلومات حقيقية عن الحساب»، بحسب فرح.
سياسي آخر يتعرض لهجوم من الجيوش الإلكترونية، هو حسين الطائي، وهو شاب يعمل ضمن فريق الحملة الانتخابية الخاصة بالمرشح عن محافظة نينوى خالد العبيدي – المنضوية ضمن كتلة رئيس الوزراء حيدر العبادي – يقول في حديث لـ«ساسة بوست» ما نصه: «إنه وبعد أن أفلست أكثر وأكبر القوائم على مستوى محافظة نينوى، فإن حملة الدكتور خالد العبيدي – وزير الدفاع السابق – تتعرض وبشكل متكرر إلى هجوم من الجيوش الإلكترونية من جهات تريد إسقاط رموز القائمة، حيث يعلم المهاجمون أن قائمة العبيدي تعد من أكثر القوائم جماهيرية»، ويضيف الطائي بأنه مع كل عملية نشر في الصفحة، فإنهم يتعرضون لهجمات إلكترونية بحسابات وهمية، حسب تأكيده.
هل ستكون الحملات الانتخابية عبر «السوشيال ميديا» مؤثرة؟
يؤكد أستاذ السياسات والعلاقات الدولية في جامعة «بيان» الدكتور علي بشار أن «الجيوش الالكترونية التي تشهدها الحملات الانتخابية لمختلف الكتل والمرشحين هي دليل واضح على أن الانتخابات المقبلة هي انتخابات السوشيال ميديا بامتياز، وليست انتخابات البوستر والإعلانات التقليدية، لذلك فإن الجيوش الإلكترونية فاعلة جدًا في هذه المرحلة».
الدعاية الانتخابية للمرشحين في مدينة الموصل
ويضيف بشار أن «كل المرشحين والسياسيين أدركوا أن هناك أهمية قصوى لهذه الوسيلة، لذلك لجأوا إلى هذه الجيوش، وبعض المرشحين اعتمدوا على شركات خاصة في هذا المجال، أما البعض الآخر فاعتمدوا على صحافيين وأشخاص يعملون لصالح الكتل»، وعن الملابسات التي ترافق استخدام مثل هذه الجيوش يضيف بشار أن «المرحلة الآن هي حرب الكترونية بين الكتل، إضافة إلى حرب بين المرشحين في ذات الكتلة أيضًا».
ويرجع بشار سبب انتشار هذه الظاهرة في هذه الدورة الانتخابية بالذات، إلى رخص التكنولوجيا الحديثة، ورخص الإعلانات الممولة عبر فيسبوك مقارنة مع وسائل الدعاية التقليدية، فضلًا عن أن مستخدمي هذه الجيوش الإلكترونية يعملون في الخفاء، ولا يمكن الوصول إليهم، وبالتالي يعملون بـ«أريحية»، فضلًا عن أن هذه الجيوش تستهدف الناخب من فئة الشباب، ولا يخفى على الجميع أن غالبية الشباب العراقي يستخدمون «فيسبوك» إلى درجة الإدمان، «فالعصر الآن عصر الصورة والفيديو القصير»، بحسب وصفه.
وعن قوة هذه الجيوش الإلكترونية وترجيح كفة الجهات التي تستخدمها، يختتم بشار حديثه لـ«ساسة بوست» بالقول إن هذه الجيوش الإلكترونية – القوية منها – سيكون لها الغلبة؛ حيث إنها بدأت تؤتي ثمارها من خلال عمليات الإسقاط والتشهير لبعض المرشحين، وستكون الغلبة أيضًا لمن له الأموال الطائلة، ولمن له القدرة على التأثير في قرار الناخب من خلال تجميل عرض البروفايل الخاص بالمرشح المعني، فضلًا عن الطرق الأخرى.
لكن لمدير «مركز نون للدراسات الاستراتيجية» جرير محمد رأي آخر في هذا الموضوع حيث يقول: إن الحملات الانتخابية الحقيقية لم تبدأ بعد، لكن حملات التسقيط والتشهير هي التي بدأت، وذلك ما يتجلى، خصوصًا في مواقع «السوشيال ميديا»، ويضيف محمد أن هذه الحملات تشتت الناخب بصورة كبيرة؛ حيث إن شيطنة الكل وإسقاطهم يضر الجميع، ويبعد الناخب أكثر عن المشاركة.
وعن مشاركة بعض الصحافيين في إدارة الجيوش الإلكترونية، يقول محمد: إن «تفاعل أهل الاختصاص والكفاءات من صحافيين محترفين وأكاديميين ومتخصصين في إدارة دفة التوجيه المجتمعي يمكن أن يشكل تيارًا معرفيًا مضادًا لسلبية التسقيط التي نشهدها، خاصة الخارج منها عن الأعراف وآداب الذوق والمروءة، والذي يدخل في خانة السب والشتم والكلام الفارغ»، حسب وصفه.
وعن قابلية تصديق كل ما يعرض على السوشيال ميديا، يضيف محمد: «علينا الاعتراف أن دخول الفاسدين من المسؤولين المتداول عنهم الفساد، والمتلونين من العاملين في الحقل السياسي وكثرة فضائحهم، جعل ذهنية الجمهور مهيأة لتصديق كل ما هو سيئ وفاسد عن أي مرشح، حتى لو كان بريئًا وشريفًا».