أفادت صحيفة يسرائيل هايوم، يوم الأحد، بأن التنسيق الأمني المصري المتعمق مع دول عربية، من بينها العراق، يُنظر إليه في إسرائيل كمؤشر على طموحات استراتيجية أوسع للقاهرة لا تنسجم مع المصالح الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة في تقرير تحليلي أن دوائر أمنية واستراتيجية إسرائيلية تتابع بقلق متزايد التحركات المصرية المتسارعة على الساحتين العربية والأفريقية، مشيرة إلى أن تعزيز الوجود العسكري المصري في ليبيا والسودان، إلى جانب توسيع التنسيق الأمني مع دول مثل الجزائر والعراق، يعكس توجهاً مصرياً لإعادة رسم موازين النفوذ الإقليمي.
وأضاف التقرير أن تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترى أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم تعد تكتفي بدورها التقليدي كوسيط في النزاعات الإقليمية، بل تسعى إلى لعب دور قيادي أكثر فاعلية، مستفيدة من الفراغ السياسي والأمني الذي شهدته المنطقة خلال السنوات الأخيرة.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا التمدد المصري يتقاطع أحياناً مع المصالح الإسرائيلية، ولا سيما في الملف الليبي، حيث تدعم القاهرة قوات شرق ليبيا المتمركزة في طبرق، في حين تقدم إسرائيل، وفق التقرير، دعماً غير معلن لجهات مناوئة، الأمر الذي يعقّد جهود التوصل إلى تسوية سياسية مستقرة في ليبيا.
وخلصت يسرائيل هايوم إلى أن التحدي الأبرز أمام إسرائيل لا يقتصر على التحركات العسكرية المصرية، بل يتمثل في قدرة القاهرة على بناء شبكة تحالفات إقليمية واسعة قد تحد من النفوذ الإسرائيلي في الساحة العربية، مؤكدة أن هذا القلق يتصاعد في ظل غياب تقدم ملموس في عملية السلام أو فرص جديدة للتطبيع مع دول عربية أخرى.
المحرر: حسين هادي