تسبب منخفض جوي شديد في تحويل قطاع غزة إلى ساحة لكارثة إنسانية، حيث أسفر عن مقتل 20 مواطناً وانهيار 49 مبنى سكنياً، فيما وجدت آلاف العائلات نفسها دون مأوى بعد أن غرقت أكثر من 127 ألف خيمة كانت تُستخدم لإيواء النازحين.
وأوضح متحدث بلدية غزة أن الأمطار الغزيرة أدت إلى غرق الخيام، مما ترك عائلات عديدة في العراء، داعياً إلى الضغط على إسرائيل لفتح المعابر وإدخال المساعدات العاجلة.
ومن بين الضحايا، توفيت شابة بعد سقوط جدار منزل متضرر على خيمتها قرب ميناء غزة، بينما سقطت نخلة على خيمة عائلة في مخيم الست أميرة بدير البلح نتيجة العواصف.
كما لقي طفلان حتفهما بسبب البرد القارس داخل خيام النازحين، فيما لا يزال 3 مواطنين في عداد المفقودين تحت أنقاض المباني المنهارة.
وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن نقص حاد في المساعدات، حيث أدخلت إسرائيل 19,764 شاحنة مساعدات فقط من أصل 48,000 مطلوبة خلال 80 يوماً، بنسبة التزام لا تتجاوز 42%، بينما لم تصل سوى 425 شاحنة وقود من أصل 4,000 مطلوبة، بنسبة 10% فقط.
وحذر المكتب من أن استمرار المنخفضات الجوية في ظل تدمير البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي قد يؤدي إلى كوارث بيئية وصحية، وزيادة خطر السيول التي قد تهدد المزيد من الأرواح.
بدورها، اتهمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إسرائيل باستغلال "اعتياد المجتمع الدولي على الكارثة" لمواصلة سياساتها، مطالبة بتدخل عاجل لإدخال معدات ثقيلة لإزالة الأنقاض والمباني الخطرة، وتوفير مأوى بديل ومستلزمات أساسية للنازحين.
من جهته، قال مفوض عام الأونروا إن الطقس الشتوي القاسي يفاقم معاناة السكان بعد أكثر من عامين من الحرب، مشيراً إلى أن الكثيرين يعيشون في خيام غارقة بالمياه دون وصول كافٍ للمساعدات.
ودعا المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتهم وإلزام إسرائيل بتنفيذ التزاماتها كاملة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والوقود ومواد الإيواء دون عوائق.
وفيما تتوقع دائرة الأرصاد الجوية استمرار الأمطار الغزيرة والرياح العاتية، تُجدد التحذيرات من مخاطر الفيضانات وتشكّل السيول في القطاع.
المحرر: عمار الكاتب