الخميس 4 رَجب 1447هـ 25 ديسمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
بين الشبع والدهون.. الحقيقة الكاملة عن علاقة الأفوكادو بإنقاص الوزن
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 12 / 25
0

يُعدّ الأفوكادو من الفواكه المميزة التي تحظى بشعبية واسعة، لما يتمتع به من طعم لذيذ وقيمة غذائية عالية، فضلاً عن احتوائه على دهون صحية مفيدة للجسم. ويرى كثيرون أن هذه الدهون تجعله خياراً مناسباً لإنقاص الوزن، في حين يخشى آخرون أن يؤدي الإكثار منه إلى زيادة الوزن.

ويتميز الأفوكادو بتركيبته الغذائية الغنية، إذ تحتوي حصة مقدارها 100 غرام، أي ما يعادل نصف حبة تقريباً، على نحو 160 سعرة حرارية. كما يوفر مجموعة من الفيتامينات والمعادن، من بينها النياسين، والريبوفلافين، والنحاس، والمغنيسيوم، والمنغنيز، إضافة إلى مضادات الأكسدة.

ويُعد الأفوكادو منخفض الكربوهيدرات مقارنة بمعظم الفواكه، إذ تحتوي الحصة الواحدة على أقل من 9 غرامات من الكربوهيدرات، نحو 7 غرامات منها ألياف غذائية، ما يعزز صحة الجهاز الهضمي. وعلى عكس أغلب الفواكه، يحتوي الأفوكادو على نسبة مرتفعة من الدهون تشكل نحو 15% من وزنه.

وتتركز دهون الأفوكادو بشكل رئيسي في الدهون الأحادية غير المشبعة المفيدة لصحة القلب، وعلى رأسها حمض الأوليك، المعروف بدوره في تقليل الالتهابات وخفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب. وتشير أبحاث حديثة إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بهذا الحمض قد تساهم في تقليل دهون البطن والسمنة المركزية.

كما أوضحت دراسات أن استبدال الدهون المشبعة بالدهون الأحادية أو المتعددة غير المشبعة يساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم. وفي هذا السياق، بيّنت أبحاث أن تناول الأفوكادو بشكل منتظم يسهم في تقليل الكوليسترول الضار المؤكسد، وهو أحد العوامل المرتبطة بأمراض القلب.

ويُعرف الأفوكادو بقدرته على تعزيز الشعور بالشبع، بفضل احتوائه على مزيج من الدهون والألياف، ما قد يؤدي إلى تقليل كمية السعرات الحرارية المتناولة خلال اليوم. وأظهرت دراسات أن الأشخاص الذين يتناولون الأفوكادو ضمن وجباتهم يشعرون بامتلاء أطول وجوع أقل مقارنة بغيرهم.

وفي إطار النظام الغذائي المتوازن، ربطت دراسات حديثة بين تناول الأفوكادو وتحسن جودة النظام الغذائي، وزيادة استهلاك الألياف والبوتاسيوم، إضافة إلى الالتزام بالإرشادات الغذائية الصحية، دون التسبب بزيادة الوزن.

أما فيما يخص إنقاص الوزن، فقد أظهرت بعض الدراسات أن تناول الأفوكادو يومياً قد يساهم في تقليل دهون البطن لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، في حين لم تجد دراسات أخرى تأثيراً واضحاً على وزن الجسم أو مؤشر كتلة الجسم. ومع ذلك، أكدت الأبحاث أن استهلاك الأفوكادو لا يؤدي بحد ذاته إلى زيادة الوزن.

وبسبب كثافته السعرات الحرارية مقارنة ببعض الفواكه الأخرى، يبقى الاعتدال في تناول الأفوكادو عاملاً أساسياً. إذ يعتمد تأثيره على الوزن بشكل كبير على نمط الحياة العام، وحجم الحصص الغذائية، ومستوى النشاط البدني، والعادات الغذائية طويلة الأمد.

وفي المحصلة، يمكن إدماج الأفوكادو ضمن نظام غذائي صحي ومتوازن، ليستفيد الجسم من فوائده المتعددة، مع مراعاة الكميات لتحقيق التوازن بين الفائدة الغذائية وإدارة الوزن. 

المحرر: حسين هادي



التعليقات