السبت 28 جمادى الآخرة 1447هـ 20 ديسمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
أوروبا في عين العاصفة.. تحذيرات من حرب عالمية ثالثة تطرق كل باب!
متابعة - كلمة الإخباري
2025 / 12 / 20
0

يواجه الاتحاد الأوروبي لحظة تاريخية حرجة قد تكون الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تجد القارة العجوز نفسها محاصرة بين تهديدات روسية عسكرية متصاعدة من الشرق، وتغيرات جيوسياسية جذرية تقودها الولايات المتحدة من الغرب، وسط تحذيرات جدية من اندلاع حرب عالمية قد لا تستثني أحداً.

تحذيرات الناتو والرد الروسي

دق الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، ناقوس الخطر من برلين، محذراً من أن الحرب المقبلة قد تطال كل منزل وتحدث دماراً هائلاً، داعياً الأوروبيين للاستعداد لسيناريوهات مشابهة لما عاشه أجدادهم. في المقابل، جاء الرد الروسي سريعاً على لسان الرئيس فلاديمير بوتين، الذي لوح باستخدام القوة لتحرير أراض تاريخية إذا فشلت الدبلوماسية، مستنداً إلى تقدم قواته في الجبهات الأوكرانية.

عقدة التاريخ وسيناريو 1938

تسيطر على العقلية الأوروبية حالياً مخاوف من تكرار سيناريو سياسة الاسترضاء التي مورست مع هتلر عام 1938، حيث يرى القادة الأوروبيون في تحركات بوتين استنساخاً للتوسع النازي. وتخشى العواصم الأوروبية من أن التنازل عن أي أراض أوكرانية لن ينهي الحرب، بل سيفتح شهية موسكو لابتلاع المزيد من الدول في البلطيق وشرق أوروبا لاستعادة أمجاد الإمبراطورية.

صدمة ترامب والانسحاب الأميركي

ما يزيد الطين بلة بالنسبة للأوروبيين هو التحول الجذري في الموقف الأميركي. إذ تكشف استراتيجية الأمن القومي الجديدة لإدارة الرئيس دونالد ترامب عن تراجع واضح في الالتزام بحماية أوروبا، ومطالبة دول الناتو بزيادة إنفاقها الدفاعي إلى أرقام تعجيزية. وتزامنت هذه السياسة مع سحب آلاف الجنود الأميركيين من ألمانيا ورومانيا، وتبني لغة هجومية تصف أوروبا بالقارة التي تعاني من الشيخوخة وأزمة الهوية.

أزمة الداخل: ديموغرافيا واقتصاد متراجع

لا تقتصر التحديات على الخارج، إذ تعاني أوروبا داخلياً من أزمات بنيوية عميقة، أبرزها الشيخوخة السكانية وتراجع معدلات الخصوبة إلى مستويات قياسية، مما يهدد قدرتها على تجنيد الشباب أو تعزيز الاقتصاد الحربي. ويقف القادة الأوروبيون اليوم أمام معضلة صعبة بين ضرورة الحفاظ على رفاهية شعوبهم وبين الحاجة الملحة لعسكرة المجتمع والاقتصاد لمواجهة الخطر القادم.

يبدو أن أوروبا اليوم تدفع ثمن اعتمادها الطويل على المظلة الأميركية، وتجد نفسها في سباق لاهث مع الزمن لبناء قوة ردع ذاتية، في وقت قد تكون فيه الأحداث أسرع من قدرتها على الاستجابة.

المحرر: حسين صباح 



التعليقات