تشير المؤشرات إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يبدو مستعجلاً لتقديم تنازلات كبرى في ملف الحرب الأوكرانية، في وقت يجتمع فيه المبعوث الخاص للرئيس الروسي كيري ديميترييف مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر في ميامي اليوم السبت.
وقام ويتكوف، الذي حل محل الجنرال كيث كيلوغ كمبعوث رئيسي لإدارة ترامب في هذا الملف، بست زيارات إلى موسكو والتقى بوتين لمدة خمس ساعات خلال زيارته الأخيرة، في سابقة نادرة في تاريخ التواصل بين مسؤولي البيت الأبيض والقادة الروس.
وتشير تحليلات إلى أن بوتين قد يستخدم قناة ويتكوف كوسيلة لتجاوز المؤسسات الدبلوماسية الأمريكية التقليدية، خاصة بعد أن قلصت إدارة ترامب دور الدبلوماسيين المحترفين. ويتميز ويتكوف وديميترييف بكونهما رجلي أعمال ذوي روابط شخصية قوية بقادتهما، مما يغير النمط التقليدي للدبلوماسية بين القوتين.
من جهته، يرى مراقبون أن بوتين لا ينظر إلى الحرب من منظور "صفقة تجارية" كما قد يفعل ترامب، بل يعتبرها قضية وجودية تستحق التضحية. وقد درس الكرملين بعناية الشخصيات المحيطة بترامب، مما أدى إلى إعادة تشكيل الفريق التفاوضي الأمريكي.
تجري هذه المفاوضات في ظل غياب هياكل الدبلوماسية التقليدية، حيث لا يوجد سفير أمريكي في موسكو منذ يونيو، ولا يوجد مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية، فيما يرفض ويتكوف تلقي إحاطات من وكالة الاستخبارات المركزية. ويشعر الحلفاء الأوروبيون بالقلق من احتمال تخلي واشنطن عن دعمهم في هذه المعادلة المعقدة.
المحرر: عمار الكاتب