قضت محكمة بريطانية بسجن موظف في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) لمدة تسع سنوات، بعد إدانته بالاعتداء الجنسي على مريضتين أثناء قيامه بإجراء فحوصات طبية وُصفت بأنها وهمية وغير ضرورية.
وذكرت صحيفة “ميترو” البريطانية أن المتهم، إيوان كرامب (26 عاما)، كان يعمل مساعد رعاية صحية في مستشفى “غرانج” بمدينة كومبران، وقد أُدين بتسع تهم اعتداء جنسي، بينها ثلاث تهم اعتداء عن طريق الإيلاج، وقعت خلال شهر آب/ أغسطس 2021 أثناء تأديته مهامه الوظيفية.
وأفادت محكمة ميرثير تيدفيل الملكية بأن كرامب استغل موقعه الوظيفي وثقة المرضى، وأجرى فحوصات غير مبررة طبيا بهدف إشباع دوافعه الشخصية، مؤكدة أن تلك الإجراءات لم تكن جزءا من أي بروتوكول علاجي. ورغم إنكاره التهم، أجمعت هيئة المحلفين على إدانته بجميع الوقائع المنسوبة إليه.
وفي إفادة شخصية قُرئت أمام المحكمة، أوضحت إحدى الضحيتين أن حياتها تحولت إلى “كابوس” منذ وقوع الاعتداء، مشيرة إلى أن ما تعرضت له ألحق بها أضرارا نفسية جسيمة، وأفقدها الإحساس بالأمان داخل المؤسسات الصحية، وأدى إلى تدهور حالتها النفسية بشكل خطير.
من جهتها، قالت الضحية الثانية إن التجربة تركت أثرا عميقا في حياتها، وجعلتها تفقد الثقة بالآخرين، مؤكدة أن خوفها من تكرار ما حدث دفعها إلى تجنب تلقي العلاج في مستشفيات NHS مستقبلا.
وخلال النطق بالحكم، قالت القاضية فانيسا فرانسيس إن المتهم ارتكب “خرقا بالغ الخطورة للثقة”، مستغلا وضع المريضات الهش، ولفتت إلى أنه تعمد إجراء فحوصات غير مطلوبة طبيا، ولم يلتزم بالإجراءات المهنية، ما تسبب بآثار نفسية مدمرة للضحيتين.
وأضافت القاضية أن امتلاك المتهم مستقبلا مهنيا واعدا في القطاع الصحي لا يخفف من جسامة أفعاله، مؤكدة أن المحكمة أخذت بعين الاعتبار خطورة الجرائم وتأثيرها طويل الأمد على الضحايا.
وقضت المحكمة بسجن إيوان كرامب لمدة تسع سنوات، مع قرار منعه بشكل دائم من العمل مع الأطفال أو الأشخاص المستضعفين، حماية للمجتمع ومنع تكرار مثل هذه الانتهاكات.
المحرر: حسين هادي