الجمعة 20 جمادى الآخرة 1447هـ 12 ديسمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
واشنطن تكثّف استثماراتها في الذكاء الاصطناعي والروبوتات لمنافسة الصين
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 12 / 11
0

تُشير تقارير أميركية حديثة إلى أن الحكومة الأميركية تكثّف خلال الأشهر الأخيرة استثماراتها في قطاع التكنولوجيا المتسارع، في إطار مساعٍ لتعزيز قدرتها التنافسية أمام الصين، خصوصاً في مجالي الذكاء الاصطناعي والروبوتات.

وشهدت الفترة الماضية نشاطاً واسعاً لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في دعم صناعة الذكاء الاصطناعي، من خلال الدفع بتشريعات جديدة وإصدار أوامر تنفيذية تهدف إلى تخفيف القيود التنظيمية وتسريع تبنّي هذه التقنية، مع تأكيد البيت الأبيض أن الهدف يتمثل في الحفاظ على موقع الريادة العالمية للولايات المتحدة.

ورغم فشل محاولات منع الولايات الفيدرالية من إصدار تنظيماتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي، حققت الإدارة عدداً من الإنجازات، أبرزها إطلاق مشروع “ستارغيت”، وهو مبادرة مشتركة بين شركات OpenAI وSoftBank وOracle لإنشاء مراكز بيانات ضخمة للذكاء الاصطناعي داخل الولايات المتحدة.

ومع استقرار وتيرة تطور الذكاء الاصطناعي، ذكرت صحيفة “بوليتيكو” أن الإدارة الأميركية تتجه لإضافة ملف الروبوتات إلى قائمة أولوياتها، مع احتمال صدور أمر تنفيذي بهذا الشأن مطلع العام المقبل. وأشارت الصحيفة إلى أن وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك يعقد اجتماعات مكثفة مع رؤساء شركات الروبوتات لاستطلاع آليات تسريع التطوير داخل السوق الأميركية.

وبحسب الاتحاد الدولي للروبوتات، تتصدر الصين المشهد العالمي بتشغيل 1.8 مليون روبوت صناعي في مصانعها، أي ما يعادل أربعة أضعاف العدد العامل في الولايات المتحدة، وهو تفوق يعكس اهتمام بكين العميق بالقطاع، والذي ظهر جلياً خلال استضافتها “أولمبياد الروبوتات” في أغسطس الماضي.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة Boston Dynamics روبرت بلاير أن شركته تتعاون مع وزارة التجارة الأميركية لإعداد استراتيجية وطنية للروبوتات تهدف إلى تحقيق التكافؤ مع الصين وتشجيع الشركات الأميركية على تبني حلول الأتمتة في قطاعات التصنيع والخدمات اللوجستية، باعتبارها الأكثر جاهزية لاختبار التقنيات الجديدة.

ورجح بلاير أن دخول الروبوتات إلى المنازل سيستغرق ما بين خمس إلى عشر سنوات، مع توقعات بتسارع وتيرة التطوير خلال الفترة المقبلة.

وشهدت الأشهر الماضية دعوات متزايدة من الشركات الصناعية، بينها Tesla وBoston Dynamics، لتعزيز اهتمام الحكومة بقطاع الروبوتات. وقدمت جمعية تطوير الأتمتة (A3) مذكرة رسمية لوزارة التجارة تطالب بوضع استراتيجية وطنية شاملة لتقليل الاعتماد على الاستيراد ودعم الصناعة المحلية، مقترحة إنشاء مكتب اتحادي خاص بالروبوتات يتولى صياغة السياسات العامة والإشراف عليها.

كما أشارت “بوليتيكو” إلى أن وزارة النقل تستعد للإعلان عن فريق عمل مختص بالروبوتات.

وفي وقت يعد الملياردير إيلون ماسك أحد أبرز الداعمين للروبوتات الشبيهة بالبشر، أعلنت Tesla نيتها تصنيع آلاف الروبوتات من طراز “أوبتيموس” خلال العام الحالي، مع خطط توسعية مستقبلية. لكن تقديرات الخبراء تشير إلى أن أي مبادرة حكومية مرتقبة ستبدأ على الأرجح بقطاع الروبوتات الصناعية، نظراً لتأثيره المباشر على رفع الإنتاجية وتحقيق أهداف إدارة ترامب المتعلقة بزيادة التصنيع داخل الولايات المتحدة.

المحرر: حسين هادي



التعليقات