التقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، برئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم السبت على هامش منتدى الدوحة 2025، لبحث الأوضاع الميدانية في غزة وسبل تحقيق استقرار دائم، وذلك في ظل مفاوضات وصفت بأنها تمر بمرحلة حرجة.
وأكد المسؤولان خلال اللقاء على عدة نقاط جوهرية، أبرزها ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في شرم الشيخ بكل مراحله، وتثبيته ومنع أي خروقات، والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2803 الذي يأذن بإنشاء قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في غزة.
كما حثا على سرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية وتمكينها من أداء ولايتها، وضرورة ضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق ودعم خطوات التعافي المبكر وإعادة الإعمار.
وجاء اللقاء في وقت وصف فيه رئيس الوزراء القطري المفاوضات الجارية بأنها في "مرحلة حرجة"، مشيراً إلى أن ما تم تحقيقه حتى الآن هو "مجرد توقف مؤقت" وليس وقف إطلاق نار مكتملاً. وحدد شرطين أساسيين لاعتباره مكتملاً، وهما الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وعودة الاستقرار إلى القطاع وتمكين السكان من الحركة بحرية.
وأشارت المناقشات في المنتدى إلى استمرار مفاوضات تشكيل قوة الاستقرار الدولية، مع وجود تحديات عالقة مثل طبيعة مهمة القوة وقواعد الاشتباك الخاصة بها، وهيكلية القيادة والدول المساهمة.
كما أبدت بعض الدول العربية والمسلمة تحفظات على المشاركة، بينما تعترض إسرائيل على مشاركة قوات معينة كالقوات التركية.
ويأتي هذا التحرك الدبلوماسي في سياق تطورات ميدانية، حيث أفادت مصادر طبية باستشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي شمال غزة رغم سريان وقف إطلاق النار الهش.
كما تفاقم الأزمة الإنسانية حيث أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع أن إسرائيل تسمح بدخول 16% فقط من كميات غاز الطهي المتفق عليها منذ بدء الهدنة، مما يزيد معاناة السكان. في الوقت ذاته، تشير تقارير إعلامية عبرية إلى أن الجيش الإسرائيلي يعاني من عجز واسع في القوى البشرية القتالية.
يعكس اللقاء المصري القطري جهودًا مكثفة ومتزامنة على المسارين الدبلوماسي والإنساني لتحويل وقف إطلاق النار الهش إلى استقرار دائم، رغم التحديات المعقدة على الأرض وحول طاولة المفاوضات.
المحرر: عمار الكاتب