أفادت مصادر محلية ووكالة الأنباء السورية الرسمية سانا بتوغل قوات إسرائيلية جديدة في منطقة الكروم الغربية بمحيط بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي، حيث دخلت قوة مؤلفة من ثلاث دبابات وخمس آليات عسكرية إلى التقاطع المعروف باسم مفرق باب السد وسرية الدبابات على الطريق الواصل بين مزرعة بيت جن وقرى ريف القنيطرة.
وأقامت القوات حاجزاً عسكرياً في الموقع، منعت خلاله مرور المارة، وعمدت إلى إطلاق النار في الهواء بشكل متقطع بهدف ترهيب الرعاة وإبعادهم عن محيط المنطقة.
ويأتي هذا التوغل بعد أيام قليلة فقط من عملية عسكرية إسرائيلية عنيفة استهدفت البلدة نفسها في التاسع والعشرين من نوفمبر 2025، وأسفرت عن مقتل ثلاثة عشر مدنياً سورياً على الأقل وإصابة العشرات.
ووصفت سوريا الحادث بأنه "جريمة حرب"، بينما برر الجيش الإسرائيلي عمليته بالزعم بأنها تهدف إلى اعتقال عناصر كانوا يخططون لهجمات داخل إسرائيل.
وهذا التوغل هو جزء من نمط تصعيدي إسرائيلي مستمر في جنوب سوريا منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، حيث تجاوزت القوات الإسرائيلية المنطقة العازلة المحددة باتفاقية عام 1974 ونشرت قوات في نقاط إستراتيجية مثل مرصد جبل الشيخ.
كما أفاد الباحث الاستراتيجي في الخارجية السورية عبيدة غضبان بتنفيذ إسرائيل لأكثر من ألف غارة خلال هذه الفترة.
في السياق السياسي، توقفت المحادثات الأمنية السورية-الإسرائيلية بوساطة أمريكية منذ سبتمبر 2025، بينما يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على فكرة إنشاء منطقة منزوعة السلاح تمتد من دمشق حتى جبل الشيخ، وهو ما يرفضه الجانب السوري.
ويشير استمرار العمليات العسكرية وغياب المسار الدبلوماسي إلى استمرار حالة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة الحدودية الجنوبية لسوريا.
المحرر: عمار الكاتب