تصدّرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية صيحة جديدة تدعو إلى تناول سبع حبات من الجزر الصغير قبل النوم لتحسين جودة ومدة النوم، إلا أن خبراء التغذية وطب النوم أكدوا عدم وجود أي علاقة مباشرة بين الجزر والنوم الهادئ.
وبحسب تقرير لموقع “فيري ويل هيلث”، فإن رغبة كثيرين في الحصول على قسط أفضل من الراحة دفعتهم إلى تجربة حلول سريعة، مثل شرب الحليب الدافئ أو اعتماد تناول الجزر الصغير ليلاً، وسط ادعاءات بأن مكوّناته الغذائية—وخاصة مضادات الأكسدة التي تتحول إلى فيتامين (A)—قد تساعد في تخفيف اضطرابات النوم.
لكن خبيرة التغذية ديبي بيتيبان شددت على أنه “لا توجد أي دراسات علمية تثبت أن تناول سبع حبات من الجزر قبل النوم يؤدي إلى الاسترخاء أو تحسين النوم”، موضحة أن “هذا الفعل لا يطلق أي استجابة فسيولوجية مباشرة عند الذهاب للفراش”.
وأوضحت أن إدراج الجزر ضمن نظام غذائي متوازن قد ينعكس بشكل غير مباشر على جودة النوم، إذ كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات أكبر من الفواكه والخضراوات خلال اليوم يتمتعون بنوم أفضل ليلاً، إلا أن الاعتماد على مادة غذائية واحدة لا يؤدي إلى نتائج ملموسة.
وأضافت بيتيبان أن “استهلاك المركبات النباتية التي يوفرها الجزر لن يحسن النوم بحد ذاته”، مؤكدة أن “تصحيح النقص الغذائي يدعم الوظائف البيولوجية، لكنه لا يجعل تناول المزيد من الجزر سبباً مباشراً في نوم أفضل”.
من جانبه، أوضح توماس مايكل كلينيكي، مدير معهد طب النوم في مستشفى نورثويل بجامعة جزيرة ستاتن، أن الجزر “لا يعمل كمهدّئ طبيعي”، مضيفاً: “لا توجد وثائق علمية تثبت وجود علاقة سببية بين حمية غذائية محددة وتحسين كبير في جودة النوم. أسلوب الحياة الصحي، وممارسة الرياضة، والالتزام بقواعد نظافة النوم، تبقى الوصفة الأهم لنوم أفضل”.
وأشار مختصون إلى أن نوع الطعام قبل النوم قد يؤثر على النوم، فالمأكولات الثقيلة قد تسبب اضطرابات، بينما الوجبات الخفيفة قبل ساعات من النوم عادة لا تسبب أضراراً.
المحرر: حسين هادي