أعلنت هيئة النزاهة الاتحادية، اليوم الخميس، مشاركتها في فعاليات المؤتمر العالمي الثاني لـ”تسخير البيانات من أجل تحسين قياس الفساد”، مؤكدة أن انضمام العراق لاتفاقية مكافحة الفساد مثّل نقطة تحوّل في بناء منظومة النزاهة، فيما جددت التزام البلاد بنهج مؤسسي طويل الأمد لمكافحة الفساد وتعزيز الحوكمة.
وقال ممثل الهيئة، المدير العام لدائرة التخطيط والبحوث باسم جاسم هجول، خلال كلمته في المؤتمر المنعقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، تابعه كلمة الإخباري: إن “انضمام العراق للاتفاقية الأممية شكل الإطار القانوني الرصين الذي ألزم المؤسسات العامة والخاصة بالعمل وفق رؤية واضحة وموحدة”، مؤكداً أن هذه الخطوة “عكست فكر الدولة وإدارتها الاستراتيجية لهذا الملف، لا سيما أنها انضمت إلى منظومة دولية تسعى إلى ترسيخ مبادئ الشفافية والمساءلة والحكم الرشيد”.
وأضاف أن “العراق أدرك مبكراً أن مكافحة الفساد لا يمكن أن تكون مجرد رد فعل أو حملات ظرفية، بل تتطلب نهجاً مؤسسياً طويل الأمد مبنياً على سياسات وطنية مستدامة”، موضحاً أن “العراق كان حاضراً في صياغة هذه السياسات عبر استراتيجيات وطنية متتابعة منذ عام 2010، وصولاً إلى الاستراتيجية المقترحة للأعوام 2025 – 2030”.
وبيّن أن “الاستراتيجية الجديدة ترتكز على مبادئ متقدمة تعكس الرؤية المستقبلية لمكافحة الفساد، وتمضي بخطوات سريعة نحو التحول الرقمي الشامل لمؤسسات الدولة، مع توظيف الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لتحسين القياس والتنبؤ بالمخاطر المحتملة”.
وأشار إلى أن العراق “جنى ثمار الاستراتيجيات السابقة عبر تراكم الخبرات، إذ تمكنت المؤسسات الرقابية من تشخيص صور الفساد بدقة ووضع أدوات استقصاء خاصة للرصد”، مبيناً أن العراق نجح في الانتقال إلى “مرحلة التخطيط المتقدم لمكافحة الفساد وقياس أثر الإجراءات، لتحويل الجهد من عمل ردعي قائم على الزجر إلى نظام تحليلي وقائي متكامل يعتمد مؤشرات كمية وإجرائية وإدراكية”.
ولفت إلى أن “مشاركة العراق في المؤتمر تأتي لتأكيد الالتزام بالرؤى والسياسات الحديثة في مكافحة الفساد، القائمة على استثمار الإمكانيات المتطورة لفهم الظاهرة بعمق، ودمج أدوات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتحليل البيانات في صميم إجراءات الحماية ومكافحة الفساد”، مشدداً على أن ذلك “يتطلب تعاوناً دولياً لنقل التجارب الناجحة بين الدول الأطراف”.
المحرر: حسين هادي