أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، أن طهران والرياض تعملان على تعزيز التعاون الإقليمي وتوسيع مساحة التفاهم المشترك، فيما وجّهت انتقادات لاذعة للسياسات الأميركية، معتبرةً أنها تشكل تهديدًا للسلام والأمن الدولي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي، إن زيارة نائب وزير الخارجية السعودي إلى طهران تأتي امتداداً للمسار الذي بدأ قبل نحو عامين عقب تحسن العلاقات بين البلدين، مؤكداً أن الزيارة تقع في إطار اتصالات ومشاورات مستمرة على مستويات متعددة.
وأضاف بقائي أن اللقاءات ركزت على تطوير العلاقات الثنائية ومناقشة الملفات الإقليمية المهمة، بما يشمل تطورات فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا، مشدداً على أن الجانبين يسعيان إلى تعزيز الثقة وتوسيع التفاهم الإقليمي وبناء الاستقرار في غرب آسيا.
وفي الشأن اللبناني، نفى المتحدث صحة الاتهامات المتعلقة بتدخل إيران في الشؤون الداخلية اللبنانية، مشيراً إلى أن القضايا اللبنانية شأن داخلي للبنانيين. وأكد أن طهران تدرك الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية، وأن دعمها للمقاومة اللبنانية يأتي ضمن الإطار القانوني المعترف به دولياً، بينما “التدخل الحقيقي” – حسب تعبيره – صادر من أطراف أخرى تستخدم التهديد بالقوة لفرض إرادتها.
وفي ملف إيران النووي، شدد بقائي على أن البرنامج النووي الإيراني واضح، وأن أنشطته تجري في إطار الحقوق القانونية المنصوص عليها في معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT).
وقال إن المشكلة ليست في البرنامج ذاته، بل في “السياسات القائمة على الضغط والقوة” من قبل بعض الدول، مؤكداً التزام بلاده بجميع تعهداتها كعضو في المعاهدة.
كما هاجم المتحدث الإيراني الولايات المتحدة، قائلاً إنها تشكل تهديداً للأمن والسلام الدوليين بسبب “سياساتها التدخلية” في دول مثل فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا، إلى جانب تدخلاتها في البرازيل والمكسيك، فضلاً عن دعمها الكامل لإسرائيل، ما يجعلها – وفق تعبيره – “شريكاً عملياً في انتهاك سيادة الدول وارتكاب الجرائم الواسعة”.
ودعا بقائي مجلس الأمن الدولي إلى التعامل مع هذه الممارسات باعتبارها انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي وتهديداً مباشراً للاستقرار العالمي.
المحرر: حسين هادي