الخميس 5 جمادى الآخرة 1447هـ 27 نوفمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
البابا الجديد يستهل حبريته بزيارة إلى الشرق الأوسط
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 11 / 27
0

بعد ستة أشهر على انتخابه خلفاً للبابا فرنسيس في مايو الماضي، بدأ البابا ليو الرابع عشر أولى رحلاته الخارجية بزيارة إلى الشرق الأوسط، مستهلاً جولته من العاصمة التركية أنقرة، حيث دعا إلى السلام في المنطقة وشدد على ضرورة تعزيز الوحدة بين الكنائس المسيحية التي لا تزال تعيش انقسامات تاريخية تعود لقرون.

ومن المقرر أن ينتقل البابا إلى مدينة نيقية، التي احتضنت المجمع المسكوني الأول ووُضعت فيها أسس العقيدة المسيحية، ليترأس احتفالاً بمرور 1700 عام على انعقاده. فيما تشكّل مدينة أزنيك المحطة الأبرز في جولته، حيث سيزور مواقعها الأثرية التي كشفت حديثاً عن بقايا بازيليك القديس نيوفيتو، ويشارك في صلاة مشتركة مع بطريرك القسطنطينية بارثولوميو وممثلين عن الكنائس الشرقية.

جولة تحمل رسائل سياسية

ويرى مراقبون أن هذه الزيارة، كونها الأولى خارج الفاتيكان، ستكشف ملامح التوجه السياسي للبابا الجديد في مرحلة تتسم باضطرابات جيوسياسية حادة، خصوصاً في الشرق الأوسط، حيث يلتزم الفاتيكان عادة موقفاً حذراً ومتوازناً رغم تنامي الدعوات المسيحية لإعلان موقف أكثر وضوحاً.

لبنان المحطة الثانية

ومن المقرر أن يصل البابا إلى لبنان الأحد المقبل، تنفيذاً لوعد قطعه لسلفه البابا فرنسيس الذي تعذّر عليه زيارة البلاد في نهاية حبريته. ومنذ الإعلان عن الزيارة، ازدادت التكهنات بإمكانية تأجيلها بفعل الظروف الأمنية، ولا سيما بعد العملية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت شخصية رفيعة في «حزب الله» في الضاحية الجنوبية.

وكشف مصدر فاتيكاني أن الخارجية الفاتيكانية اقترحت في البداية أن تتضمن الجولة زيارة قصيرة لإحدى كنائس الجنوب اللبناني، إلا أن السلطات الإسرائيلية عارضت ذلك رغم استعداد قوات «اليونيفيل» والجيش اللبناني لضمان الحماية اللازمة.

لبنان في الوجدان البابوي

ويُعد ليو الرابع عشر رابع بابا يزور لبنان. وكانت أول زيارة عام 1964 عندما توقف البابا بولس السادس في بيروت لساعات، حيث أشاد بلبنان «ذو التاريخ العريق والثقافة الراقية والشعب المسالم». ثم تواصل اهتمامه بالوضع اللبناني خلال الحرب الأهلية عبر اتصالات ومواقف داعية لوقف الاقتتال.

وتكرس الاهتمام البابوي بلبنان مع البابا يوحنا بولس الثاني، الذي اعتبر لبنان «الوطن الرسالة» خلال زيارته التاريخية عام 1997، ودعا اللبنانيين إلى المصالحة وهدم الجدران التي خلفتها الحرب. وفي عام 2012، زار البابا بينيديكت السادس عشر بيروت، محذراً من خطورة الضغوط الخارجية على «التوازن اللبناني الهش».

وظل لبنان يحظى بمكانة خاصة لدى البابا الراحل فرنسيس، الذي كان يرى فيه محوراً أساسياً للحوار الإسلامي – المسيحي في البحر المتوسط، ومساحة فريدة للتعايش بين مكوّنات متعدّدة.

المحرر: حسين هادي



التعليقات