أكدت لجنة الزراعة والمياه والأهوار في مجلس النواب، اليوم الأربعاء، أن العراق يمر بأسوأ أزمة مائية في تاريخه، محذرة من انهيار الموسم الزراعي الحالي وما نجم عن ذلك من خسائر فادحة في الثروة الحيوانية والسمكية.
وقالت عضو اللجنة ابتسام الهلالي في تصريح تابعه “كلمة الإخباري”، إن “العراق يعيش مرحلة حرجة جداً مائياً وزراعياً، إذ لم يحصل على الإطلاقات المائية الكافية هذا العام، وحتى الآن لم تُعلن الخطة الزراعية للموسم الحالي، وإن أُعلنت فستتضمن تقليصاً كبيراً في المساحات المزروعة”.
وأضافت أن “محصول العنبر الذي يُعد من أهم رموز الزراعة العراقية سيختفي هذا العام بسبب شحّ المياه”، مبينة أن “الخسارة الكبرى تمثلت في انخفاض الثروة الحيوانية بنسبة 70%، تلتها خسائر كبيرة في الثروة السمكية، ثم في القطاع الزراعي عموماً”.
وأوضحت الهلالي أن “الأهوار انتهت تماماً تقريباً بعد تراجع منسوب المياه فيها، ما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الطيور والحيوانات التي كانت تعتمد على بيئة الأهوار في معيشتها”، مؤكدة أن “هذه الأزمة تمثل تهديداً حقيقياً للأمن الغذائي والبيئي في العراق”.
وبينت عضو لجنة الزراعة والمياه أنها التقت اليوم وزير الموارد المائية لبحث الأزمة، مشيرة إلى أن “الوزارة تبذل جهوداً لتقليل الأضرار، لكن حجم الكارثة المائية يتطلب تحركاً حكومياً عاجلاً وتعاوناً إقليمياً جاداً لضمان حصص العراق المائية من دول المنبع ودعم خطط إنعاش الزراعة والبيئة”.
ويعدّ العراق من بين أكثر خمس دول عرضة للتغيرات المناخية في العالم، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فيما أعلن المركز الإستراتيجي لحقوق الإنسان مطلع عام 2025 أن البلاد فقدت نحو 30% من أراضيها الزراعية المنتجة خلال العقود الثلاثة الماضية.
وأدى تزايد النشاط العمراني على حساب المساحات الخضراء إلى اختفاء أراضٍ زراعية وتحويلها إلى سكنية وتجارية، فيما تقلصت المساحات الخضراء في العراق من نحو 50 إلى 17% نتيجة التغيرات المناخية.
ووفقاً لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، باتت مساحات الغابات في العراق لا تشكل سوى 8250 كيلومتراً مربعاً، أي ما نسبته 2% من إجمالي مساحة البلاد، بينما يفقد العراق سنوياً 100 ألف دونم جرّاء التصحّر.
المحرر: حسين صباح