قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في افتتاحيتها إن مدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني جراء الضربات الأمريكية الأخيرة سيحدد نتيجة الصراع مع طهران، متسائلة عما إذا كان البرنامج “مدمراً أو منهكاً أو غير منقوص”.
وأوضحت الصحيفة أنه إذا كانت الضربات الأمريكية قد “قضت” على البرنامج النووي الإيراني بالكامل، كما يؤكد الرئيس دونالد ترامب، فستكون واشنطن قد أثبتت قدرتها على تدمير قدرة إيران على إنتاج الأسلحة النووية متى شاءت.
وأضافت أن هذا السيناريو قد يفرض على طهران تقديم تنازلات، وربما التخلي عن طموحاتها النووية، لكنه يجعل الدبلوماسية ضرورية لتجنب اضطرار الولايات المتحدة لقصف إيران بانتظام لمنعها من إعادة بناء برنامجها.
وبحسب الصحيفة، فإن تقريراً مسرباً من وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية يشير إلى أن الضربة الأمريكية أعاقت البرنامج النووي الإيراني “لبضعة أشهر فقط”، مما يعني أن إيران قد تستطيع العودة إلى تخصيب المزيد من الوقود النووي.
وأشارت إلى أن إيران قد نقلت على الأرجح مخزونها من المواد النووية إلى مكان آمن، وأنه حتى مع تدمير أجهزة الطرد المركزي، “لا يمكن محو الخبرة التقنية التي تراكمت لدى طهران على مدى عقود”.
ورغم استعداد ترامب لإعادة التواصل مع إيران دبلوماسياً، ذكرت الصحيفة أن طهران ترفض التفاوض مع واشنطن حتى الآن، وأن البرلمان الإيراني أقر مشروع قانون لتعليق التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ورأت “واشنطن بوست” أن استئناف المحادثات ضروري، خاصة إذا لم تكن الضربات قد دمرت القدرة النووية الإيرانية بالكامل، داعية ترامب إلى تقديم حوافز مع الاحتفاظ بخيار المزيد من العمل العسكري.
واقترحت الصحيفة أنه إذا كانت إيران مصرة على مواصلة برنامجها النووي المدني، فيجب أن يتم ذلك تحت رقابة دولية صارمة وقيود على مستوى اليورانيوم المخصب، مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات.
وفي غياب حل دبلوماسي، رأت الصحيفة أن السيناريو الأفضل هو أن تمارس الولايات المتحدة وإسرائيل ما وصفته بلعبة “ضرب الخلد” على المدى الطويل، في محاولة مستمرة للعثور على المواقع النووية المشتبه بها وتدميرها.
لكنها حذرت من أن إيران، بعد “تعرضها للإذلال”، قد “تبتكر طرقاً أكثر إبداعاً لإخفاء وحماية برنامجها النووي”.
المحرر: حسين صباح