حذرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية من أن روسيا قد تستهدف حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعملية عسكرية محدودة النطاق وعالية الكثافة، تهدف إلى تفكيك التحالف سياسياً بدلاً من السعي لهزيمته في حرب شاملة.
وأوضح الباحث فابيان هوفمان في تقرير للمجلة أن الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو "تسارع إلى إعادة تسليح نفسها" استعداداً لمواجهة هجوم روسي محتمل خلال فترة قصيرة، قد لا تتجاوز ستة أشهر من انتهاء الحرب في أوكرانيا، وفقاً لتقديرات مسؤولين دانماركيين.
ورغم إخفاق روسيا في تحقيق هدفها بإسقاط الحكومة الأوكرانية خلال "حملة حاسمة لمدة ثلاثة أيام"، فإن التقرير يشير إلى أن إستراتيجية موسكو المحتملة ضد الناتو ستختلف جذرياً، حيث "لن يهدف أي هجوم روسي على الناتو في المقام الأول إلى تدمير القدرة الكلية للحلف على شن الحرب، بل سيركز على حملة قصيرة مصممة لتمزيق التماسك السياسي للناتو".
ويرى التقرير أن المخطط الروسي قد يبدأ بـ"توغل محدود في أراضي الناتو عند نقطة ضعف متصورة" في واحدة أو أكثر من دول البلطيق، تليها تهديدات بتصعيد نووي في حال محاولة الحلف استعادة المنطقة المحتلة، وهي إستراتيجية يطلق عليها المحللون العسكريون "التحصين العدواني".
وتشير تقارير استخباراتية حديثة، وفقاً للمجلة، إلى أن روسيا "تمكنت من حشد ما يكفي من الرجال ليس فقط لتغطية خسائرها القتالية، بل لتوسيع قواتها"، كما تُنتج المزيد من المعدات والذخيرة، إضافة إلى امتلاكها "مخزوناً يقدر بحوالي ألفي رأس حربي نووي غير إستراتيجي".
ويخلص التقرير إلى أن أفضل سبيل لمواجهة أي هجوم روسي محتمل هو "منع أي توغل على الحدود"، وهو ما يتطلب "وضعاً دفاعياً أمامياً موثوقاً" لا يزال الحلف يفتقر إليه، مشدداً على ضرورة استثمار الدول الأوروبية في قدرات الهجوم المضاد مع توضيح استعدادها "للرد الفوري، بما في ذلك ضد البنية التحتية الحيوية الروسية".
المحرر: حسين صباح