أعلنت صنعاء إجراءات اقتصادية جديدة رداً على الغارات الجوية التي استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي، حيث وجه رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط وزارة الاقتصاد والاستثمار بفرض مقاطعة إلزامية للمنتجات الأمريكية، بينما أصدر مركز تنسيق العمليات الإنسانية قراراً بحظر صادرات النفط الخام الأمريكي اعتباراً من 17 مايو الجاري.
وتأتي هذه الإجراءات في أعقاب تعرض ميناء رأس عيسى لغارات جوية أمريكية أدت إلى خروجه عن الخدمة، مما أثر على استيراد المشتقات النفطية، وفق مصادر يمنية.
وأكد الرئيس المشاط في توجيهاته أن "المقاطعة ملزمة بنص القرآن الكريم"، على حد تعبيره.
ووجه وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار "فرض الإجراءات الإلزامية لمقاطعة المنتجات الأمريكية". كما وجه بمنح مهلة ثلاثة أشهر، "وعقبها يتم منع دخول أي قطعة من أي منتج أمريكي وتواجدها في أي محل تجاري".
ودعا المشاط "جماهير الشعب اليمني إلى مقاطعة من لا يقاطع البضائع الأمريكية، الصهيونية"، متوعداً "باتخاذ إجراءات صارمة بحق من يخالف القرار ولا يقاطع هذه البضائع".
من جانبه، أكد وكيل وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار محمد قطران في تصريح خاص لوكالة تسنيم أن "قرار مقاطعة المنتجات الأمريكية والتخلص منها من السوق اليمني يأتي ترجمة لتوجيهات رئيس الجمهورية، وكذلك توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وانسجاماً مع توجهات الشعب اليمني وموقفه التاريخي من القضية الفلسطينية وتزامناً مع ذكرى أسبوع الصرخة والمقاطعة التي أطلقها الشهيد المؤسس السيد حسين بدر الدين الحوثي قبل نحو ثلاثة وعشرين عاماً".
وقال قطران إن "الجمهورية اليمنية ممثلة بالحكومة في صنعاء عملت خلال العامين الماضيين على الحد من استيراد المنتجات الأمريكية الأساسية مثل القمح وغيرها حيث كانت اليمن تستورد ما نسبته 60% من احتياجات السوق اليمني من أمريكا، وتراجعت إلى مستويات متدنية التي عوضتها منتجات محلية ومن بلدان أخرى".
وأضاف أن "وزارة الاقتصاد بدأت بتنفيذ القرار عبر جملة من الإجراءات القانونية والخطوات العملية مع إعطاء فرصة ثلاثة أشهر للقطاع الخاص لتصريف بضائعهم". وشدد على "الجهات المعنية بالتعاون لإيجاد البدائل للبضائع الأمريكية سواء من الإنتاج المحلي أو الاستيراد من بلدان أخرى عدة مع التأكيد على أن الأسواق لن تتأثر مع وجود البدائل الكافية".
وأشار قطران إلى أن "حجم التبادل التجاري مع الأمريكان يصل إلى 800 مليون دولار، وتعمل الوزارة على تصفير أي تبادل تجاري مع الأمريكان أو الشركات التي تدعم الكيان".
في سياق متصل، أوضح المدير التنفيذي لمركز تنسيق العمليات الإنسانية في تصريح صحفي أن "العدو الأمريكي لا يزال يشنّ غارات على مختلف المحافظات اليمنية، مستهدفاً المدنيين والأعيان المدنية، مما أسفر عن سقوط المئات من الشهداء والجرحى، بينهم نساء وأطفال".
وأضاف "كما سبق وأن قام العدو الأمريكي في 17 أبريل 2025م باستهداف ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة، مستهدفاً منشآت مدنية وعمالاً وموظفين، في جريمة مروعة تُعد واحدةً من أبشع المجازر المرتكبة بحق الإنسانية، في محاولة لمحاصرة الشعب اليمني، وإفقاره، وتدمير قدراته الاقتصادية، وبالتالي يحق للجمهورية اليمنية الرد على الجرائم والمجازر وجرائم الحرب التي يرتكبها العدو الأمريكي بحق الشعب اليمني وبنيته التحتية ومقدراته".
المحرر: حسين صباح