شاركَ رؤساء الدول العربية، يوم الثلاثاء، في القمة العربية الطارئة التي عُقدت في العاصمة الإدارية الجديدة، وهدفت إلى التوصل إلى موقف موحّد بشأن مستقبل قطاع غزّة الفلسطيني، لمواجهة اقتراح الرئيس دونالد ترامب بالتشريد الجماعي لسكان القطاع والمساعدة في إنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار المعرض لخطر الانهيار.
التصويت على المقترح المصري
وصوّت رؤساء الدول وكبار المسؤولين من جامعة الدول العربية التي تضم (22 دولة) على اقتراح مصر لخطّة إعادة إعمار تدريجية لغزة من شأنها أن تبقي الفلسطينيين على أرضهم.
وستمضي الخطة، التي وردت في وثيقة من (91 صفحة) اطلع عليها كلمة الإخباري، على (3 مراحل)، من فترة أولية تركز على إزالة الأنقاض إلى إعادة بناء شاملة للمجتمعات في غزة على مدى عدة سنوات.
وسيتم نقل سكان غزة إلى مواقع بها مساكن مؤقتة بينما يتم إعادة بناء أجزاء من القطاع بشكل متسلسل. وستدير لجنة تكنوقراطية من الفلسطينيين المستقلين غزة خلال فترة إعادة الإعمار المبكرة.
السيسي: لجنة خاصة لإدارة غزّة
وخلال كلمته الافتتاحية للقمة العربية، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: إن "مصر تعمل على تدريب قوة شرطة فلسطينية لتوفير الأمن".
وتقول الوثيقة: إن "الأردن ودولاً أخرى محتملة ستشارك أيضًا في التدريب؛ لتمكين السلطة الفلسطينية من العودة إلى واجباتها الحاكمة في قطاع غزة".
كما سيشرف التكنوقراط على غزة خلال الأشهر الستة الأولى من فترة "التعافي المبكر"، في هيئة تسمى "لجنة إدارة غزة".
وخلال الفترة الانتقالية الأولية، يجب أن تبدأ المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والممثلين الفلسطينيين حول "قضايا الوضع النهائي"، بما في ذلك الحدود الإقليمية ووضع مدينة القدس المتنازع عليها، كما يقول نص الخطة.
ويطلب الاقتراح المصري أيضاً من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إرسال قوة حفظ سلام دولية إلى غزة والضفة الغربية، خلال إطار زمني ينتهي بدولة فلسطينية مستقلّة.
وفي أوائل شباط/ فبراير المنصرم، اقترح ترامب تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" الفاخرة التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، وتهجير أكثر من مليوني فلسطيني من سكانها، بما في ذلك إلى الأردن ومصر.
وأكدت حينها كل من القاهرة وعمان أن التدفق الكبير للفلسطينيين إلى أراضيهما يعتبرُ تهديدًا وجوديًا.
وفي الخطب الافتتاحية لرؤساء الدول خلال القمة، فقد أصروا على أن "الفلسطينيين يجب أن يظلّوا في غزة".
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أبو الغيط للحاضرين: "لقد تعرض الشعب الفلسطيني لظلم كبير ولا يمكن أن يظلم مرة أخرى".
وتابع أن "لديهم الحق في العيش في سلام على أرضهم"، مشدداً أن "تهجير الشعب الفلسطيني أمر غير مقبول".
وأضاف، "لا يمكننا قبول المشاريع والرؤى الأمريكية غير القانونية في المنطقة".
فيا قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني: إن "بلاده تدعم السلطة الفلسطينية في تنفيذ الإصلاحات التي تخدم مصالح فلسطين".
العراق: إنشاء صندوق لإعمار غزة
أما بالنسبة لموقف العراق، فقد أكد رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، على دعم الحق الفلسطيني وصموده في مواجهة اعتداءات إسرائيل.
وقال رشيد: "نحذّر من المشاريع الكارثية التي تستهدف تصفية الفلسطينيين".
ودعا إلى "تحرك عاجل لإعادة إعمار قطاع غزة وإنشاء صندوق لهذا الغرض".
وشدد على "دعم الخطة المطروحة في هذه القمة بقوةٍ لإعادة إعمار قطاع غزة".
كما جدّد موقف العراق الرافض بشدّة "لأي محاولة لإيجاد مكان بديل للفلسطينيين خارج أراضيهم".
المحرر: سراج علي