الثلاثاء 8 شوّال 1446هـ 8 أبريل 2025
موقع كلمة الإخباري
تهديد ترامب بالرسوم الجمركية يشعل سباقاً عالمياً للحصول على النحاس لأمريكا
بغداد ـ كلمة الإخباري
2025 / 02 / 26
0

يسارع كبار تجار السلع الأساسية في العالم إلى شحن النحاس إلى الولايات المتحدة من أماكن بعيدة مثل آسيا، وذلك في ظل تهديد الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات المعدن، مما يخلق فرصة ضخمة لتحقيق الربح.

وذكر تقرير لموقع (bnn bloom berg) ترجمه كلمة الإخباري أن "الفجوة بين أسعار النحاس في الولايات المتحدة وبقية العالم قد اتسعت بشكل حاد بعد أن أمر الرئيس أمس الثلاثاء وزارة التجارة بدراسة فرض رسوم محتملة على المعدن"، مبيناً أن "الأسعار ارتفعت في بورصة كومكس في نيويورك بنسبة 4.9% لتتداول بأكثر من 1000 دولار للطن فوق مؤشر بورصة لندن للمعادن، الذي ارتفع بنسبة 1.2% إلى حوالي 9500 دولار للطن الواحد".

وأوضح بأن "شركة جلينكور بي إل سي ومجموعة ترافيجورا من كانتا من أبرز الشركات التجارية التي انتقلت لشحن النحاس إلى السوق الأمريكية في الأسابيع الأخيرة، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر".

ونقل التقرير عن بعض الأشخاص قولهم: إن "الجزء الأكبر من شحناتهم يأتي من أمريكا الجنوبية، لكنهم استفسروا أيضًا عن شحن النحاس من المستودعات الآسيوية التي تتبعها بورصة لندن للمعادن. ورفض المتحدثون باسم جلينكور وترافجورا التعليق".

التقرير أشار في الوقت ذاته إلى أن "التهديد بالرسوم الجمركية خلق فرصة قوية لتحقيق الربح للتجار".

ووفقًا للعديد من المشاركين في السوق يتم تداول أسعار النحاس في الولايات المتحدة بعلاوة تصل إلى 1300 دولار للطن هذا الشهر، مقارنة بتكلفة شحن النحاس إلى الولايات المتحدة والتي تبلغ 300 دولار للطن أو أقل. هذا مقارنة بهامش التداول الضئيل للغاية الذي يتم الحصول عليه عادةً من شراء وبيع وشحن المعادن ذات الدرجة السلعية.

من جهتها قالت المديرة المساعدة لاستراتيجية السلع الأساسية في بنك ماكواري المحدود أليس فوكس: "كان الكثير من الناس يراقبون هذا التحكيم، لكن قلة قليلة من الناس كانت لديهم الشجاعة الكافية للتداول فيه بالفعل". وأضافت أن الوقت الذي يستغرقه نقل النحاس إلى الولايات المتحدة قد يعني أن التجار قد يعلقون بالرسوم الجمركية قبل شحن معادنهم. "يُنظر إليها على أنها تجارة عالية المخاطر للغاية، لأن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تتغير".

ورغم أن تحذيرات ترامب السابقة بشأن الرسوم الجمركية المحتملة أثارت التوتر بشأن ما إذا كان التجار سيتمكنون من نقل النحاس إلى الولايات المتحدة في الوقت المناسب، فمن المرجح أن يستغرق التحقيق بموجب المادة 232 الذي أمر به عدة أشهر حتى يكتمل. وهذا يفتح نافذة يمكن خلالها للتجار نقل المعدن إلى الولايات المتحدة دون دفع رسوم جمركية وتأمين أرباح تصل إلى عدة مئات من الدولارات للطن.

وفي الوقت نفسه، فإن هذا الأمر يدفع تكاليف مشتري النحاس في الولايات المتحدة إلى الارتفاع، ويقلب تدفقات التجارة العالمية رأساً على عقب على نحو قد يؤدي إلى نقص المخزون في بقية العالم إذا انتعش الطلب في الصين، أكبر مستهلك للنحاس في العالم. وارتفعت طلبات سحب النحاس من مستودعات بورصة لندن للمعادن في آسيا بأكثر من 93 ألف طن منذ يوم الجمعة، مما أدى إلى أكبر انخفاض للمخزون في أربعة أيام منذ عام 2013.

وفي العادة، تشكل المستودعات الآسيوية لبورصة لندن للمعادن نقطة جذب للمعادن المنقولة إلى داخل وخارج الصين، ولكن الارتفاع في أسعار النحاس في الولايات المتحدة المرتبط بالرسوم الجمركية التي اقترحها ترامب بدأ في جذب المعدن بعيدا عن أكبر مستهلك للنحاس في العالم.

ويلفت التقرير إلى أن "توقيت وحجم الرسوم الجمركية التي اقترحها ترامب غير مؤكدين إلى حد كبير". فالحكومة بحاجة إلى تحديد ما إذا كانت الواردات قد ألحقت الضرر بمنتجي النحاس المحليين بما يكفي لتهديد الأمن القومي، ووفقًا لشروط الأمر، فقد يستغرق الأمر ما يقرب من عام قبل أن ينفذ الرئيس أي رسوم جمركية.

ومن ناحية أخرى، فإن فرض الرسوم الجمركية بسرعة قد يؤدي إلى محو الأرباح التي قد يحققها المستوردون المحتملون. ولكن بالنسبة لتجار السلع الأساسية الذين يعملون على هوامش ربح ضئيلة، أصبحت الفرصة أكبر من أن يفوتوها.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، ارتفعت أسعار عقود النحاس القريبة في بورصة كومكس إلى نحو 1300 دولار أكثر من سعر بورصة لندن للمعادن، وهو ما يعني علاوة بنحو 14%. ثم تقلص الفارق إلى نحو 600 دولار للطن، حيث سعى المتداولون إلى الاستفادة من خلال شراء عقود أرخص في بورصة لندن للمعادن وبيعها في الوقت نفسه في بورصة كومكس، قبل أن ترتفع الأسعار مرة أخرى على خلفية إعلان ترامب.

وتعكس التحركات في أسعار النحاس ما حدث في المعادن الأخرى. فقد شهدت أسعار الذهب والفضة والألمنيوم ارتفاعاً حاداً في الولايات المتحدة مقارنة بالمعايير الدولية، الأمر الذي خلق فرصاً للمراجحة للمتداولين.

وفي الوقت نفسه، كان المصنعون الأميركيون يحسبون التكلفة. ففي المتوسط، اضطروا إلى دفع نحو 8% أكثر مقابل النحاس مقارنة بنظرائهم في بقية العالم منذ اقترح ترامب فرض الرسوم الجمركية في أواخر يناير/كانون الثاني.

إن إحدى العقبات التي تعترض الواردات هي أن عدداً قليلاً فقط من منتجي النحاس حصلوا على الموافقة على تسليم النحاس في بورصة كومكس، والأمر الحاسم هنا هو أن القائمة تستبعد المصاهر في الصين، أكبر مورد للنحاس. كما تم ثني هذه الشركات عن البيع لأمريكا بسبب التعريفات الجمركية الشاملة التي فرضها ترامب بنسبة 10% على السلع الصينية. ولكنها قد لا تخسر هذه الفرصة بالكامل.


المحرر: سراج علي


التعليقات