الأربعاء 11 رَمضان 1446هـ 12 مارس 2025
موقع كلمة الإخباري
العراقيون يحيون الذكرى الـ "11" لفتوى الدفاع الكفائي
بغداد ـ كلمة الإخباري ِ
2025 / 02 / 13
0

استذكرَ العراقيون، اليوم الخميس، الذكرى الـ (11) لفتوى الدفاع الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا في النجف؛ لمواجهة خطر عصابات داعش الإرهابية؛ التي احتلت مناطق عدّة من العراق عام (2014).

وبتاريخ (14 شعبان 1435 هـ) الموافق لـ (16 حزيران/ يونيو 2014)، أطلقت المرجعية فتواها على لسان ممثلها في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة الجمعة من الصحن الحسيني.

وجاء في نص الفتوى التي لبّاها الآلاف من العراقيين: إن "طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق وشعبه في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن هذا الوطن وأهله وأعراض مواطنيه وهذا الدفاع واجب على المواطنين بالوجوب الكفائي…، ومن هنا فإن على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم عليهم التطوع للانخراط في القوات الأمنية لتحقيق هذا الغرض المقدس".

وأكد عدد من المواطنين في أحاديث متفرقة لكلمة الإخباري أنّ "هذه المناسبة من المناسبات التي ستظل عالقة في ذاكرة التاريخ وذاكرة كل العراقيين؛ كون أن هذه الفتوى جاءت دفاعاً عنهم جميعاً ولم تفرّق بين طائفة وأخرى".

وأضافوا بأنّ "الفتوى التي لبّاها الشيب والشباب معاً ردّت الخطر الكبير الذي كان يداهم العراق باستفحال العصابات الإرهابية ومحاولتهم قضم المزيد من الأراضي العراقية".

من جهتها قالت الباحثة العراقية كارولين صايغ: إن "دعوة المرجعية للعراقيين لم تكن إملاءات طائفية، بل كانت تصريحات السيد السيستاني على مرّ السنين حتى خلال ذروة الاقتتال الطائفي (2006 – 2007) قد دعت أيضاً جميع العراقيين لمواجهة العنف الطائفي"، مضيفة أن "تأثير السيد السيستاني في هذه المناسبة (فتوى الدفاع الكفائي) كان عميقاً للغاية. فقد انضم عشرات الآلاف من المتطوّعين إلى الجيش العراقي".

وأضافت صايغ في مقال نشره (المعهد العلمي للشرق الأوسط) وترجمه كلمة الإخباري بأنّ هذه الفتوى "وحدّت العراقيين من الشيعة والسنة والمسيحيين والإيزديين، الذين انضموا إلى وحدات الحشد الشعبي، وواجهوا معاً خطر داعش انطلاقاً من فتوى المرجعية العليا".

أما الصحفي والكاتب سجّاد جياد فقال في مقال له نشره مركز (The Century Foundation): إن السيد السيستاني "تمكّن من توحيد البلاد في مواجهة تنظيم (داعش) بسبب الاحترام الذي كان يتمتع به بين أتباع الطائفة الشيعية في العراق وخارجه. ويرجع قدر كبير من هذا الاحترام إلى شخصيته وفلسفته".

وانطلاقاً مما أسماه بـ (صوت العقل) يقول جياد: إن "فتوى السيد السيستاني ليست سوى واحدة من العديد من الإنجازات التي حققها خلال مسيرته المهنية الطويلة (...) وبعد عام 2003، أصبح صوتًا حازمًا للديمقراطية في مواجهة الاحتلال الأمريكي. وقد تبنى حق تقرير المصير العراقي ودعا إلى إجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن. ولعب دورًا محوريًا في تهدئة العديد من المواقف المتقلبة وصولاً إلى الصراع الطائفي الدموي الذي عصف بالعراق من (عام 2006 إلى عام 2008) وقد عارض علنًا السياسيين الفاسدين الذين يسعون إلى كسب ودّه. وعلى الرغم من كل ذلك، فقد حافظ على نمط حياة معروف بالزهد، ولم يُعرف عنه أبدًا أنه ابتعد عن مبادئه".

من جهتهم دعا ناشطون وصحفيون البرلمان العراقي إلى "الإسراع بإقرار قانون التقاعد والخدمة لمقاتلي الحشد الشعبي؛ لضمان حقوقهم والحفاظ على كرامتهم".

وقالوا في أحاديث متفرقة لكلمة الإخباري: إنّ "تأخير إقرار هذا القانون يُسيء للتضحيات الكبيرة التي قدّمها ملبو فتوى المرجعية في مواجهة العصابات الإرهابية".

المحرر: سراج علي



التعليقات