قالوا: إن "جمال المرأة في عفّتها واحتشامها، وكلما حاولت أن تحافظ على جسدها من تلصّص العيون الغريبة كان ذلك مدعاةً للفخر والاعتزاز بنفسها؛ بأنّها تسير على خطى النساء العظيمات اللواتي قدّمن نموذجاً إنسانياً مرموقاً".
كما أنّ الحجاب في المنظور الديني المعروف للجميع بأنه موافق لفطرة المرأة، فقد جُبلت على الحياء عن الظهور أمام الرجال الأجانب (من غير أهلها) بمظهر الإغراء، وتشعر بالحزازة فيه.
من هنا يطرح موقع (كلمة)، العديد من الأسئلة حول الحجاب الشرعي للمرأة ومدى أهميته، وهل هو يا ترى مجرّد قطعة قماش تغطّي جسدها أم زينة لها، أم أن للحجاب أبعاداً أخرى؟
يقول رجل الدين السيد مناف الشريفي: إنّ "جمال المرأة في عفتها والتزامها الشرعي بالحجاب، وليس جمالها في ارتداء الملابس التي تظهر مفاتنها للغرباء".
ويضيف بأنّ "المجتمع العراقي عُرف منذ القدم بعاداته الدينية وتقاليده الاجتماعية، وخصوصاً في ارتداء العباءة من قبل النسوة؛ فهي أستر لبدنها وتبعد عنها النظرات المحرّمة".
ولا يخفي الشريفي أن "هناك موجةً غريبة تدعو إلى تحرر المرأة بخلع العباءة وحتى حجاب الرأس" وكأن التحرر يقصدون به كما يقول "الانقلاب على الضوابط الشرعية والسنن الإلهية التي تحتم على المرأة ستر جسدها".
أما وسائل الإعلام التي تتبع جهات وأجندات خارجية، فهي الأخرى حاولت تصوير هذا المشهد الذي تتكامل فيه المرأة مع عفتها واحتشامها، بأنه تأثر سياسي بإيران، إلا أنّ المرأة في محافظات الوسط والجنوب العراقيّ كما يقول الشريفي: "سبقت غيرها بارتداء العباءة التي يُطلق عليها بـ "العباءة النجفية" و"العباءة الكربلائية" ثم أصبح الوصف المحبّب للفتيات والنساء "العباءة الزينبية".
وعن هذه التسمية المحببة للنساء، يقول رجل الدين الشيخ مقداد مرتضى لـ (كلمة): إنّ "السيدة زينب بنت أمير المؤمنين (ع) كانت ولا تزال مثلاً أعلى للنسوة المؤمنات في التمسّك بالحجاب الشرعي" فهذه السيدة العظيمة ورغم ما لاقته من الفجائع الكبيرة "ظهرت قويةً بمنطقها النبوي وعفتها".
وبحسب الشيخ مرتضى فإن "الواجب الشرعي يحتّم على المرأة منذ بلوغها سن التكليف الشرعي (9 سنوات قمرية) ستر جميع جسمها ما عدا الوجه والكفين، وبشرط أن لا يكون اللباس زينة من حيث اللون والتفصيل، وأن لا يكون ضيّقاً يبرز مفاتن جسمها".
وفي بعض الأسئلة حول الحجاب الشرعي التي طُرحت على المرجع الأعلى للشيعة السيد علي السيستاني أجاب قائلاً: إن "الحجاب فريضة شرعية ذكرت في القرآن الكريم، وهو من بديهيات التاريخ الاسلامي حيث كانت نساء النبي (ص) وسائر النساء المؤمنات يواظبن عليها، كما هو واضح لمن اطلع على سيرة المسلمين منذ العصر الاول".
ويضيف "بل هي من الفرائض المشتركة بين الأديان الإلهية، حتى انّ المجتمعات المسيحية كانت تراعي ذلك على العموم الى عصر قريب و لا تزال صور (مريم) (ع) عندهم متضمنة لحجابها".
أما بالنسبة للحكمة من فرض الحجاب الشرعي على النساء، فتتمثل في "ضمان العفاف في المجتمع بسلامة الاجواء الاجتماعية عن عناصر الإغراء من المرأة للرجل الأجنبي؛ لأن من شأن الاغراء ــ بحسب سنن الحياة ــ ان يكون لأجل جذب الرجل للعلاقة الخاصة فاذا لم تجز تلك العلاقة كان من الطبيعي تحريم مظاهر الإغراء".
كما أشار السيّد السيستاني إلى أن "المرأة بطبيعتها هي الأكثر تضرّراً من الممارسات اللاأخلاقية ومن المشهود في المجتمعات التي لا تتقيّد بالحجاب، ما يؤدّي لإليه عدم مراعاته من المفاسد الأخلاقية".
ورغم أن الشرع أجاز للمرأة إظهار وجهها أو ما يُعبر عنه اصطلاحاً بـ (قرص الوجه) تفضل نساء كثيرات ارتداء النقاب أو ما يُعرف في العراق بـ (البوشية)، وهو الآخر لم يكن عائقاً لخروج المرأة إلى العمل أو السوق.
يقول المواطن مؤيد الأسدي لـ (كلمة): إنّه "اتفق مع زوجته منذ عقد القران على أن ترتدي (البوشية)، وفعلاً هي ترتديه لأكثر من (15 عاماً) مرّت على زواجهما".
ويرى الأسدي أنه "في ظلّ النزعات الجديدة والدعوات للتحرّر والانفتاح على المجتمعات والثقافات الأخرى غير الإسلامية، جعل من الرجال والشباب أكثر شهوانية" على حدّ تعبيره، وبالتالي ومن أجل أن تحافظ المرأة والفتاة على عفّتها وجسدها من عيون هؤلاء المتعطّشين "كان الحجاب الشرعي هو الأسلم لها؛ لممارسة حياتها الطبيعية خارج المنزل من دون منغصّات".
ونعرف من حديث للمواطنة هيفاء محمد من أهالي مدينة الصدر في العاصمة بغداد، أنّ "حجاب المرأة واجب شرعي للمحافظة عليها"، مضيفةً بأن "الالتزام بارتدائه يأتي من القلب، ولا يمكن فرضه من أحد".
العباءة كهوية ثقافية للمجتمع
وتعتبر العباءة أيضاً هوية ثقافية للمجتمع العراقي مع كونها هوية دينية للنسوة والفتيات، وقد أصبح هذا الحجاب الذي يراه البعض مجرد "قطعة قماش" دليلاً على تحضّر المرأة لا رجعيتها، وكذلك على قوّتها ومدى التزامها بتعاليم دينها.
وترى الكاتبة اللبنانية بادية فحص في مقال لها تابعه (كلمة) أن "العباءة تعتبر هوية ثقافية للمجتمع العراقي، تتماهى فيها التقاليد والأعراف الاجتماعية، مع الأوامر الدينية".
كما أن ارتداءها كما تقول: "ليس خياراً، بل واجب شرعي، وعرف اجتماعي، تلتزم به قاطنات المدينة المقدسة، إلى أي طبقة اجتماعية انتمين، ومن أي خلفية ثقافية أتين"، مبينة بأنه "يجب أن يترافق الالتزام بها، مع تغيير في كثير من العادات والسلوكيات والمظاهر، بدءاً من اختيار قماشها وطولها وعرضها، وطريقة خياطتها وتطريزها، وما يُلبس تحتها من ثياب، وما يُنتعل من أحذية وجوارب، إلى غطاء الوجه والصوت الخفيض، وتحاشي تجمعات الرجال، والمشي المستقيم المتمهل".
وتشير أيضاً إلى أن "للعباءة طقوسها الخاصة، التي لا تقل شأناً عن ارتدائها، ويجب التقيد بها ومراعاتها. فهي تعبير عن مفهوم النظام الطبقي الديني، الذي ميز المرأة الحُرّة من الأَمة، في عصور إسلامية سبقت. أما في مجتمع النجف، فكانت إحدى علامات التمييز بين الثرّيات، وزوجات العلماء، ونساء العامة، وفي الوقت عينه دليل على الستر والحشمة لكل منهن".
وفي مقال صحفي نشره موقع (الموينتور) الإخباري باللغة الإنجليزية وترجمه (كملة)، ذكر فيه كاتب المقال أن "الجانب الأبرز لدى النسوة في العراق وخصوصاً في المدن الشيعية هو ظهورهن أكثراً تحفظاً من غيرهن في طريقة لباسهن"، مضيفاً بأنّ "النسوة الشيعيات يحرصن على ارتداء الحجاب كما أصبح النقاب (غطاء الوجه) شائعاً بينهن".
وبحسب كاتب المقال فإنه "منذ عام 2003، عندما سقط نظام صدام حسين العلماني، تراجعت أعداد النساء غير المحجبّات في حين ارتفع عدد النساء المحجبات".
وتابع "لأول مرة، أصبح الحجاب شائعاً في الدوائر الإعلامية والمؤسسات الحكومية والمناصب الحكومية الرفيعة، حيث كان النظام السابق لديه قوانين صارمة ضد الأسلمة ودور الدين في المجتمع".
كما تقول الصحفية ابتهال: إنّ "الحجاب الإسلامي يجب أن يغطي جسد المرأة بالكامل، وهذه هي القاعدة، أما أشكال الحجاب الأخرى فهي نتيجة "الاجتهاد"، مستخدمة مصطلحاً شرعياً إسلامياً يعني "الاستدلال المستقل".
ترسيخ هوية الحجاب الشرعي
في ظل الموجات العارمة التي اجتاحت المجتمع العراقي مؤخراً، تظهر جهود المؤسسات الدينية والعتبات المقدسة في التأكيد على أهمية الحجاب الشرعي للمرأة.
وفي مرات عديدة نجحت حملة مثل "ارتديها بشكل صحيح" على زيادة الوعي بالطريقة الصحيحة لارتداء الحجاب، وأصبحت الشوارع في العراق تمتلئ باللافتات المعلقة على أعمدة الكهرباء والمباني الشاهقة التي تصور كيفية ارتداء الحجاب وتحث النساء على ارتدائه.
كما تشهد المراقد الدينية والعتبات المقدسة إقامة برامج خاصة للاحتفاء بالفتيات اللواتي بلغن سنّ التكليف الشرعي، ونجحت هذه البرامج والمبادرات الدينية بتتويج الآلاف من الفتيات الصغيرات بالحجاب.
وإلى جانب ذلك، نجحت مبادرة العتبة العباسية في كربلاء لإقامة حفلات التخرج للطالبات الجامعيات، بإظهار الصورة اللائقة للمجتمع العراقي، حيث تجتمع الطالبات في المدينة لترديد قسم التخرّج في رحاب مرقد أبي الفضل العباس (ع) وهن يرتدين العباءة "الزينبية".
ففي (آذار/ مارس 2024) أقامت العتبة العباسية حفلها السابع في مدينة كربلاء لتخريج (3 آلاف) طالبة جامعية من (15 محافظة)، حيث احتفلن بتخرجهن وهن يتردين العباءة.
وفي تاريخ (تشرين الثاني/ نوفمبر 2023) ألقى وكيل المرجعية الدينية العليا والمتولي الشرعي للعتبة العباسية السيد أحمد الصافي خطاباً نشرته قناة العتبة على منصّة يوتيوب وصفه فيه النساء المحجّبات بـ "الملائكة"، وقال: إن "أولائي النسوة يدافعن عن قيم الحشمة والعفة والتديّن ضد العدو".
وفي خطاب آخر له بتاريخ (16 نيسان/ أبريل 2016) خلال حفل أُقيم لتكريم الطالبات الجامعيات اللواتي يرتدين العباءة الزينبية قال السيد الصافي: إن "الحجاب هو صيانةٌ للمرأة ولعلّ الشارع المقدّس اهتمّ بالمرأة اهتماماً كبيراً، ولم يُعطَ للمرأة حقٌّ ودورٌ مثل ما أعطاها إيّاه".
وأضاف، "لا شكّ أنّ مفهوم الحجاب هو مفهوم الحفاظ على شيء ثمين ولا شكّ أنّ المرأة شيءٌ ثمين، هذه المخلوقة التي اهتمّ بها الشارع المقدّس وقد ورد أنّ الإنسان إذا ربّى ثلاث بنات ضَمِنَ الجنّة، هذه لم ترد في الذكور وإنّما في الإناث، لماذا؟ لأنّ المرأة عزيزة ولها قيمة وأهمّية، هذه الأهمّية تستدعي أن تعرف المرأة ما هي منزلتها بشكلٍ حقيقي أمام الشارع المقدّس".
وكما يظهر لم يكن حجاب المرأة وعباءتها التي تغطي كامل جسدها، عائقاً عن إكمال تعليمها وممارسة وظيفتها وعملها خارج المنزل، هكذا تقول الشابة بتول الفحّام من أهالي مدينة النجف.
الفحّام وهي معلّمة جامعية في إحدى مدارس المدينة، كانت قناعتها منذ أن بلغت سنّ التكليف الشرعي على التمسّك بارتداء العباءة حتى وهي طالبة في الجامعة، فقد عكست بذلك حسب قولها "جمال المرأة المسلمة وعفّتها". وتضيف أن "لنا في السيدة فاطمة ابنة الرسول (ص) قدوة وأسوة".
استطاعت كذلك كما تروي لـ (كلمة) أن تؤثّر على طالبات أخريات درسن معها في الجامعة "فقد دخلن لا يضعن على رؤوسهن سوى قطعة الحجاب الصغيرة (الربطة) ثم أصبح الحجاب الشرعي يغطي كامل أجسادهن".
كان ذلك في العام (2005) أي بعد عامين فقط من التغيير الذي شهده العراق بإسقاط النظام البعثي العلماني، الذي سعى جاهداً إلى خلخلة النظام الاجتماعي والتأثير على عادات العراقيين وخصوصاً النساء الشيعيات اللواتي حافظن على زيّهن الديني من ارتداء حجاب الرأس والعباءة.
أما بالنسبة للمواطنة زهراء عباس (38 عاماً) فقد ارتدت الحجاب الشرعي تأثراً بأهلها وبيئتها الدينية، وعرفت خلال مراحلها العمرية أنه "واجب شرعيّ للمحافظة على عفّة المرأة".
وتروي عباس لـ (كلمة) أنّ "والدها الشهيد ترك برحيله غصّة في قلبها، وكان أكثر ما يعجبه ويحبّه أن يرى بناته متمسكات بحجابهنّ الشرعي وأن لا يتنازلن عن حقّهن الشرعي هذا مطلقاً".
وتضيف بأنّها "حتى في مرحلة الدراسة الجامعية، لم تكتفِ بارتداء حجاب الرأس (الربطة) والجبّة، وإنما مع ارتداء العباءة" وكان ذلك كما تقول: "يشعرها بطمأنينة وراحة بين زملائها وأساتذتها في الجامعة".
وفي حين بذلت منظمات نسوية تدعو إلى تحرّر المرأة مما تصفه هذه المنظمات بـ "القيود" وعملت إلى تشويه صورة المرأة المحجبة وخصوصاً النساء اللواتي يرتدين العباءة في الوظيفة والجامعة، بقي مشهد الفتيات والنساء بحجابهن الشرعي صورة لازمة للمجتمع العراقي ما بعد تغيير (2003)، فما حصل هو تغيير لنظام سياسي وليس لعادات وتقاليد المجتمع، كما تحدّث بذلك الصحفي حيدر التميمي لـ (كلمة).
دعوات لاحترام المدن المقدسة
وبعد أن عرفنا أهمية ارتداء الحجاب للمرأة، صادفتنا خلال جولتنا الصحفية أحاديث أخرى حول وجوب ارتداء الحجاب الشرعي الساتر للبدن في المدن المقدسة.
وعلى اعتبار أن هذه المدن تضم أضرحة دينية وخصوصاً مراقد الأئمة (ع)، فقد أكد كثيرون على عدم التخلّي عن هذه المطالب، ودعوة النساء الزائرات إلى الالتزام بارتداء العباءة التي تغطي كامل جسدها وليس الحجاب الشكلي، حسب أقوالهم.
ويقول المواطن مهند الحسيني وهو صاحب محال تجاري في مدينة كربلاء: إنّ "هناك نزعة جديدة متأثرة بدعواتٍ غربية للتخلّي عن الحجاب الشرعي حتى في المدن المقدسة".
وتابع بأنّ "المدينة شهدت في الآونة الأخيرة دخول زائرات بحجاب غير شرعي، وهو ما يترك صورة سلبية عن هذه المدينة المقدّسة التي ظل أهلها محافظين على عفتهم وأخلاقهم وعاداتهم سواء أكان من الرجال أو النساء".
ودعا الحسيني إلى "ضرورة التأكيد على ارتداء الحجاب لكل امرأة تودّ زيارة المراقد الدينية" فالحجاب في الأصل كما يقول "واجبٌ شرعي إلى جانب حرمة المراقد المقدسة".
وفي حديث آخر مع المواطنة رحمة الشمري من أهالي منطقة البيّاع في العاصمة بغداد، فقد ذكرت لنا كيف كانت عليها أجواء زيارة المراقد الدينية أيام زمان، بدءاً من مرقد الإمام الكاظم (ع)، وصولاً إلى المراقد الدينية في النجف وكربلاء وسامراء، حيث لم تكن تتجرّأ يوماً كما تقول على زيارتها وطلب حاجاتها "دون ارتداء العباءة التي تغطّي كامل جسدها".
تقول الشمري (67 عاماً) وهي جدّة لأحفاد وحفيدات: إنّ "مثل هذه الأماكن الروحية والقريبة من القلب والروح تجلّلها قداسة إلهية، ولا يمكن لأي أحد أن يسمح لنفسهِ أن يسيءَ بلفظٍ معيب أو سلوك غير صحيح". أما بالنسبة لارتداء الملابس فهنا في المدن المقدّسة "يختلف الأمر تماماً عن أي مدينة أخرى" هكذا تحدّثت لـ (كلمة).
يأخذنا حديث الجدّة الشمري لأحاديث أخرى عن عظمة المدن المقدسة التي تضم مراقد الأئمة (ع) والصحابة والأولياء الصالحين، والعراق يتفرّد لوحده على مستوى العالم بوجود هذه المدن التي يرتبط بها الناس ارتباطاً روحياً عميقاً.
ويضمّ التربوي واثق الحسينيات من أهالي ذي قار صوته لأشخاص آخرين أكدوا وجوب احترام المشاهد المقدسة وارتداء اللباس المحتشم عندها زيارتها، وخصوصاً العباءة والحجاب الشرعي للنساء والفتيات.
يقول الحسينات: إن "ارتداء الحجاب وخاصة العباءة العراقية الزينبية يعد واجباً على كل النساء والفتيات، أما بالنسبة للمدن المقدسة والمشاهد القريبة من مراقدها فهو واجب حتى على السائحات والزائرات".