قالت وكالة "بلومبرغ"، الاثنين، أن الولايات المتحدة تشكل التهديد الحقيقي لأولوية الدولار، موضحة أن المزيد من الشركات تخضع كل عام لعقوبات من واشنطن وتشعر بالحاجة إلى إيجاد بدائل للدولار.
وأوضحت "بلومبرغ": "تشكل سياسة التهديدات والعقوبات وزيادة الرسوم الجمركية، التي وعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالالتزام بها في مسعى للحفاظ على هيمنة الدولار، خطرا أكبر على العملة الأمريكية من احتمال تخلي دول بريكس عنها".
وأضافت: "تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على دول بريكس إذا قامت بالتخلي عن الدولار، تبين أنها قتال مع طواحين الهواء، لأن الدول الأعضاء لم تخطط لإدخال عملة موحدة في المستقبل القريب، ومع ذلك، فإن مثل هذه الإشارة يمكن أن تدفع مجموعة بريكس إلى البحث عن بدائل للدولار للمدفوعات المتبادلة وتجعل فكرة العملة الموحدة أكثر أهمية على خلفية الانقسامات الجيوسياسية والحروب التجارية".
وأشارت إلى أنه "على مدى السنوات القليلة الماضية، كان للعقوبات الأمريكية تأثير سلبي للغاية على التعاون في مجال التجارة والطاقة بين الهند وفنزويلا، التي كانت واحدة من أكبر شركائها. وفي هذا الصدد، فإن السلطات الهندية لديها الحافز لإنشاء آليات دفع لا تخضع لرقابة الولايات المتحدة".
كما أكدت أن "المزيد والمزيد من الشركات والسلع ذات الاستخدام المزدوج تتعرض كل عام لعقوبات من واشنطن، وبالتالي تشعر الشركات أيضا بالحاجة إلى إيجاد بدائل للدولار".
وحذرت الوكالة: "إذا كان ترامب يريد الحفاظ على الأولوية للدولار، فيتعين عليه أن يدرك أن قيمته لا تعتمد على القوة والتهديدات الأمريكية، بل على موثوقية الولايات المتحدة، كما أن الضغوط تشكل تهديدا أعظم كثيرا على الولايات المتحدة".
وهدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في وقت سابق، دول "بريكس"، بفرض رسوم إذا لم تتخل عن خططها في عملة بديلة للدولار.
كما علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على تهديدات دونالد ترامب، موضحا أن الولايات المتحدة عبر استخدام الدولار، تواصل استغلال الاقتصادات العالمية الأخرى لمصلحتها الخاصة.
كما أشار محللون إلى أن استخدام ترامب لسياسة "الحرب الاقتصادية" قد يؤدي في النهاية إلى تحفيز مبادرات دول أخرى لإيجاد عملة بديلة للدولار.