كشفت وكالة "بلومبرغ" للأنباء، اليوم الخميس، أن روسيا تقترب من التوصل إلى اتفاق مع "القيادة الجديدة" في سوريا للاحتفاظ بقاعدتين عسكريتين حيويتين في البلاد.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة في موسكو وأوروبا والشرق الأوسط، طلبت عدم الكشف عن هويتها، القول إن "المحادثات مع القيادة السورية الجديدة تتعلق ببقاء القوات الروسية في ميناء طرطوس البحري وقاعدة حميميم الجوية"، على حد قول الوكالة.
ووفقاً للمصدر في روسيا، فإن وزارة الدفاع الروسية تعتقد أن لديها تفاهما غير رسمي مع "هيئة تحرير الشام" (المصنفة إرهابية من قبل واشنطن) يسمح ببقاء روسيا في القاعدتين.
ومع ذلك، حذر المصدر من أن الوضع قد يتغير في ظل عدم الاستقرار في سوريا.
ولم يرد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على طلب للتعليق، فيما ذكرت "بلومبرغ" أنها لم تتمكن من التحقق من هذه المعلومات مع مسؤولين في الحكومة الانتقالية السورية.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، كشفت يوم أمس الأربعاء، إن لدى بلادها قضاياها الخاصة التي سوف تنطلق منها لرفع تنظيم "هيئة تحرير الشام" من قوائم التنظيمات الإرهابية.
وتشكل قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية الروسيتان في سوريا، منشآت أساسية للحفاظ على نفوذ موسكو في الشرق الأوسط وحوض المتوسط وصولا إلى إفريقيا.
وأنشئت قاعدة طرطوس في العام 1971 بموجب اتفاق بين الرئيس السابق حافظ الأسد (والد بشار)، والاتحاد السوفييتي في ميناء طرطوس وهي القاعدة الروسية الدائمة الوحيدة لموسكو في منطقة المتوسط.
ومنذ بدء تدخلها في سوريا عام 2015، تملك روسيا قاعدة حميميم التي تعتمد على امدادات الأسلحة والعتاد الواصلة بحرا إلى طرطوس على بعد نحو ستين كيلومتراً جنوباً.
ومعروف عن قاعدة حميميم أنها تحظى بحماية مشددة مع أنظمة دفاع جوي متطورة تسمح بتغطية مساحات واسعة في المنطقة.
وتشكل القاعدة نقطة عبور أساسية للمرتزقة والمستشارين العسكريين الذين يتجهون إلى إفريقيا حيث تسعى موسكو إلى تعزيز نفوذها أيضاً.
وكانت "هيئة تحرير الشام" قادت التحالف الذي دخل الأحد دمشق، وأطاح بعائلة الأسد التي حكمت البلاد بيد حديد على مدى نصف قرن.
ورغم أنها نأت بنفسها عن تنظيم القاعدة المتطرف، ما زالت الهيئة محظورة في العديد من الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تصنفها إرهابية.