أحيتْ منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، اليوم الأربعاء، الذكرى الـ (76) لتأسيسها والتي توافق للحادي عشر من كانون الأول، في حين يتصدّر المشهد الفلسطيني اهتمامات المنظمة التي حذّرت في بيانات عديدة من واقع الأطفال في غزّة وما يتعرّضون له جرّاء استمرار القصف الإسرائيلي.
وفي تقرير جديد للمنظمة نشرته على موقعها الرسمي وتابعه (كلمة) الإخباري، أدانت فيه "استمرار قتل الأطفال في قطاع غزّة، حتى أولئك المشرّدين الذين يسكنون خياماً باردة لا تقيهم من برد الشتاء".
وتابعت بأن "أبناء عن مقتل أطفال في أجزاء مختلفة من قطاع غزّة يستمر في يوم مليء بإراقة الدماء، أثناء تواجدهم داخل خيامهم أو أثناء الانتظار بيأس في طوابير للحصول على قطعة خبز".
وسجّل التقرير ما حصل في مخيم النصيرات وسط غزّة، حيث أودت "غارة جوية إسرائيلية بحياة أربعة أطفال بالقرب من نقطة توزيع أغذية محلية"، مبيناً أن "من بين القتلى ثلاثة فتيان وفتاة واحدة تتراوح أعمارهم بين (5 – 11 عاماً)".
وتشير المنظمة إلى أن "هؤلاء الأطفال ستظل صرخاتهم الثاقبة التي ابتلعتها النيران وهم يركضون من أجل حياتهم، تطارد ضمير الإنسانية لأجيال قادمة.
غزة.. جحيم على الأرض
وتتابع القول: "يومًا بعد يوم، وأسبوعًا بعد أسبوع منذ حوالي (14 شهراً)، لم تكن غزة أقل من جحيم على الأرض. لا ينبغي لأي طفل أن يتحمل مثل هذه الفظائع والقتل، ولا ينبغي لأي والد أن يدفن طفله"، لافتة بأن "كل ركن من أركان غزة أصبح مقبرة للأطفال".
وحذّرت المنظمة من تأرجح الاستجابة الإنسانية الشامة في غزة نحو الانهيار الكامل، مؤكدة بأن "حياة جميع الأطفال تقريبًا معرضة للخطر أو تحطمت بسبب الصدمة التي لا يمكن تصورها والخسارة والحرمان"، مشيرة إلى أن هؤلاء الأطفال "لا يتم تسهيل سلامتهم ووصولهم إلى المساعدات الإنسانية الأساسية كما يطالب القانون الدولي صراحةً".
وتدعو اليونيسف إلى " تيسير إيصال المساعدات التي تشتد الحاجة إليها من قبل الجهات الفاعلة الإنسانية إلى غزة وفي مختلف أنحاءها، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان حصولهم دائمًا على الحماية المطلوبة، وفقًا لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي".
وما لا يقل عن 43 ألف شخص قُتلوا في قطاع غزة بسبب القصف الإسرائيلي المستمر، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
كما يتأثر نحو (50 ألف طفل) بسوء التغذية الحاد، مع مئات الآلاف من النازحين عدّت مرات، وتؤكد المنظمة بأنه "لا ينبغي أن يُداس حتى الموت أي طفل ينتظر في طابور للحصول على قطعة خبز أو يحتمي في خيمة مؤقتة أو يُقتل بغارة جوية".
وتختتم حديثه القول: إنّ "تحويل مثل هذا الرعب لأمر طبيعي بشكل مستمر يجب أن يتحول إلى عمل لوقفه. هذا يكفي".
حصيلة مروّعة من الأطفال القتلى
قبل ثلاثة أيام كشف تقرير للأمم المتحدة أن (70%) من ضحايا حرب غزة خلال (6 أشهر) نساء وأطفال، وذلك جراء الحرب الإسرائيلية.
وتحقّقت المفوضية الأممية السامية لحقوق الإنسان من أن نحو (70%) من (8 آلاف و119 شخصاً) ممن سُجّل مقتلهم في الأشهر الستة الأولى من الحرب هم من الأطفال والنساء.
ولفت التقرير إلى ما سمّاه "الواقع المروع الذي يعيشه سكان إسرائيل وقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023″، مشيراً إلى "عمليات قتل المدنيين وانتهاك القانون الدولي التي قد ترقى في كثير من الأحيان إلى جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية وحتى الإبادة الجماعية".
في حين قال المتحدث باسم اليونيسف، جيمس إلدر في تصريح تابعه (كلمة): إن "الحرب في غزة تسببت في مقتل (40 طفلاً) كل يوم طيلة العام الماضي".
وأضاف أن "غزة هي التجسيد الحقيقي للجحيم على الأرض بالنسبة إلى مليون طفل فيها. والوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم" على حدّ قوله.
وأوضح إلدر أنه "منذ هجمات (7 تشرين الأول 2023) فإن التقديرات تشيرُ إلى أن عدد القتلى بين الأطفال في غزة تجاوز الـ (14 ألفاً و100 طفل)". وهو ما يؤشّر أزمة إنسانية كبرى تفوق التصوّرات.
وفي ظل هذه الأوضاع المزرية، أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، نداءً إنسانياً عاجلاً لجمع (4.07 مليار دولار)؛ لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لما يقرب من (3 ملايين شخص) في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، خلال عام 2025.
وفي ذات السياق، أشار مكتب الأمم المتحدة، إلى أن "التصعيد الأخير شهد مستويات غير مسبوقة من القتل والتدمير في قطاع غزة، كما تزايدت حدة العنف في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما فاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كبير".