كانَ الرئيس السوري المعزول بشّار الأسد، آخر شخص يغادر من مطار دمشق الدولي نحو وجهته "الأبدية" في موسكو، في حين تستعدّ إدارة النقل في "حكومة المعارضة" لإعادة افتتاحه.
وقالت إدارة شؤون النقل في الحكومة الانتقالية السورية، في تصريحات صحفية تابعها (كلمة): إنّها "ستعمل خلال الأيام المقبلة على إعادة افتتاح مطاري دمشق وحلب الدوليين".
وأوضحت أن "اليوم الثلاثاء شهدت أعمال التنظيف والصيانة في المطارين استعداداً لافتتاحهما أمام مطارات العالم".
وفي هذه الأثناء، أكّدت إدارة الشؤون السياسية في دمشق، العمل على تهيئة الظروف وضمان بيئة آمنة لاستقبال السوريين العائدين.
وقالت الإدارة في تصريحاتها للصحفيين: إنها "ستعمل على تهيئة الظروف وضمان بيئة آمنة لاستقبال السوريين العائدين"، داعية "السوريين الذين أجبروا على المغادرة للعودة والمساهمة في بناء سوريا".
كما أشارت إلى أن "قيادة سوريا الجديدة تتطلع لتعزيز علاقتها مع كل الدول على أساس الاحترام"، مؤكدة أننا "سنسعى إلى دور بناء في المنطقة والعالم بما يحقّق الأمن والاستقرار" على حدّ قولها.
وكانت مقاطع مصوّرة نُشرت قبل يومين، أظهرت مطار دمشق الدولي مهجوراً، وذلك بعد يومٍ واحد فقط من الإطاحة بالنظام الحاكم.
ويعدّ مطار دمشق الدولي أكبر مطار في سوريا، ويبعد عن العاصمة حوالي (25 كيلومتراً) في الاتجاه الشرقي، وجرى إنشاؤه في العام (1970) وتحديداً مع تسلّم الرئيس الأسبق حافظ الأسد رئاسة البلاد.
اضطرابات شهدها المطار
رغم أن مطار دمشق الدولي يمثل المقرّ الرئيسي ومركز عمليات الخطوط الجوية السورية وأجنحة الشام، فمع ذلك شهد العديد من الاضطرابات الأمنية، وخصوصاً خلال السنوات الثلاث الأخيرة التي شهدت فيها البلاد استفحال الجماعات المسلّحة التي أطاحت أخيراً بنظام بشّار الأسد.
ونتيجة للحرب الأهلية السورية والأوضاع الأمنية المتدهورة، فقد قامت العديد من شركات الطيران بإلغاء رحلاتها نحو سوريا.
وبتاريخ (10 حزيران 2022) أدى قصف إسرائيلي إلى أضرار بالمطار، وخروجه عن الخدمة وتعليق الرحلات عبره.
وحينذاك حذّرت الأمم المتحدة من صراع أوسع على أثرها، فيما ظلّت الرحلات معلّقة لأسبوعين، واُستأنفت في (22 حزيران 2022).
كما أعاد الجيش الإسرائيلي قصف المطار بتاريخ (2 كانون الثاني 2023)، مما أودى بحياة (4 عناصر) عاملة فيه، وجعل المطار يخرج عن الخدمة، ثم عادَ إلى العمل بعد ساعات قليلة.
وتكرّر كذلك القصف الإسرائيلي بتاريخ (12 تشرين الأول 2023)، حيث استهدف الجيش المطار إلى جانب مطار حلب برشقات صاروخية، أدت إلى تضرر مهابط المطارين وخروجهما من الخدمة، في حين عادَ للعمل بتاريخ (18 من الشهر ذاته).
ولم تمر سوى أيام قليلة، حتى تعرّض مطار دمشق الدولي لرشقات صاروخية من إسرائيل، مما أدى إلى مقتل عامل مدني وإصابة أخر وإلحاق أضرار مادية بمهابطه وأدى إلى خروجه عن الخدمة.
وأدانت حينها وزارة الخارجية في حكومة بشار الأسد هذا الاستهداف، واعتبرته بأنه "ينتهك القانون الدولي والإنساني، ويدخل المنطقة في دوّامة أوسع من العنف"، ولم يعد المطار إلى الخدمة إلا بعد أكثر من شهر.
ويبدو أن مصير المطار بقي على حاله، حيث استمرّ بتلقي ضربات جديدة من قبل الجيش الإسرائيلي، وهو ما حصل بتاريخ (26 تشرين الثاني 2023)، وأدى القصف إلى خسائر مادية وخروج المطار عن الخدمة مجدداً. ليعود مجدداً إلى الخدمة بتاريخ (27 كانون الأول 2023).
آخر ذكريات المطار
رغم أنه يمثل صرحاً مهماً لسوريا، ولكنّ مطار دمشق الدولي سيبقى شاهداً على هروب رئيس حكم بلاده لأكثر من (21 عاماً)، فمنه وقبله عائلته حلّقت طائرة الرئيس المعزول بشار الأسد باتجاه طريق لا عودة له أبداً، بعدما نجحت الجماعات المسلّحة التابعة للمعارضة السورية الإطاحة به وتسلّمها للحكم.