رغمَ أن سقوط نظام الأسد في سوريا أبعد روسيا الداعمة لها عن الصراع المباشر، ودفع تركيا إلى الواجهة، إلا أنّ إسرائيل تصرّ حتى هذه اللحظة بأن تكون حاضرةً في المشهد، ويظهر ذلك خصوصاً في التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال: إن إسرائيل وعدت بإحداث تغيير في الشرق الأوسط.
وذكر أيضاً في تصريحات جديدة قائلاً: إننا "سنغير في الشرق الأوسط من خلال تدمير حماس وضرب حزب الله في لبنان".
وأضاف، "نعمل بطريقة منهجية على تفكيك محور الشر" على حد وصفه، موضحاً أن "محور الشر لم ينته ولكننا نغير الشرق الأوسط ونعزز موقعنا كدولة مركزية في المنطقة".
ولم يكمل نتنياهو الذي أعرب عن سعادته بسقوط بشار الأسد وصعود المعارضة السورية للحكم، كلامه بما يخصّ هذا التغيير.
ووفقاً لما تابعه ورصده موقع (كلمة) الإخباري، فإن رسائل جديدة بعثتها تل أبيب من خلال قصف عدد من المناطق العسكرية السورية.
وقالَ مصدران أمنيان في سوريا، مساء الاثنين، إن "إسرائيل قصفت القواعد السورية العسكرية الرئيسية في أنحاء البلاد، ودمّرت بنى تحتية وعشرات من الطائرات المروحية والطائرات الحربية".
كما صرّح الجيش الإسرائيلي، قبل قليل، أنه "نجح بتعزيز مواقعه وتوسيع سيطرته في الشريط الذي احتله على الجانب السوري".
وبحسب عدد من المراقبين تحدّثوا لـ (كلمة) عن هذه الرسائل التي تنطلق من الميدان، أشاروا إلى أنّ "إسرائيل رغمَ السعادة التي أبدتها بالتغييرات التي حصلت في سوريا، ومع ذلك فهي متخوّفة جداً".
تعودُ مخاوف إسرائيل بحسب هؤلاء إلى "محاولة إبقاء سيطرتها على مناطق الجولان التي احتلتها عام (1974)، إضافة إلى وجود كمٍّ هائل من الأسلحة الثقيلة التابعة للجيش السوري، والتي حصل عليها النظام خلال السنوات السابقة في حربه ضد العصابات المسلّحة".
وبحسب تقرير لصحيفة (الغارديان) ترجمه (كلمة) فإن "إسرائيل تشعر بالقلق أيضاً بشأن المكان الذي قد تنتهي إليه الأسلحة الثقيلة التي يملكها النظام السوري واحتياطياته المحتملة من الأسلحة الكيميائية، فضلاً عن الجهود الإيرانية المتجددة المحتملة لتهريب الأسلحة والمواد إلى الضفة الغربية المحتلة عبر الأردن".
وأوضحوا بأنّ "هذه الأسلحة لا تريد إسرائيل أن تحصل عليها كل من حماس أو حزب الله اللبناني، وحتى هيئة تحرير الشام الجناح العسكري للمعارضة السورية الماسكة للسلطة حالياً".
بالنسبة لكل من حماس وحزب، فإن زيادة قوّتهم العسكرية تعني استمرار المواجهة ضد إسرائيل، في حين تخشى الأخيرة من ذلك "بعد استنزاف قوّتها خلال أكثر من عام".
أما بالنسبة للهيئة، تريد إسرائيل "أن تكون لها قوّتها المحدودة؛ حتى تستطيع مستقبلاً الجلوس على طاولة واحدة وإجراء محادثات مشتركة تخص أراضي الجولان أو المناطق التي دخلتها إسرائيل لأول مرة منذ العام (1974)"، ويشير المراقبون إلى أنّ "إسرائيل يمكن أن تحصل على اعتراف من قبل الجولاني والحكومة السورية الجديدة" ولكن ذلك يحتاج إلى "قص أجنحة" قبيل الجلوس على الطاولة.
ويلفتون أيضاً إلى أن "الأشهر الأربعة عشر الماضية أثبتت بأنه لم يعد أي شيء في الشرق الأوسط خارج الطاولة" في إشارة منهم إلى توقّع الاتفاق بين إسرائيل والحكومة السورية الجديدة.
ومما يقوي من موقف إسرائيل وخططها المستقبلية في سوريا ومحيطها، ضمان بقاء القوات الكردية السورية، التي وسعت سيطرتها على الحدود الصحراوية بين سوريا والعراق، في مواقعها بدعم من الولايات المتحدة.
ومع بقاء هذه القوات كما ترى العديد من وسائل الإعلام الأمريكية "سوف يعمل على عزلة حزب الله عن الدعم العسكري، مما يجعله أكثر عرضة للهجوم أو التسلل الإسرائيلي" وفقاً لتقارير صادرة عنها.
كما وصرّحت في هذه الأثناء، الخارجية الأمريكية في بيان تابعه (كلمة)، أن "قوات سوريا الديموقراطية ما تزال حليفتنا في محاربة الإرهاب ولم يتغير موقفنا إزاءهم".