قالَ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين، إن أبناء الأيزيديين من المكونات الأصيلة في العراق، مشدداً بضرورة العمل على إنصافهم وتعويضهم.
وجاء حديث السوداني بعد استقباله لأمير الإيزيديين في العراق حازم تحسين بيك والوفد المرافق له، وفقاً لبيان صادر عن مكتبه الإعلامي ورد لـ (كلمة) الإخباري.
وأوضح رئيس الوزراء أن "من الضروري العمل على إنصاف أبناء الإيزيديين وتعويضهم؛ لما قدّموه من تضحيات إبان الحرب ضد عصابات داعش الإرهابية".
وبيّن أيضاً أنّ الحكومة "ملتزمة برعاية المكون الإيزيدي، عبر إقامة مشاريع خدمية واقتصادية في مناطقهم؛ لتأمين إعادة العوائل الإيزيدية النازحة إلى محل سكناها".
كما أكّد على "استمرار الجهود الخاصة بكشف مصير المفقودين والمغيبين من الإيزيديين، وحسم هذا الملف؛ لما له من تداعيات إنسانية واجتماعية وقانونية" بحسب قوله.
ذكريات الموت والتشريد
وإبان احتلال داعش لمحافظة نينوى شماليّ العراق عام 2014، تعرّض الإيزيديون للقمع والقتل والتشريد من قبل العصابات الإرهابية.
وإلى جانب المقابر الجماعية التي اكتشفت مؤخراً وضمت رفات الآلاف من أبناء المكون الإيزيدي، لا يزال مصير أكثر من (2800 إيزيدي) اختطفهم داعش الإرهابي خلال هجومه على منطقة سنجار، مجهولاً حتى اليوم.
وصرّح مسؤول مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين حسين قائدي في وقت سابق، أن "المكتب تمكّن من تحرير (3 آلاف و583 مواطناً إيزيدياً) من الرجال والنساء والأطفال.
إلا أن معلومات مؤكّدة أشارت إلى أن بعض المختطفين من أبناء هذا المكوّن ما زالوا يعيشون معاناة قاسية في مخيّم الهول السوري.
كما ذكر فريق (يونيتاد) التابع للأمم المتحدة في العراق، أن ما يقرب من (ألف سجين) من الذكور الإيزيديين، قد أعدموا على أيدي عناصر داعش الإرهابي، وذلك في (6 مواقع) على الأقل.
وتمثّل المقبرة الجماعية المعروفة باسم (بئر علو عنتر) في مدينة تلعفر بمحافظة نينوى، شاهداً مأساوياً على ما جرى للعوائل التركمانية والإيزيدية، حيث ضمّت الآلاف من جثمانين ضحاياها الذين أعدمهم داعش الإرهابي ودفنهم فيها.
تعويض ضحايا الإيزيديين والتركمان
وبتاريخ (23 تشرين الثاني المنصرم) أعلنت الحكومة العراقية عن صرف الدفعة الأولى من التعويضات لضحايا ومتضرري إقليم سنجار ونينوى، الذين تعرضوا لتخريب واسع النطاق خلال احتلال تنظيم داعش الإرهابي عام 2014.
وهدف هذا الإجراء بحسب مستشار رئيس الوزراء لشؤون الإيزيديين، إلى تمكين النازحين من العودة إلى ديارهم وإعادة بناء منازلهم المدمرة.
وذكر سنجاري بأن "التعويضات المالية بلغت (99 مليار دينار عراقي)"، مؤكداً أن "وزارة المالية تعمل على استكمال صرف بقية المعاملات، بناءً على توجيهات رئيس الوزراء، الذي منح أولوية خاصة لهذا الملف في تخصيصات موازنة العام المقبل (2025)".
الإيزيديون يشكرون المرجعية
وفي شهر كانون الأول من العام (2020)، أصدر المرجع الأعلى للأمة الإيزيدية في العراق والعالم، الأمير نايف بن داود بياناً، أثنى فيه على مواقف المرجعية الدينية العليا في النجف، وقال فيه: "نلتمس من المرجع السيستاني أن يقبلنا كأحد أبنائه بعدما شملنا بعطفه ورعايته".
وكان بيان الأمير ابن داود قد استذكر فيه ما أسماها بالفتوى التاريخية لحماية الإيزيديين، ومقولات للمرجع السيستاني جاء فيها: "(الإيزيديون أمانة في أعناقنا) و(المختطفات الإيزيديات أخواتنا وبناتنا وعزنا وشرفنا وكرامتنا وهنّ شرف لكل عراقي شريف وغيور)".