الأربعاء 3 جمادى الآخرة 1446هـ 4 ديسمبر 2024
موقع كلمة الإخباري
الموقف الواضح للعراق.. دعم لبنان في السرّاء والضرّاء
بغداد ـ كلمة الإخباري
2024 / 11 / 28
0

صاغَ العراق حكومةً وشعباً موقفه من لبنان التي عاد لها أهلها الآن، وفقاً لرأيٍ ثابت لم يتغيّر منذ سنين طويلة، وليس في هذه الفترة الحرجة جداً من تاريخ هذا البلد الذي حولّته صواريخ إسرائيل إلى منطقة خاليةٍ من الحياة.

وفي تحليل لخطابات ومواقف الحكومة العراقية، فإنّ لبنان "أرض عزيزة على العراقيين كما أنّ أهلها هم أشقاؤهم الذينَ لم يتخلّوا عنهم يوماً".

هكذا يمكن رسم صورة العراق، الذي دعا في محافل دولية عدّة بالوقوف إلى جانب اللبنانيين في محنتهم، فبيروت بالنسبة إلى بغداد شقيقتها الغالية في السرّاء والضرّاء.

منذ بدء القصف الإسرائيلي على لبنان، أعلنت الحكومة العراقية عن فتح الأبواب أمام اللاجئين اللبنانيين، وصاغتهم لهم مسمىً يعبّر عن كرم العراقيين حينما قالت: ضيوفنا من لبنان.

استقبال اللبنانيين في العراق

واستقبل العراق فور صدور بيان المرجع الديني السيد علي السيستاني الداعي لإغاثة اللبنانيين في محنتهم، الآلاف من المواطنين اللبنانيين، الذين تدفّقوا أوّل مرة صوب مدينتي النجف وكربلاء، كما استقبلت محافظات أخرى بينها ديالى وصلاح الدين والبصرة وغيرها أعداداً أخرى، وفقاً لإحصائية سابقة أعلنتها وزارة الهجرة والمهجرين.

واستقبلت العتبتان الحسينية والعباسية الآلاف من العوائل، ووصل عدد الضيوف ممن احتضنتهم العتبة الحسينية في مدن الزائرين التابعة لها والفنادق وبيوت الأهالي أكثر من (8 آلاف و300 مواطن لبناني) كما صرّح لـ (كلمة) رئيس قسم العلاقات العامة عبد الأمير المطوري.

وتابع بأنّ "العوائل جرى استضافتهم وتقديم احتياجاتهم اللازمة من الطعام والسكن والملابس وغيرها من الاحتياجات الضرورية"، مضيفاً أنّ "أكثر من (35 فندقاً) تم استئجارها لإسكان الضيوف اللبنانيين".

وأشار إلى الدعم الذي قدمته خلية الإغاثة للعوائل سواء أكان في لبنان أو للعوائل النازحة في سوريا، والتي جرى أيضاً إسكانها وإطعامها.

كما أطلقت العتبة العباسية (6 قوافل) لمساعدة وإغاثة اللبنانيين في سوريا، إلى جانب استقبال أكثر من ألف مواطن وإسكانهم في مجمع تابع لها.

وبحسب ما صرّح به مسؤول الخلية محمد الاشيقر، فإنّ "آلاف اللبنانيين تمت إغاثتهم على مدار أكثر من ستين يوماً، من حيث توفير المواد الغذائية والعلاجات وإجراء العمليات وتوفير الملابس، وإنشاء مطابخ مركزية لتوزيع وجبات الطعام".

وبتاريخ (10 تشرين الأول الماضي)، وجّهت الحكومة العراقية باستقبال العوائل الفارّة من القصف الإسرائيلي، وتسميتهم بـ (ضيوف العراق). وهو ما يعكسُ موقف بغداد من أشقاء العراق في هذا الظرف الصعب.

كما وجّهت في وقت لاحق، بإرسال قوافل المساعدات إلى بيروت، فضلاً عن إرسال الحنطة والشعير والمشتقات النفطية.

وليس هذا فحسب، ففي الوقت الذي قدّمت حكومة بغداد دعمها الإغاثي على مختلف المستويات، أكّدت موقفها الضامن من قضية اللبنانيين والفلسطينيين ايضاً، ودعت المجتمع الدولي إلى الوقوف معاً من أجل إيقاف إطلاق النار.

وخلال لقائه بالرئيس اللبناني نجيب ميقاتي على هامش عقد القمة العربية الإسلامية في الرياض، أكد رئيس الحكومة محمد شياع السوداني تضامن العراق حكومة وشعباً مع اللبنانيين.

كما أكد السوداني وقوف العراق إلى "جانب كل الجهود الرامية لحماية الشعب اللبناني وسيادته على أرضه، في ظرف حساس وحرج إزاء ما يتعرض له من عدوان"، فضلاً عن التأكيد على مُضي العراق في "إرسال مواد الإغاثة والمساعدات بما يعضّد من صمود الشعب اللبناني".

ورغم تعطل حكومة لبنان في وقت سابق عن سداد ديونها بما يخص شحنات الوقود التي يرسلها العراق إلى بلادها، قرر في تموز الماضي مواصلة إرسال هذه الشحنات، بسبب الظروف الاستثنائية التي فرضتها الحرب الإسرائيلية على البلاد.

وانطلقت عملية الاتفاق مع العراق من واقع عدم قدرة لبنان على تأمين السيولة المالية الكافية لسداد كلفة الفيول الذي سيُستَبدَل بفئات مختلفة من وقود الفيول، وقدَّمَ العراق تسهيلات منها تأجيل استحقاق الدفع مدة عام واستخدام الأموال لتغطية كلفة خدمات في لبنان.


ما بعد إعلان الهدنة

رحّب العراق، في بيان أصدرته وزارة الخارجية ورد لـ (كلمة)، بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان، بعد شهرين من القصف الإسرائيلي على البلاد.

ودعت الوزارة في بيانها المجتمع الدولي إلى "اتخاذ خطوات جادة وعاجلة؛ لوقف المجازر والاعتداءات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

كما تعود العتبات مرّة أخرى لإعلان تقديم الدعم المستمر للعوائل اللبنانية.

وسجّلت العتبة العلوية في محافظة النجف، التي استقبلت في وقت سابق العوائل اللبنانية وقدّمت لها المساعدات اللازمة، عن موقف آخر ما بعد إعلان الهدنة.

وذكرت العتبة العلوية في بيان ورد لـ (كلمة) الإخباري، أنها "تعلن تكفل نقل الأخوة الضيوف اللبنانيين مجاناً إلى الأراضي السورية، عبر الطريق البري، لتتسنى لهم العودة إلى بلادهم سالمين".

وفي سياق الدعم المقدّم من العراق، أكد وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام، أن الحكومة اللبنانية تعول على دعم العراق في إعادة الإعمار، فيما قدم شكره نيابة عن الشعب اللبناني إلى حكومة العراق وشعبه للدعم الدائم إلى لبنان.

وقال سلام في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، تابعها (كلمة): إننا "نعول على دعم العراق ومبادرة رئيس مجلس الوزراء العراقي في إعادة الإعمار". 

وأضاف، أن "العراق لم يترك لبنان، ونثمن مبادرة رئيس الوزراء في إعادة الإعمار، ونشكر العراق حكومة وشعباً على الجهود والدعم الدائم للبنان". 

وجاء تصريح الوزير اللبناني مذكراً بما طرحه رئيس الحكومة العراقية خلال قمة الرياض، حيث دعا إلى تأسيس "صندوق عربي وإسلامي" لإعادة إعمار غزّة ولبنان.




التعليقات