استطاعَ العراق لمرّة جديدة، أن يردَّ على حكومة تل أبيب، التي تسعى لشنّ ضربات وصفها مستشار رئيس الوزراء، سبهان الملا جياد بـ "العدوانية"، وقال إنّ إسرائيل تريد أي حجّة لشن ضرباتها؛ بهدف اتساع دائرة الحرب في منطقة الشرق الأوسط.
يأتي الرد العراقي أكثر من توقّعات إسرائيل ذاتها، كما يقول مراقبون للشأن العراقي، فلم يكن من خلال الحلول الدبلوماسية أو التهديد والوعيد المباشر.
عدد من المراقبين قالوا: إنّ "الرد العراقي يأتي إنسانياً. فهذه اللغة وحدها القادرة على منع أي تصعيد يضر بالبلد والمنطقة التي تقف على بركان يثور في أيّة لحظة".
واعتبرَ المراقبونَ أنّ توجيه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بإرسال المزيد من المساعدات إلى غزّة ولبنان "رسالة واضحة وصريحة من الحكومة العراقية بالثبات على موقف بغداد الثابت من الحرب الدائرة على الشعبين الفلسطيني واللبناني".
وتابعوا بأنّ "موقف العراق أيضاً من استقبال اللاجئين الوافدين من لبنان والذين بلغ عددهم نحو (39 ألف لاجئ)، يؤكّد ذلك أيضاً"، مشيرين إلى أنه "ليس من مصلحة البلد الآن أي ردٍّ من شأنّه أن تفسّره إسرائيل وفقاً لأهوائها، وتعتبره حجّة لتسديد ضرباتها نحو العراق وتوسعة الحرب".
ورأوا بأن العراق "لن يكون ثالثاً أبداً في حرب إسرائيل التي استهدفت المدنيين الأبرياء في غزّة وفلسطين" واستدركوا بالقول: "من الممكن أن يكون العراق أولاً في إنهاء هذه الحرب من خلال التعاون الدولي للضغط على تل أبيب بهذا الاتجاه".
واليوم السبت، ذكر المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية وتابعه (كلمة) الإخباري أن "اللجنة المشكلة من السوداني مستمرة بعملها في جمع التبرعات لدعم شعبي غزّة ولبنان"، مشيراً إلى أنه "منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة كان هناك عمل دؤوب لإيصال المساعدات إلى الأهالي هناك، وتم إرسال آلاف الأطنان من المواد الإغاثية والغذائية والطبية وكذلك ملايين الألتار من الوقود تم إرسالها للشعب المحاصر في غزة".
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد أكّد خلال انعقاد القمة العربية الإسلامية غير العادية في العاصمة السعودية الرياض، على موقف العراق من نصرة القضية الفلسطينية.
ودعا السوداني إلى "إقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل (ترابها) وعاصمتها القدس".