"10 سنوات" مرّت على فقدان الحاجة أم أحمد من أهالي مدينة الناصرية في محافظة ذي قار لولدها (أحمد)، والذي افتقدت حضوره اليوم لتسجيل اسمه مع العائلة في التعداد العام للسكان.
ويروي أحد موظفي التعداد في المدينة، أنّ "الحاجة (أم أحمد) لبّت نداء الطارقين على بابها من موظفي التعداد، حيث خرجت بهيبتها العراقية لتقدّم المعلومات الكاملة عن عائلتها".
ويضيف بأنه "طلب من أم أحمد أن تعطيهِ هويات أفراد العائلة الساكنين في المنزل، ليتم تسجيلها بالكامل" وهو ما لبّته على الفور إلا "هوية ابنها أحمد حين أخبرته أنّه كان يحملها معه عندما استشهد مع رفاقه في حادثة سبايكر على يدي عصابات داعش الإرهابية".
كانت الصدمة كبيرة على موظف التعداد، الذي لم يتمالك نفسه وأجهش بالبكاء والنحيب مع بكاء أم أحمد، التي لم تعرف بعد مصير ابنها ولم تعثر على جثّته التي غابت في أعماق نهر دجلة".
يقول موظف التعداد: إن الحاجة أم أحمد "تنتظر ولدها منذ عشر سنوات أن يعود لها، تريد أن تفرح بزواجه وأن يكون له أسرة وأطفال يمرحون ويلعبون أمامها".
وآخر كلمات نطقت بها الحاجة أم أحمد وبلهجة عراقية ممزوجة بالحزن: "ما أعرف ابني محسوب على العدلين على المغرّبين".
قصص كثيرة لعوائل شهداء مجزرة سبايكر التي حصلت بتاريخ (12 حزيران 2014)، حينما أقدمت عصابات داعش الإرهابية إبان احتلالها لمدن الموصل وصلاح الدين على إعدام أكثر من (1700) طالب عسكري عراقي في قاعدة سبايكر بالقرب من مدينة تكريت.
وما بعد الحادثة أو المجزرة المروّعة، أعلنت الحكومة العراقية أن (57) من أعضاء حزب البعث المباد في العراق شاركوا في هذه الجريمة، وساعدوا العصابات الإرهابية في قتل الشباب، وغالبيتهم من محافظات الوسط والجنوب.
كما أكدت العديد من المنظمات أن "العدد المعلن (1700) ليس دقيقاً" حيث يقدّر أن عدد شهداء هذه المجزرة "يصل إلى (3 آلاف شهيد)".
وقد بلغ عدد ضحايا المجزرة حسب وزارة الصحة حوالي (1907 شهداء)، واحتلت محافظتا ذي قار بـ (383 شهيداً) وبابل بـ (382 شهيداً) المركز الأول في الضحايا.
ونجحت القوات الأمنية في السنوات التي تلت المجزرة، من إلقاء القبض على عدد من الإرهابيين الذين شاركوا في تنفيذها.